كيف تتولى إدارة الموظف الذي يبكي بسهولة؟

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

معظم المدراء يشعرون بعدم الارتياح عندما يبكي أحد الموظفين أثناء محادثات العمل. يتذكر الكثير من الموظفين مرور لحظات بكوا فيها في العمل، ولكن هذا ليس بحدث نادر لبعض الناس. إذ يتفاعل بعض الأشخاص بشكل مفرط مع خيبات الأمل أو التحديات، فيتعرضون لنوبات متكررة من الحزن أو الخوف الظاهر ترافقها الدموع، أو الرجفة، أو احمرار الوجه. إذا كنت تتولى إدارة شخص تنهمر دموعه بسهولة، ستجد نفسك غير معالج للمواضيع أو القضايا الهامة، وذلك من أجل تجنب مضايقة ذلك الموظف.

يبكي بعض الموظفين بسرعة بسبب افتقارهم لمهارات إدارة الذات، ربما يكونون محرجين من حساسيتهم المفرطة، وشاكرين لأية نصيحة يمكن أن تقدمها عن كيفية حفاظهم على توازنهم بشكل أفضل. ويبكي البعض من أجل التلاعب بالآخرين، لقد عملت مع عدد من الأشخاص الذين كانوا يستخدمون بكاءهم المتكرر كخط الدفاع الأول الذي يحميهم من الانتقادات. وبالطبع، يعود أحد الأسباب إلى أنهم يعانون من مشاكل شخصية قاسية كالأمراض أو بعض المشاكل العائلية. ولعل أكثر الأسباب الإيجابية للبكاء تحدث عندما يتيقّن موظفوك من أنك تقدّر العلاقة بين الرئيس والموظف، حيث لا يوجد داع للخوف أو الخجل من الدموع.

لا يمكنك معرفة ما يدور داخل رأس موظفيك، أو إذا ما كانوا يبكون لأنهم يثقون بك، أو يحاولون التلاعب بك، أو حتى يقومون بذلك لأن مشاكلهم الشخصية خارج العمل قد استحوذت عليهم. إذا كانت المشكلة مشكلة شخصية، فقد ترغب في الرجوع إلى قسم الموارد البشرية أو برنامج مساعدة الموظفين الخاص بشركتك، وذلك حتى تتلقى الدعم الإضافي. لكن، بغض النظر عن سبب حزنهم، يجب عليك إيجاد طريقة للتعامل مع هذه الدموع. ستساعدك هذه الخطوات الستة أنت وأتباعك في الحفاظ على تركيز إنساني ومهني على العمل الذي لم ينجز بعد.

لا تبالغ في ردة فعلك تجاه سبب البكاء

قم بتعريف الدموع في عقلك على أنها حركة مماثلة لعقد الحاجبين أو عض الشفة. لا يعني بكاء الشخص البكّاء أنه شخص محطّم عاطفياً ومنهار، ربما تكون هذه هي الطريقة التي يتفاعل فيها جسده مع الضغط. ذكّر نفسك أنه يمكنك السيطرة على هذا الموقف. واجه الموظف متفاعلاً بلغة الجسد ومتكلماً بلغة محايدة، أظهر له أنك تعطيه اهتمامك الكامل ولكنك لم تشعر بالاكتئاب بسبب مشكلته. هذا هو الوقت المناسب لكي لا تكون متعاطفاً فتشاركه نفس المشاعر، إنّه الوقت المناسب لتكون رحيماً وتتّخذ الإجراءات اللازمة، لأنك ترى أنه يواجه وقتاً صعباً.

انتبه إلى المسبّب

سيفيدك تحديد نمط المحادثة والانتباه إلى الكلام الذي قد يؤدي إلى ردة فعل مفرطة من قبل الموظف. هل هو حدث أو اعتقاد ما حول نوايا شخص آخر؟ أو تراكمات من الإحباطات المكبوتة التي كان يجب تصريفها من قبل؟ بدلاً من أن تسأل عن سبب تفاعل الموظف بهذه الطريقة، ما قد يشجعه على التعمق في مشاكله المتفاقمة وأوجاعه، حاول تسمية مشاكل واقعية ومقاربة للموضوع الأساسي، قل شيئاً مثل: “أرى أنّه هناك شيء يزعجك. هل هو…؟”، باشر بتسمية سبب المشكلة من دون التوغل بها.

اطلب فترة قصيرة ليهدأ الموظف، وذلك بدلاً من أن توقف الاجتماع أو تتظاهر بعدم حدوث أي شيء

ربما تود إعادة تحديد موعد آخر للاجتماع إذا كانت المشكلة مع شخص نادراً ما يبكي. ولكن قد لا يكون هذا حلاً مناسباً مع الشخص الذي يبكي كثيراً، لا يوجد أي سبب جوهري يدل على أنّ الاجتماع القادم سوف يمر بشكل جيد، وعلى أية حال، لا يمتلك الموظفون وقتاً لتحديد اجتماع آخر. لذا، يساعدك هذا الحل أيضاً على إظهار قدرتك على حماية كرامة الموظف والتحكم بالموقف في نفس الوقت. يمكنك القول: “لنأخذ استراحة سريعة حتى تتمكن من تهدئة نفسك، ثم سنقوم بحل الأمور”. ربما يود الموظف أن يتمشى قليلاً أو يشرب القهوة، وإذا كان الاجتماع في مكتبك يمكنك تركه قليلاً أو القيام بعمل آخر. ثم قل بعد وقت قصير “حسناً، لنكمل نقاشنا”.

تحقق من هدف أو حاجة الموظف الفورية

من المهم تجنب الأسئلة التي تؤدي إلى استذكار أحزان قديمة وقصص حول مشاكل حصلت منذ ثلاث سنوات. لذا تخطى توجيه أسئلة معينة مثل “ما الذي يحدث؟”، في المقابل، اسأل “ما هي الأمور التي يجب عليّ معرفتها عن هذا الوضع؟” أو “ما هو الشيء الأكثر أهمية الذي تحاول إنجازه حالياً؟”. استمر في توجيه الموظف نحو نقطة: المعطيات والحيثيات التي نحتاجها لتخطّي مشاكل العمل.

لا تأسى لحاله أو تشفق عليه أو تحاول حل مشكلته

لا مانع من التعبير بقولك مثلاً “أنا آسف لحزنك”، ولكن حاول التقليل قدر الإمكان من أي حس درامي. قاوم شعورك بالحزن، حتى لو كنت محبطاً، فهذا الأمر سيؤدي فقط إلى المزيد من العواطف. انظر إلى ما هو أبعد قليلاً، اعتبر وكأنّهم يعانون من نزيف في الأنف وسيستغرقهم الأمر بضع دقائق لتنظيف الدم الذي سال على وجوههم، من دون أن يستدعي الأمر طلب سيارة إسعاف.

حاول الإعلان عن استنتاج

هذه خطوة من وجهتين: الأولى هي إعلان ما يجب القيام به لحل المشكلة، والتأكد من التزام كل منكما بالإجراءات التي يجب اتباعها، والثانية هي أن تحاول تجاوز المشكلة حتى لا يحدث أي تخبط في المشاعر. “هذا هو ما سنفعله ستتولى أنت كذا، وأنا سأنظم محادثة هاتفية مع فلان. أشكرك لإعلامي بما يحصل. يمكننا أن نتكلّم بالموضوع مرة أخرى يوم الثلاثاء”.

من الطبيعي أن ترغب في تجنب المتاعب التي تخلّفها مواجهة الموظّف البكّاء. ولكن إذا كنت هادئاً ومركزاً، فيمكنك مساعدة الموظف على تجنب الانغماس بالعواطف والعودة إلى العمل المطلوب منه. مع مرور الوقت، سوف يصبحون أكثر كفاءة في التحكّم بانفعالاتهم. وستصبح أكثر سعادة عند اجتماعك بهم.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .