كيف تبدو واثقاً بمظهرك وصوتك خلال العروض التقديمية؟

5 دقائق
كيف تبدو واثقاً خلال عرض تقديمي
shutterstock.com/Inna Vlasova
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ها قد صغت رسالتك، وأعددت الشرائح الخاصة بعرضك التقديمي المقبل، وحان الآن موعد إثارة إعجاب الجمهور، وإن مظهرك وصوتك سيتركان انطباعاً كبيراً، لاسيما أن جمهورك سيكوّن آراءه سريعاً. فكيف تبدو واثقاً خلال إجراء عرض تقديمي؟

توصلت البحوث إلى أن الأشخاص يكوّنون انطباعات بشأن كفاءة القائد خلال أقل من نصف دقيقة، وهذا يعني أن المستمعين سيقررون خلال ثوان معدودات ما إذا كنت جديراً بالثقة أم لا، كما أنهم سيفعلون ذلك استناداً إلى لغة جسدك وسماتك الصوتية، فما تقوله، والطريقة التي تقوله بها على القدر نفسه من الأهمية.

الخبر السار هو أن هناك الكثير من الأدلة الدامغة التي توضح الكيفية التي يمكنك أن تظهر بها بمظهر يوحي بالثقة والكفاءة، حتى إذا كنت متوتراً أو تشعر بالخجل في داخلك.

كيف تبدو واثقاً خلال العرض التقديمي

تواصل بصرياً

إن التواصل البصري هو الخطوة الأولى نحو بناء الثقة مع مستمعيك، فوفقاً لأحد التقارير البحثية “تلعب العين دوراً رئيسياً في اللقاءات الاجتماعية الإنسانية، وعندما ينظر البشر إلى وجوه الآخرين، عادة ما تكون العين هي أول ما يُفحص من ملامح الوجه من أجل الحصول على معلومات”.

وهناك طريقة بسيطة لتحسين ذلك الأمر، ولكنها تتطلب بعض الجهد: سجّل لنفسك وأنت تتدرب على عرضك التقديمي أمام جمهور صغير. وشاهد التسجيل، وارصد كل الأوقات التي تنظر فيها إلى الشرائح بدلاً من الجمهور، وتدرب وسجل لنفسك مراراً، وحاول في كل مرة أن تقضي وقتاً أقل في التحدث وأنت تنظر إلى الشرائح ووقتاً أكبر في التواصل البصري مع جمهورك، واستمر في التدرب إلى أن تتقن عرضك التقديمي.

حافظ على وضعية منفتحة

تعني الوضعية المنفتحة ألا تكون هناك أي حواجز بينك وبين الجمهور، ومن هذه الحواجز ذراعاك، فقد يشبك المتحدث المرتبك ذراعيه بطريقة غير واعية، مشكلاً وضعية دفاعية دون أن يدرك أنه يفعل ذلك، أما المتحدث الواثق فيبقي ذراعيه بعيدتين عن بعضهما مع إظهار راحتي اليدين.

لكن هذه الحواجز لا تقتصر على يديك وذراعيك فقط، فهناك حواجز أخرى لا بد من إزالتها.

تعد المنصة الخطابية من هذه الحواجز، لذا فلتقف بعيداً عنها، كما يمثل جهاز الكمبيوتر الشخصي حاجزاً بينك وبين مستمعيك، لذا فلتضعه جانباً، وإذا كنت تضع يديك في جيبيك، فأخرجهما. إن الوضعية المنفتحة تحتل مساحة أكبر، ومن ثم تجعلك تشعر بمزيد من الثقة، وإذا كنت تشعر بالثقة، فستبدو واثقاً.

اقرأ أيضاً: 6 خطوات لإنجاز عرض تقديمي بثقة عالية

استعن بالإيماءات

 يستعين المتحدثون الواثقون بالإيماءات للتأكيد على نقاطهم الرئيسية، حيث توصلت إحدى الدراسات إلى أن رواد الأعمال الذي يروجون استثماراتهم كانوا أكثر إقناعاً عندما استخدموا مزيجاً من اللغة المجازية (القصص، والاستعارات) والإيماءات للتأكيد على رسالتهم.

ابحث في عرضك التقديمي عن الجزئيات التي ستكون فيها الإيماءات طبيعية، واستعن بها في تسليط الضوء على النقاط الرئيسية أو تأكيد مفهوم ما، فإذا كنت ستسرد عدداً من العناصر، فاستخدم أصابعك في حصرها، وإذا كنت ستتحدث عن شيء هائل أو ممتد، فابسط ذراعيك ويديك. توصل تحليل أُجري على أشهر المتحدثين في محاضرات “تيد”، مثل برينيه براون، وتوني روبينز، أنهم يميلون إلى وضع أيديهم على قلوبهم عندما يشاركون قصصهم الشخصية، ومن ثم ستعكس إيماءاتك مشاعرك تجاه الموضوع الذي تناقشه وتدعو الجمهور إلى أن يشاركك إياه على مستوى عاطفي أعمق.

كيف يبدو صوتك واثقاً؟

استبعد الحشو من الكلام

تجنب تلك الكلمات التي لا هدف لها سوى ملء الفراغات التي بين الجمل، ومن أمثلة هذه الكلمات حسناً، وأجل، ومثل، وتلك الجملة المفزعة “أتدري”؟ حيث يمكن لهذه الكلمات أن تمثل مصدر إزعاج للمستمعين، وأن تجعل المتحدثين يبدون وكأنهم غير متأكدين من أنفسهم، كما أن التخلص منها يعد من أبسط العادات التي يمكن ترسيخها.

ابدأ بدراسة الإلقاء اللفظي للمعلقين الرياضيين، فنادراً ما يستخدم البارعون منهم الحشو في كلامهم، بل إنهم بدلاً من ذلك يفكرون، قبل الحديث، فيما يريدون أن ينقلوه ويبدون تعليقاتهم بدقة وإيجاز. استمع إلى تعليق جيم ناتز على مباريات الغولف، وتعليق بوب كوستاس على الألعاب الأوليمبية، وتعليق آل مايكلز على مباريات كرة القدم، فهم خير مثال على ذلك، فبعد سنوات من الممارسة أصبح هؤلاء المذيعون ماهرين في توصيل الكلمات التي يريدون أن يسمعوها.

كيف وصلوا إلى هذا المستوى؟ من خلال قضاء ساعات أمام التلفاز يراجعون فيها فيديوهات أدائهم.

استخدم الاستراتيجية نفسها، فاستعن بكاميرا أو ميكروفون هاتفك الذكي وسجِّل لنفسك وأنت تقدم عرضاً، ثم راجع ما سجلته، فهدفك هو أن تكون على وعي بأكثر الكلمات التي تحشرها في حديثك، ثم دوِّن هذه الكلمات، وواصل التدرب مجدداً، وعندما تجد نفسك تتفوه بإحدى هذه الكلمات، فارتكب هذا الخطأ في صمت عوضاً عن ذلك كي تطور من إلقائك وتصقله وتجعله يبدو أكثر سلاسة.

خذ وقتك في الوقفات

يقع معظم الأشخاص في خطأ التفوه بالحشو من الكلام؛ لأنهم يخشون السكوت، لذا يحتاج استخدام الوقفات المسرحية إلى ثقة كبيرة، والوقفة تشبه النقطة التي توضع في نهاية الجملة المكتوبة، حيث تمنح جمهورك استراحة سريعة بين الأفكار.

على سبيل المثال: نشرت صحيفة نيويورك تايمز مؤخراً مقالاً يوجه الاهتمام إلى السكوت الذي يتخلل القطع الموسيقية الكلاسيكية، موضحاً سبب كون هذه الوقفات القصيرة تجذب الكثير من الانتباه، وبوصفنا كائنات اجتماعية فقد جُبلنا على الانتباه إلى الفواصل التي تتخلل التواصل المتدفق، حيث يقول كاتب المقال: “إننا نميز بين الوقفة المشحونة، والصمت المهيب، والسكوت المترقب، فيمكن للتأخر عن الإجابة للحظة واحدة أن يكشف عن تردد أو ضرر، أو أن يعبث بنا من أجل الدعابة”.

تخضع الوقفات للتأويل مثل البلاغة، وذلك في كل من الموسيقى والحديث العام، وهناك طريقة بسيطة لتعلم قوة الوقفة تكمن في أن تختار في عرضك التقديمي المقبل عبارة أو عبارتين تعبران عن الرسالة الرئيسية التي تريد أن تتركها في نفوس الجمهور، وتوقف قبل أن تقول هاتين العبارتين، كأن تقول مثلاً: “إن أهم شيء أريدك أن تتذكره هو …” ثم توقف لثانيتين قبل أن تكمل الجملة، فمهما كان ما ستقوله لاحقاً فسيترسخ في ذاكرة الجمهور فوراً.

اقرأ أيضاً: كيف يساعدك حفظ النص على تقديم عرض تقديمي رائع؟

نوّع وتيرتك

ينوّع المتحدثون الواثقون من وتيرة إلقائهم، فيبطئونها تارة ويسرعونها تارة أخرى لإبراز النقاط الأكثر أهمية.

تسجل الكتب الصوتية بوتيرة متوسطة تتراوح ما بين 150 إلى 160 كلمة في الدقيقة، وهذه وتيرة بطيئة بما يكفي لأن يتمكن المستمع من الفهم، ولكنها ليست بالسرعة التي تجعل من الصعب على المستمع أن يجاريها، وبالمثل يتكلم المتحدثون في محاضرات “تيد” بمعدل 163 كلمة تقريباً في الدقيقة، وهذه هي الوتيرة المثالية.

ولكن إليك الحيلة: تصل سرعة أفضل المتحدثين إلى نحو 220 كلمة في الدقيقة عندما يريدون تنميق تفاصيل قصة معينة والحفاظ على انتباه المستمعين، وعندما يريدون إبراز رسالة معينة، يتوقفون، ويبطئون من وتيرتهم في سرد كلماتهم.

ولنأخذ برايان ستيفنسون، المتحدث في محاضرات “تيد”، ومحامي حقوق الإنسان، مثالاً، حيث ألقى عرضاً تقديمياً نال به أطول تصفيق حار في تاريخ محاضرات “تيد”، وستيفنسون خطيب بارع، ينوّع دائماً من وتيرته لكي يحافظ على انتباه الجمهور. في أثناء سرده إحدى قصصه الطريفة عن لقائه ببطلة الحقوق المدنية روزا باركس، سرّع ستيفنسون من وتيرته عندما ذكر قائمة طويلة من الأهداف غير الربحية التي يعتزم تحقيقها.

بدأت أعطيها ملخصاً عن مشروعي، قائلاً: “حسناً، إننا نحاول أن نوقف الظلم.. نحاول أن نساعد من أُدينوا ظلماً.. نحاول أن نواجه التحيز والتمييز في إدارة العدالة الجنائية.. نحاول إلغاء عقوبة الحكم بالمؤبد على الأطفال دون إطلاق السراح المشروط.. نحاول أن نفعل شيئاً حيال عقوبة الإعدام.. نحاول أن نقلل من أعداد السجناء.. نحاول أن نقضي على العقاب الجماعي”.

ثم بطّأ ستيفنسون بشكل درامي من وتيرة حديثه، لينقل رد باركس قائلاً: “فنظرت إليَّ، وقالت: همممم، همممم، همممم. هذه قضايا سترهقك، ترهقك، ترهقك”.

انفجر الجمهور ضاحكين، ولمست القصة أوتار قلوبهم، لأن هذا النقل المتنوع والمحكم جعل ستيفنسون يسرد قصة واقعية ومتوقعة ومؤثرة لا تعوزها الفكاهة، ولم يترك مصير رسالة ما ينقله رهن المصادفة.

إلى أي مدى يمكنك إتقان هذه المهارة؟ دع القصة التي تحاول سردها ترشدك، ولا تنتزعها انتزاعاً، ولكن إذا كان في عرضك التقديمي أو حديثك جزئية يجب أن تكون ممتلئة بالعديد من الكلمات أو الجمل –ربما جزئية يجب أن تسرد خلالها قائمة من التفاصيل– فحاول أن تسرع من وتيرتك، ثم عد إلى الوتيرة البطيئة عندما تقترب من نقطتك الرئيسية.

اقرأ أيضاً: ما هي متطلبات العرض التقديمي المميز؟

فهذا هو المتحدث الفذ الذي يتقن جميع المبادئ الستة للتحدث الواثق. في الواقع، يجهل العديد من المتحدثين هذه المبادئ. والآن عليك أن تعرف الأسرار التي توصلك إلى التحلي بالثقة أمام الحشود، ألا وهي الممارسة، ثم الممارسة، ثم الممارسة، ولا تقسُ على نفسك إذا استغرقت في ذلك وقتاً أطول مما كنت تتوقع؛ لأن بعض التكتيكات تستلزم ممارسة مكثفة حتى تؤتي ثمارها، والبعض الآخر مثل وتيرة التحدث لن يستغرق منك سوى بضع ساعات من العمل ومهارات متقدمة في الإلقاء لاستمالة قلوب الجمهور. استمر في المحاولة لتعرف كيف تبدو واثقاً خلال عرض تقديمي ما، فلا شيء أكثر تأثيراً من قوة حضورك المتناغمة مع قوة أفكارك.

اقرأ أيضاً: نصائح لاكتشاف أعضاء القاعة قبل إجراء عرض تقديمي أو اجتماع

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .