المشتقات المالية Financial Derivatives

ما هي المشتقات المالية؟

المشتقات المالية (Financial Derivatives): أحد أنواع الأدوات المالية، وهي عبارة عن عقد بين طرفين أو أكثر، تُشتق قيمته من أصل ما أو تُحدد بالاعتماد عليه، أي أن قيمته ترتبط بتقلبات الأصل. يوافق المشتري على شراء الأصل في تاريخ محدد بسعر محدد.

نشأة المشتقات المالية

تعود جذور هذه الأدوات قبل وقت طويل من بدء تداولها رسمياً في عام 1973. إذ كانت التجارة ممارسة راسخة لعصور ما قبل التاريخ منذ أكثر من مائة ألف عام، حيث تبادلوا السلع والخدمات قبل اختراع النقود، باستخدام عناصر غير قابلة للتلف مثل النبيذ أو الحبوب أو أشياء أخرى كمخزن وسيط للقيمة. ثم استخدم السومريون ألواح الكتابة الصلصالية، لتمثيل السلع، وتسجيل تواريخ التسليم للسلع التي يجري تداولها. تشبه هذه العقود الآجلة ويُعتقد أنها المثال الأول للمشتقات المالية.

في حين يعود المثال الأول المسجل لمعاملة المشتقات إلى حوالي 600 قبل الميلاد في اليونان القديمة، عندما أصبح الفيلسوف تاليس من ميليتس أول تاجر مشتقات زيت في العالم، زيت الزيتون. وبالمثل، استخدم الأثينيون عقود الشحن التي تنص على الأسعار ونوع السلعة وحجمها واعتبارات الوقت، وبالتالي تشبه العقود الآجلة.

في عام 1515، افتتحت أنتويرب البورصة، وهو مبنى يمكن للتجار التجمع فيه للقيام بأعمال تجارية. بحلول هذا الوقت، لم يعد التجار يشترون السلع مباشرة. كانوا يشترون ويبيعون العقود الآجلة، على مدى المائتي عام التالية كانت العقود الآجلة هي الطريقة الرئيسية لتداول السلع.

أنواع المشتقات المالية

تنقسم المشتقات المالية إلى نوعين هما:

  • مشتقات تتداول خارج البورصة؛ تكون عرضة لمخاطر تخلف سداد أحد الأطراف المشاركة في الصفقة.
  • مشتقات تتداول داخل البورصة؛ تكون موحدة وأكثر تنظيماً.

بصفة عامة، فإن الأسهم والسندات والسلع والعملات وأسعار الفائدة ومؤشرات السوق والمقايضة والعقود الآجلة من أبرز الأصول التي ترتبط بالمشتقات المالية.

استخدامات المشتقات المالية

تتضمن المشتقات المالية عدة أنواع هي، العقود الآجلة، وعقود مقابل الفروقات، والعقود المستقبلية خارج البورصة، وعقود الخيارات، وعقود المقايضة؛ وبصفة عامة تستخدم المشتقات المالية من أجل عدة أمور منها:

  • التحوط من المخاطر؛ على سبيل المثال، يمكن للمستثمر شراء عقد مشتق تتحرك قيمته في الاتجاه المعاكس لقيمة الأصل الذي يمتلكه المستثمر.
  • تثبيت الأسعار، على سبيل المثال، يمكن أن تكون الأسعار الفورية للعقود الآجلة بمثابة تقريب لسعر الأصل.
  • تحقيق عوائد مالية جيدة، من خلال المساعدة في دخول صفقات أكبر من حجم رأس مالك الأساسي ما يحقق عوائد أكبر.
  • الوصول إلى أصول أو أسواق إضافية.
  • تنويع الاستثمارات.

مخاطر المشتقات المالية

هناك أربع مخاطر رئيسية تترافق مع المشتقات المالية؛ يعد الخطر الأهم منها هو أنه يكاد يكون من المستحيل معرفة القيمة الحقيقية لأي مشتق، حيث يعتمد على قيمة أصل أساسي واحد أو أكثر، وهذا التعقيد يزيد من صعوبة التسعير. أما الخطر الآخر فهو الرافعة المالية؛ على سبيل المثال، يُطلب من متداولي العقود الآجلة فقط وضع 2٪ إلى 10٪ من العقد في حساب هامش للحفاظ على الملكية. إذا انخفضت قيمة الأصل الأساسي، فيجب عليهم إضافة أموال إلى حساب الهامش للحفاظ على هذه النسبة المئوية حتى العقد ينتهي أو يقابل. وإذا استمر سعر السلعة في الانخفاض، فإن تغطية حساب الهامش يمكن أن يؤدي إلى خسائر فادحة. وهناك خطر تقييد الوقت، إذ أن المراهنة على ارتفاع عنصر ما تختلف عن توقّع الوقت المحدد لارتفاعها بالضبط. ويترافق اعتماد المشتقات المالية مع خطر احتمال حدوث عمليات احتيال مختلفة.

اقرأ أيضاً: