4 طرق للتغلب على الانطباع الأول السيئ

3 دقائق
التغلب على الانطباع الأول السيئ 
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

مررنا جميعاً بإحدى هذه الحالات عندما تسببنا بتنفير الزميل الجديد في العمل بمزحة غير مناسبة، أو بتخييب أمل المدير الجديد بأداء المهمة الأولى بغير إتقان، أو ببساطة عندما لم نندمج مع أحد العملاء. المشكلة أنه يصعب نسيان الانطباعات الأولى. إذاً، كيف يمكنك التغلب على الانطباع الأول السيئ؟

وفقاً لظاهرة نفسية تعرف بـ “خطأ الإسناد الأساسي”، يتسرع الناس في “تأصيل” سلوكيات الآخرين. في تلك المواقف ربما كنت ببساطة تمر بيوم عصيب، أو لم تكن على طبيعتك بسبب حالة انفصال حديثة أو حادث وفاة في العائلة، ولكن زميلك الجديد لن يتقبل هذه التبريرات بصدر رحب. بل من المرجح بدرجة كبيرة أن زملاءك سيفترضون أن أدائك المتدني هو صفة أساسية فيك، ما يصعّب كثيراً عملية التغلب على تصوراتهم السلبية. ولكن، كما ذكرت في كتابي “كيف تعيد ابتكار نفسك” (Reinventing You)، فليس من المستحيل تغيير الطريقة التي يراك بها الآخرون. إليكم 4 طرق يمكن البدء بها لتغيير معتقداتهم الراسخة.

طرق التغلب على الانطباع الأول السيئ

حاول أن تفاجئهم. السبب الذي يمنع الناس من تغيير انطباعاتهم الأولى هو أن دماغنا يعمل بأفضل صورة لتوفير الطاقة، أي أنه ما لم يكن هناك سبب مقنع لإعادة تقييم شيء ما فنحن لا نقوم بذلك. لذلك عليك أن تخلق سبباً عن طريق مفاجأتهم. ربما كوّن زملاؤك انطباعاً معيناً وغير دقيق عنك أنك مثلاً غير صالح للقيادة لأنك خجول وهادئ جداً.

لكنك لا تتوقع أن تكون قادراً على نقض هذا التفكير ببعض المبادرات البسيطة. بل تحتاج إلى استراتيجية جريئة لإجبارهم على إعادة تقييم ما يتصورون معرفته عنك مسبقاً. فإن كنت معروفاً بهدوئك وعدم تعبيرك عن رأيك، فلن تكون مشاركتك في الاجتماع مرة واحدة أمراً كافياً. حاول بدلاً من ذلك أن تكون المتحدث الأول وأن تقدم العديد من الملاحظات. وإذا أدى ذلك لأن يسأل زملاؤك أنفسهم “ما الذي حدث له؟” فأنت على الطريق الصحيح في محاولة تغيير نظرتهم.

حاول الاستمرار على التغيير وزيادته مع مرور الوقت. قد يلفت تغييرك القسري لسلوكك نظر زملائك. ولكن إن لاحظوا التغيير مرة واحدة فقط، يمكن أن يعتبروها حالة استثنائية: سيقولون لا بد أنه شرب الكثير من القهوة هذا الصباح. حاول بدلاً من ذلك الاستمرار بسلوكك الجديد مع مرور الوقت، واعلم أن عليك مواصلة هذا السلوك مدة أطول بكثير من سلوكك الأصلي الذي أدى إلى تصنيفهم لك.

وكما أخبرتني هايدي غرانت هالفورسون، مؤلفة كتاب “لا أحد يفهمك وماذا تفعل حيال ذلك” (Nobody Understands You and What to Do About It)، أنه من المهم جداً “تزويدهم بالكثير من الأدلة على أن انطباعهم الأول عنك كان خاطئاً. لذلك لا يمكنك الاكتفاء بمبادرات بسيطة”. على سبيل المثال، إذا كنت معروفاً بتأخرك عن العمل فإن “ما عليك القيام به هو أن تأتي مبكراً على مدى أسابيع، عليك أن تصنع دليلاً يشير إلى التغيير الذي حصل، أو عليك أن تظهر لهم أنك لست الشخص الذي كانوا يظنونه، بل إنك فياض وتسترعي الانتباه. إذا التزمت بالاستمرار لفترة جيدة، سيغير الناس رأيهم عنك في النهاية”.

حاول التقرب منهم. إذا كانت بدايتك مع أحد الزملاء خاطئة، قد تغريك فكرة الابتعاد عنهم لتجنب المشكلة. ولكن الحفاظ على مسافة قد يؤجج المشكلة لأنه سيعزز تصوراتهم الحالية طالما أنهم لا يحصلون على أي معطيات جديدة عنك. حاول بدلاً من ذلك إخراج نفسك من منطقة راحتك وإيجاد طرق للتعرف إليهم بصورة أفضل. يقول بن مايكاليس، مؤلف كتاب “إنجازك الكبير القادم” (Your Next Big Thing)، أنه عندما يكون الأمر متعلقاً بتغيير التصورات “استخدم الأفعال لا الكلمات. بمجرد أن يملك الناس وجهة نظر، فإن أفضل طريقة لتغييرها هي تقديم المزيد من الأدلة السلوكية بدلاً من بعض المجاملات الباهتة”.

استخدم موظف لدي قبل عدة أعوام هذه الاستراتيجية لترك أثر جيد. كان انطباعي الأول عن منير أنه كسول بعض الشيء وقابل للتشتت أثناء العمل. وعندما لاحظ أني لم أكن مرتاحاً معه أبداً، قام بمبادرة عبقرية. اقترح عليّ أن نتعرف إلى بعضنا البعض بصورة أفضل بالذهاب معاً إلى صالة رياضية لتسلق الصخور، وهو نشاط كان يتقنه تماماً بينما كنت مبتدئاً فيه. كنت معتمداً تماماً على خبرة منير كشريك في التسلق، وقد رأيت من خلال كفاءته وإتقانه جانباً آخر لإمكاناته.

انتظر ظهور النتائج. أحياناً يكون الانطباع الذي كوّنه زملاؤك عنك لا يتعلق بك أبداً. قبل عقد من الزمن تقريباً، التقيت بسيدة في أحد المؤتمرات. واليوم أصبحنا صديقين مقربين نتقابل بصورة دورية، وعملنا سوية على عدة مشاريع. ولكنها اعترفت لي بعد أعوام من لقائنا الأول أنني لم أعجبها في البداية. وبما أني من مدينة نيويورك وهزلي بعض الشيء، وكانت تعتقد أنني “إيجابي جداً”، وبالتالي متصنع نوعاً ما. ولم تكتشف حقيقة أن تلك الصفة لم تكن مجرد واجهة بل كانت صفة متأصلة في شخصيتي إلا بعد معرفتي لعدة أعوام. وقد أخبرتني: “كان مجرد اعتقاد خاص بي”. لم أقم بشيء محدد جعلها تعتقد أني متصنع، كل ما في الأمر أنها أسقطت تجاربها السابقة عليّ. فإذا تحليتَ بالصبر وواصلت التصرف بطرق جيدة، سيغير معظم الناس رأيهم في النهاية.

من المحبط وغير المنصف أن نشعر أن الناس يسيئون فهمنا. وعلى الرغم من أن الانطباعات الأولى عادة ما تبقى، يمكنها أن تتغير فعلاً، بمرور الوقت وبوجود الجهد والاستراتيجية، بحيث تصبح مواهبك موضع تقدير.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .