هل أنت بحاجة إلى درجة علمية رسمية أم أن الدورات المكثفة عبر الإنترنت ستفي بالغرض؟

3 دقائق
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

نعلم جميعاً أنه في الاقتصاد الحديث، لا يمكننا التوقف عن التعلم. لكن سؤال كيف نستمر في تثقيف أنفسنا يُعدّ سؤالاً معقداً. هل هو استثمار مفيد للحصول على درجة علمية رسمية، مثل درجة الماجستير في إدارة الأعمال أو درجة الدكتوراه؟ هل يجب أن تتبع نَهجاً أكثر تحديداً، من خلال برنامج قصير الأجل لتعليم المهارات التنفيذية؟ أو ربما يمكنك تنفيذ ذلك بنفسك من خلال الاشتراك في فرصة تدريبية عبر الإنترنت، مثل دورة تدريبية جماعية مفتوحة المصدر عبر الإنترنت (موكس)؟

بصفتي أستاذاً في كلية “فوكوا” لإدارة الأعمال بجامعة “ديوك” (Duke University’s Fuqua School of Business)، أعطيت محاضرات متعددة لبرامج الدرجات العلمية، فضلاً عن تعليم المهارات التنفيذية. ونظَّمت أيضاً بشكل مستقل عدداً من الدورات التدريبية عبر الإنترنت، لذلك فكّرت جيداً في أي نوع من البرامج أنسب لاحتياجات المتخصصين.

وفيما يلي 3 أسئلة، اطرحها على نفسك عندما تفكر في الخطوة التعليمية التالية.

ما المعيار المقبول في شركتك أو مجال عملك؟ بالنسبة إلى المجالات التي تكون فيها الدرجة العلمية إلزامية، فإن إجابتك ستكون واضحة. لكن في العديد من الحالات، يواجه المتخصصون موقفاً أكثر غموضاً: ذلك أنه قد يكون الحصول على درجة الماجستير في إدارة الأعمال مهماً جداً، لكنه نادراً ما يكون مطلوباً لوظيفة بعينها. ومع ذلك، من المهم استيعاب المعايير في شركتك أو مجال عملك. حتى إن لم يكن هناك شيء مطلوب بشكل رسمي، فقد يُقبل ضمنياً على هذا الأساس.

من خلال المقابلات الإعلامية والبحوث الأساسية (مثل فحص ملفات التعريف الخاصة بالقادة على موقع “لينكد إن” (LinkedIn) )، حاوِل التعرف على مؤهلاتهم التعليمية. إذا كان أي فرد في فريق القيادة حاصلاً على درجة عالية وأنت لست كذلك، فربما تكون أمامك مهمة شاقة لإقناعهم بجدارتك. لكن إذا كان ذلك غير مألوف بالنسبة إليهم، فقد يكون إنفاق مبالغ عالية بمئات الآلاف للحصول على إحدى الدرجات العلمية من قبيل الإسراف: ذلك أنه ربما يكون كافياً المزيد من التعليم الهادف.

ما المهارات الخاصة التي ترغب في تنميتها؟ تتفوق برامج الدرجات العلمية الرسمية في التعليم الشامل: على سبيل المثال، يمنحك الماجستير في إدارة الأعمال إلماماً بالعديد من المعارف التي ربما تحتاجها كقائد، من التمويل إلى التشغيل مروراً بالتسويق، ولكن ذلك بقدر بسيط في كل منها. ولكن إذا كنت تبحث عن صقل مهارات خاصة، بدلاً من الحصول على معرفة شاملة، فربما تفضل برنامجاً هادفاً لتعليم المهارات التنفيذية أو دورة تدريبية عبر الإنترنت.

ابدأ بإلقاء نظرة على الوظيفة التي تسعى إليها. ما المهارات التي يمتلكها هؤلاء القادة – وما أوجه النقص لديك حالياً؟ وكلما زادت دقتك في تحديد أوجه النقص لديك، كان ذلك أفضل. فعلى سبيل المثال، أحد برامج تعليم المهارات التنفيذية في كلية “فوكوا” بجامعة “ديوك” يساعد القادة في تحسين مهارات التحدث أمام الجمهور وإلقاء العروض التقديمية، كما أن الدورة التدريبية التي أنشأتُها عبر الإنترنت تساعد المتخصصين المهتمين بالتدوين في تعلم كيفية إنشاء محتوى بشكل أسرع. هل تحتاج حقاً إلى تعلم كل شيء عن تمويل الشركات – أم أنك تحتاج فقط إلى بعض أساسيات المحاسبة لمساعدتك في الحصول على إلمام أفضل بقراءة الأرباح والخسائر؟ فإذا كانت مهارتك محدودة، فربما تتمكن من تعلّمها من كتاب أو بعض مقاطع الفيديو المجانية على اليوتيوب بدلاً من أخذ دورة كاملة.

كيف تتعلم بأفضل طريقة ممكنة؟ من المهم أيضاً فهم الطريقة التي تتعلم بها بشكل أفضل، والتي تختلف من شخص لآخر. على سبيل المثال، قد تكون لديك دوافع ذاتية جداً، وفي هذه الحالة، قد تكون الدورة التدريبية عبر الإنترنت ذات التفاعل المحدود أو المعدوم مع الأستاذ الجامعي أو الطلاب الآخرين مناسبة تماماً. ومن ناحية أخرى، إذا كنت تتعلم بشكل أفضل حينما تكون في صحبة طلاب آخرين، فقد تفضّل تجربة الفصول الدراسية التقليدية، أو على الأقل دورة تدريبية عير الإنترنت تتميز بمشاركة جماعية نشِطة. إذ سيمكّنك فهم بيئة التعلم المثالية بالنسبة إليك من اتخاذ خيارات أفضل، بحيث لا تهدر المال على برنامج شخصي باهظ التكلفة (عندما يكون من الممكن أن تستوعب المادة العلمية بنفسك) أو دورة تدريبية عبر الإنترنت (لم تستخدمها أبداً بسبب افتقارها للزمالة الحميمة).

من المهم أيضاً أن تتذكر – حتى في عصر الدورات التدريبية عبر الإنترنت التي لا حدود لها تقريباً – أنه في بعض الأحيان، يكون أفضل فرصة تعليمية هي الفرصة التي تحققها بنفسك. في أول كتاب ألَّفته، أعطيت لمحة عن حياة جوان تشانغ، التي بدأت حياتها المهنية بصفتها مستشارة في مجال الإدارة وأصبحت في نهاية المطاف صاحبة مطعم شهير.

ما سر تحوُّلها؟ في حقبة ما قبل الإنترنت، اعتادت أن تكتب رسائل وترسلها بالبريد إلى عشرات من أفضل الطهاة في بوسطن، موضحة مؤهلاتها (لم يكن لديها تدريب رسمي في مجال الطهي)، واهتمامها بفن الطهي، ومبدية لهم استعدادها التام لتنفيذ أي مهمة يكلفونها بها. في غضون يوم واحد، تلقت تشانغ عرضاً للتدريب مع كبيرة الطهاة الشهيرة ليديا شاير، ما أدى إلى أن تضع قدمَيها على أول سُلَّم للنجاح في المستقبل. في كثير من الأحيان، لا يُعلن عن الفرص التعليمية المغرية، أنت من تصل إليها، من خلال البحث عنها.

في السوق التنافسية، من الواضح أنه يتعين علينا مواصلة رفع مستوى مؤهلاتنا وكفاءتنا. من خلال طرح هذه الأسئلة على نفسك، يمكنك تحديد الفرص التعليمية التي ستحقق أكبر عائد استثمار في مسيرتك المهنية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .