لماذا يصبح الرؤساء التنفيذيون للمعلومات مدراء عظماء لمجالس الإدارة؟

6 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ازدادت نسبة الرؤساء التنفيذيون للمعلومات الذين يشغلون مناصب في مجالس إدارة شركات مدرجة ضمن قائمة “فورتشن 100” بمعدل 74% خلال العامين الماضيين، وفقاً لبيانات مؤسسة “كورن فيري” (Korn Ferry) غير المنشورة.

ولا عجب أن يُمثّل الرؤساء التنفيذيون للمعلومات الإضافة الأسرع نمواً في مجلس الإدارة، فبإمكانهم المساعدة في معالجة مجموعة من القضايا ذات الأهمية الحاسمة لمجالس الإدارة، بما في ذلك استخدام التقنيات لإنشاء كفاءات تشغيلية وميزة تنافسية، وتحديد الفرص المتعلقة بالحوسبة السحابية والرقمنة والبيانات، ومعالجة التهديدات والمخاطر المرتبطة بأمن المعلومات، واستخدام خبراتهم وحكمهم للإشراف على ميزانيات التكنولوجيا والاستفهام عنها وتقديم مُدخلاتها.

ولكن هناك مجال للنمو. رغم أن التكنولوجيا في صميم كل الأعمال التجارية اليوم، يمتلك 31% فقط من مجالس إدارة الشركات المدرجة في قائمة “فورتشن 100” حالياً رئيساً تنفيذياً للمعلومات. وكما صرّحت شيلا غوردان، الرئيسة التنفيذية للمعلومات في “سيمانتك” (Symantec) والرئيسة الإدارية في شركة “فاكتست” (FactSet)، فإن “جميع الشركات اليوم هي شركات تكنولوجيا، التكنولوجيا هي وسيلة لإدارة الأعمال، وهي وسيلة للتغيير والنمو أيضاً”.

كيف ينبغي لمجالس الإدارة ضم رئيس تنفيذي للمعلومات؟ ما الدور الذي يجب على الرئيس التنفيذي للمعلومات أن يؤديه في مجلس الإدارة؟ وما هي مواصفات الرئيس التنفيذي للمعلومات الذي يمكنه إضافة قيمة حقيقية؟ نقترح هنا بعض المبادئ التوجيهية بناء على خبرتنا في توظيف رؤساء تنفيذيين للمعلومات لشركات ضمن قائمة “فورتشن 100”.

طوّر طريقة تفكيرك حول دور التكنولوجيا في مجلس الإدارة. ما زال الرؤساء التنفيذيون ومجالس الإدارة ينظرون إلى التكنولوجيا عموماً باعتبارها تكلفة. ولكن “تزداد يقظة العديد من مجالس الإدارة إلى قوة الاستفادة من التكنولوجيا باعتبارها سلاحاً تنافسياً”، وفق تصريح تيم ثيريولت، الرئيس التنفيذي السابق للمعلومات في شركة “وولغرينز بوتس أليانس” (Walgreens Boots Alliance) وعضو في مجالس الإدارة الحالية لشركات “أليانس داتا” (Alliance Data)، و”ذا فيتامين شوب” (The Vitamin Shoppe)، و”ويلمارك بلو كروس” (Wellmark Blue Cross)، و”بلو شيلد” (Blue Shield).

ورغم أن مجالس الإدارة قد تُحدد حاجتها إلى مدير تكنولوجي بطريقة مختلفة بعض الشيء “ينبغي أن يكون لكل مجلس إداري سهولة الوصول إلى شخص يُدرك أهمية التكنولوجيا للأعمال التجارية ويعرف الاتجاهات الحالية. و”تحتاج مجالس الإدارة إلى أن تكون على اطلاع بالإمكانات، بما في ذلك كيفية مساعدة التكنولوجيا الشركات الناجحة والراسخة على التحول المطلوب. لذا، يجب على الشركات إحاطة أنفسها بأشخاص معاونين بغية القيام بذلك. لا يزال بعض الرؤساء التنفيذيين في حالة إنكار، لكن الوقت ضدهم، وكلما استغرق الأمر وقتاً أطول، كان التغيير المطلوب أكثر درامية وكان الخطر أفدح”، وفقاً لبيان ثيرولت.

يقول فرانك مودروسون، الرئيس التنفيذي السابق للمعلومات في شركة “أكسنتشر” (Accenture) وعضو حالي في مجالس الإدارة لشركات “زيبرا تكنولوجيز” (Zebra Technologies)، و”فيرست ميد ويست بانكورب” (First Midwest Bancorp)، و”فورسايث تكنولوجي” (Forsythe Technology)، إنه “تقيس معظم الشركات إنفاقها على التكنولوجيا كنسبة مئوية من العائدات، وبالتالي وجود شخص في المجلس يمتلك الخبرة ذات الصلة والفهم لما هو مطلوب أمر لا يقدر بثمن”. كما بيّن مودروسون أن الخبرة المتطورة تتلخّص في كثير من الأحيان في مهارة أساسية واحدة، وهي طرح الأسئلة الصحيحة للمدير التنفيذي الداخلي للمعلومات: هل ننفق بما فيه الكفاية؟ هل نحن متوائمون مع أولويات العمل الهامة؟ هل حصلنا على النتائج المرجوة؟ كم عمر الأنظمة الأساسية أو المنصات؟ ويُعتبر السؤال الأخير حاسماً ويمكن تجاهله بسهولة من قبل المدراء الذين يفتقرون إلى الخلفية التكنولوجية، لأنه بمجرد تفعيل النظام التكنولوجي، سيبقى نشطاً بشكل عام، رغم أنه قد يكون بعيداً عن المثالية.

حدّد الدور على أنه حلقة وصل بين مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي الداخلي للمعلومات. غالباً ما يكون الرئيس التنفيذي للمعلومات في مجلس الإدارة مترجماً قيّماً بين مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي الداخلي للمعلومات والوظائف الأخرى المتعلقة بالتكنولوجيا. في هذا الصدد، يمكن للرئيس التنفيذي للمعلومات أن يلعب دوراً محورياً في تثقيف أعضاء مجلس الإدارة الآخرين والرئيس التنفيذي، مما يمنحهم القدرة على التقصّي عن المسائل المتعلقة بالتكنولوجيا باطّلاع. ينبغي أن يكون عضو مجلس الإدارة المتمرس والمطّلع قادراً على ضمان تحديد الأولويات لمعالجة المشكلات المتعلقة بالتحول الرقمي استناداً إلى متطلبات أموال الميزانية. يقول جوردان “إن الشركات التي لا تُدرك حاجتها إلى الاستثمار في التكنولوجيا الجديدة ينتهي بها المطاف إلى تطبيق المزيد من الأنظمة الموروثة التي تُعدّ أرضاً خصبة للمخاطر”.

يبدأ هذا الارتباط بين المدراء والإدارة بإذن الرئيس التنفيذي ومعرفته. يقول تشارلي فيلد “يريد الرئيس التنفيذي الذكي شخصاً ما في مجلس الإدارة يمكنه التواصل بشكل مناسب مع الإدارة حول القضايا المتعلقة بالتكنولوجيا وتقديم توصيات. تميل مجالس الإدارة بشكل تقليدي إلى الابتعاد عن الوظائف التشغيلية، ولكن التكنولوجيا منتشرة إلى حد أن الممارسة الأفضل تتمثّل في مشاركة المجلس المباشرة في مجال التكنولوجيا من خلال لجان نشطة، تماماً كما يفعل مع عمليات التدقيق والتعويض والمجالات الرئيسية الأخرى”. وقد أسس تشارلي معهد “ذا فيلد جروب” (Feld Group)، الذي يعمل مع شركات عالمية لتطوير الجيل المقبل من قادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات وهو الرئيس التنفيذي السابق للمعلومات في شركات “فريتو لاي” (Frito-Lay)، و”بيرلنغتون نورذرن سانتا ريل واي” (BNSF Railway)، و”ديلتا إيرلاينز” (Delta Air Lines).

يقول جوردان “جرى تشجيعي في مجلس “فاكتست”، على الاجتماع بفريق الإدارة وتقديم المشورة إلى الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للمعلومات. من المهم أن يفهم مجلس الإدارة فريق الإدارة، وهذا التفاعل يساعد. وأسأل نفسي باستمرار، ما هي الخبرة المفيدة التي يمكنني تقديمها إلى مجلس الإدارة وفريق الإدارة؟ يمكنني توجيههم بأن أقول، دعنا ننظر إلى هذا الاتجاه، أو هذه تقنية جديدة يجب مراعاتها. الأمر لا يتعلق بإدارة المهام اليومية، بل يتعلق بالخبرة والمعارف التي يمكنني مشاركتها لفتح أعينهم على المستقبل”.

ابحث عن متعدد المواهب ووسع دائرة البحث. يجب أن يكون الرؤساء التنفيذيون للمعلومات قادرين على تجميع العوالم التجارية والفنية على أعلى المستويات وأن يكونوا حلقة وصل بين مجلس الإدارة والوظائف الفنية الداخلية. يقول فيلد “سوف أسعى نحو شخص يمتلك مهارات تقنية عميقة وداهية في مجال الأعمال وراوي قصص جيد، لكن يتعين على كل قائد أعمال أن يتحدث بلغة الأعمال: الربح والخسارة”.

يوصَف الرؤساء التنفيذيون للمعلومات الذين يتمكنون من جلب هذا المزيج الفريد من المهارات إلى مجلس الإدارة بأنهم لا يقدرون بثمن. ويقول فيلد “لا يمكن لأحد أن يُبصر جميع الوظائف باستثناء الرئيس التنفيذي والرئيس التنفيذي للمعلومات. يُعتبر الرئيس التنفيذي للمعلومات خبير تكامل الأنظمة، وتكمُن مهمته في تصور جميع الصلات الهامة”.

يأتي المرشحون لوظائف الرئيس التنفيذي للمعلومات المحتملون بشكل عام من وظائف الرئيس التنفيذي للمعلومات أو الرئيس التنفيذي لتقنية المعلومات في مؤسسات كبيرة ضمن القطاع السوقي المتصل بالشركة التي يتولى مجلس إدارتها بالتوظيف. سوف يواجه المرشّحون المثاليون أنظمة وتحديات تقنية مماثلة لتلك التي تواجه مجلس الإدارة كما سوف يتعيّن عليهم تقديم رؤى قيمة. سيكون المرشح أيضاً قد حقق مكانة مهنية كافية ليتمكن من التفاعل على مستوى الأقران مع الأشخاص الموجودين بالفعل في مجلس الإدارة.

وإضافة إلى تقييم المهارات والخبرات التي يمتلكها المدراء التنفيذيون للمعلومات بوصفهم خبراء متعددي المهارات، قد تكون هناك عقبة ثقافية يجب توضيحها. يقول ثيرولت “قد تكون مجالس الإدارة مترددة في البداية بشأن المدراء غير التقليديين، فهم يرغبون في ضمان توافق أي مدير جديد مع بقية أعضاء مجلس الإدارة وقدرته على المشاركة والمساهمة القيمة في مناقشات مجلس الإدارة خارج نطاق وظيفته. هناك مغالطة في أن المدراء التنفيذيين للمعلومات هم أفراد مهووسون بالتكنولوجيا، إلا أن المدراء التنفيذيين للمعلومات الناجحين يفهمون الأفراد والتكنولوجيا واستراتيجية العمل”.

لا ينبغي أن تقع مجالس الإدارة في فخ الالتزام بالمعايير الصارمة التي قد تؤدي إلى تصفية المرشحين لمنصب المدراء التنفيذيين للمعلومات بشكل غير ضروري، وتعيق فرص توظيفهم في مجلس الإدارة. طلبُ خبرة سابقة في المجلس على وجه الخصوص سيؤدي إلى تضييق نطاق المرشحين المحتملين بشدة، مما يؤدي إلى تصفية العديد من المدراء التنفيذيين للمعلومات الذين يمكنهم أن يصبحوا مدراء فاعلين. هناك طرق موثوقة لتقييم مدى ملائمة المرشحين للمجلس الإداري، بما في ذلك الرجوع المكثف لأولئك الذين عملوا عن كثب مع المرشّح ولديهم إحساس صادق بالكفاءات والسمات المتعلقة بالسلوك والتي تتحدث حول ملائمة الفرد كعضو فريق أو عدم ملائمته. علاوة على ذلك، هناك طرق للتعويض عن فجوات الخبرة في عملية إعداد الموظفين الجدد، في حال بدا كل شيء آخر ملائماً. قد تشمل هذه الطرق برنامجاً تعليمياً خارجياً للمدير، إذا كان الشخص عضواً مبتدئاً في مجلس الإدارة، وتوجيهاً من قِبل مديرٍ أول.

من وجهة نظر كورن فيري في توظيف المدراء لمجموعة واسعة من المجالات الصناعية والوظيفية، يُعتبر المدراء التنفيذيون للمعلومات أكثر المدراء المنشودين. ونظراً لقدرة العديد من المدراء التنفيذيين للمعلومات على العمل في مجلس خارجي واحد فقط، إن وجد، وبموافقة مدرائهم التنفيذيين، يجب أن يفوق الطلب العرض قريباً. ولأن التكنولوجيا أصبحت الآن ذات أهمية استراتيجية، فقد بدأنا نلحظ إنشاء مجالس الإدارة للجان التقنية، مما يزيد من الطلب على المدراء التنفيذيين للمعلومات. ومثل لجان التدقيق والتعويض المطلوبة الآن، تضمّ لجان التكنولوجيا مدراء يتمتعون بخبرة محددة، والذين يجتمعون كمجموعة ثم يقدمون توصياتهم إلى مجلس الإدارة.

حتى مع وجود أفضل المدراء التنفيذيين للمعلومات، لا توجد ضمانات تحمي الشركة من مواجهة تحديات غير متوقعة ناشئة عن المخاطر المتعلقة بالتكنولوجيا. ولكن أن يكون لديك مدير تنفيذي مبدع للمعلومات، هي الطريقة الأكثر فاعلية للتأكد من تحديد المجلس لأولويات التكنولوجيا الأكثر إلحاحاً، وإيلائه أهمية أكبر للوظائف التكنولوجية، وتأديته دوراً نشطاً في جذب كبار قادة التكنولوجيا. والأهم من ذلك كله هو قدرة الرئيس التنفيذي للمعلومات على تحدي الخطط لوظائف التكنولوجيا بشكل بناء، والتي تعتبر العمود الفقري لكل مؤسسة ناجحة اليوم.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .