لا تجعل وظيفتك عائقاً أمام مسيرتك المهنية

4 دقائق
وظيفتك الحالية

ملخصقد تزعجنا الفجوة بين ما يتعين علينا القيام به اليوم وطموحنا فيما نرغب أن نكون عليه في المستقبل. نريد المضي قدماً نحو تحقيق أهدافنا، ولكننا نشعر بأننا مقيدون بمهام تبدو مبتذلة أو لا تتناسب مع رؤيتنا لأهدافنا النهائية. في هذا المقال، يقدم المؤلف أربع استراتيجيات يمكنك تجربتها لتحقيق ما هو ضروري على المدى القصير مع تطوير مسيرتك المهنية وتحسينها على المدى الطويل في نفس الوقت.

 

لديك تصور لحياتك المهنية وما تريد أن تكون عليه لاحقاً، وربما تعلم ما عليك فعله لتحقيق ذلك، لكن هناك عائق يقف في طريقك، وهو وظيفتك الحالية.

بالنسبة لبعض الموظفين المحظوظين، فإن الأداء الجيد قد يكون كافياً للحصول على التقدير والترقية في نهاية المطاف إلى المنصب الوظيفي الذي يطمحون للوصول إليه. ولكن بالنسبة للبعض الآخر، خصوصاً إذا كان المنصب الذي يتطلعون إليه يتطلب مهارات مختلفة أو بناء علاقات مع زملاء جدد، فإن الوقت والجهد الكبيرين اللذين تتطلبهما وظيفتك الحالية (وتموضع العلامة التجارية) قد يعيق بالفعل قدرتك على التقدم. بمرور الوقت، يمكن أن يصبح “التركيز على وظيفتك على حساب مسيرتك المهنية”، كما يصفه كل من مارشال جولدسميث وسالي هلغيزن، عائقاً حقيقياً في وجه ما تطمح إلى تحقيقه.

في كتابي اللعبة الطويلة: كيف تفكر على المدى الطويل في عالم متسارع؟ ( The Long Game: How to Be a Long-Term Thinker in a Short-Term World)، أقدم رؤيتي حول كيفية التعامل مع واقعين في نفس الوقت؛ تلبية الاحتياجات القصيرة المدى في الوقت الحالي (مثل القيام بعملك لدفع فواتيرك) والعمل على تحقيق النجاح على المدى الطويل. فيما يلي أربعة مبادئ يمكنك اتباعها للمضي قدماً، حتى لو كنت تشعر بالإحباط بسبب توقعاتك الحالية.

تحليل القيمة الاستراتيجية لأنشطتك

من أجل فهم أي جزء من وظيفتك هو الأكثر- أو الأقل- انسجاماً مع رؤيتك المستقبلية، قم بإنشاء “مخطط فِن (Venn Diagram)” مع دائرة تمثل مسؤولياتك الحالية، ودائرة أخرى تصف الوظيفة التي تتطلع إليها. على الأرجح، ستتداخل بعض المناطق في الدائرتين على الأقل.

يمكنك الاستعانة بهذا الرسم التخطيطي لتحديد المهام التي يجب عليك الحفاظ عليها (المهام الحالية ذات الصلة بالدور الجديد الذي تطمح إليه) والمهام التي لا تقوم بها الآن ولكن ستحتاج إليها في المستقبل، بالإضافة إلى المهام التي يجب التخلص منها (المهام التي لا تتعلق بالوظيفة التي تتطلع إليها).

ابحث عمّن يساعدك

نادراً ما تكون لدينا القدرة على التحكم بأعباء أعمالنا ومسؤولياتنا، لذلك عليك الاستعانة بمن يستطيع مساعدتك فعلاً، خصوصاً مديرك، للمضي قدماً في تحقيق رؤيتك. على افتراض أن علاقتك بمديرك جيدة، يمكنك الذهاب إليه وشرح المسار المهني الذي تريد اتخاذه في النهاية. يمكنك القول مثلاً: “أنا ملتزم بالقيام بعمل رائع في هذه الوظيفة، ولكني أرغب أيضاً في أن أكون في موضع مناسب لتحقيق النجاح في المستقبل. إذا كنت موافقاً، فسأكون ممتناً لك إذا ما ساعدتني لوضع استراتيجية لتحقيق ما أصبو إليه”.

بعد ذلك، يمكنك عرض تحليلك عليه وطلب مساعدته في تحديد المهام أو الفرص التي ستساعدك على تطوير مهارات جديدة وإنشاء صلات جديدة بأشخاص (على سبيل المثال، إرسالك إلى مؤتمر مهني أو ترشيحك إلى لجنة مشتركة بين الإدارات تتيح لك الفرصة لاكتساب معارف جدد). يمكنك أيضاً زيادة فرصة التخلص من المهام غير الضرورية (مع التعهد بتدريب موظفين آخرين على القيام بها) على الرغم من أن تحقيق ذلك قد يحتاج إلى بعض الوقت. قد يكون من المفيد أيضاً التواصل مع الزملاء الداعمين الآخرين -في قسمك وفي أي مكان آخر- لأنهم قد يكونون على دراية بالفرص المتاحة التي لا يحيط بها رئيسك في العمل.

إدارة علامتك التجارية

من التحديات المتعلقة بالتقدم الوظيفي الحاجة إلى إعادة ابتكار علامتك التجارية الشخصية. لا يتعلق الأمر-في معظم الحالات- بوجود نظرة سلبية عنك، ولكن مجرد أن من حولك لا يستطيعون تخيلك في منصب أعلى أو في سياق جديد لأنهم معتادون على النظر إليك بطريقة معينة ولا يستطيعون تغيير هذه الافتراضات. لذلك من الضروري- حتى وأنت لا تزال تؤدي وظيفتك الحالي- أن تبدأ بتغيير نظرة الآخرين إليك.

وكما تقول النصيحة التقليدية “ارتدِ ملابس الوظيفة التي تتطلع إليها”، يجب عليك رفع مستواك في الحديث كما لو كنت بالفعل في المنصب الذي تريد الوصول إليه. إذا كنت تسعى إلى الترقية، فابدأ بطرح أسئلة استراتيجية عالية المستوى في اجتماعات الفريق. وإذا كنت تخطط لتغيير مجالك الوظيفي، فتعرف أكثر على المجال الذي تطمح إليه وابدأ بالتحدث عنه على وسائل التواصل الاجتماعي أو اذكره في محادثاتك مع زملاء العمل.

على وجه الخصوص، فكّر في كيفية تدعيم نقاط الضعف التي تتصور أنها قد تجعلك غير مؤهل. على سبيل المثال، إذا لم تعمل في الخارج مطلقاً، ولكن الوظيفة المثالية التي تتطلع إليها تتطلب ذلك، ففكر في طرق أخرى لإظهار كفاءتك، مثل أخذ دروس في اللغات أو اتباع برنامج تعليمي حول المهارات التنفيذية في المنطقة التي ستتعامل معها. بمعنىٍ آخر، يجب عليك “إعداد نفسك” بحيث عندما تطرح فكرة ترقيتك أو الحصول على الوظيفة التي تريدها، فإن الهدف هو أن يقول من حولك “نعم، أتفق معك”.

كن على استعداد لتجربة قاعدة “120% من الوقت

من المعروف أن شركة جوجل (ألفابيت حالياً) تشجع موظفيها على تخصيص 20% من وقتهم لأنشطة تجريبية تتجاوز متطلبات وظيفتهم الحالية، وقد أتى هذا الإبداع بثماره للشركة، مثل إنشاء خدمة أخبار جوجل. وقد أدى ذلك أيضاً إلى تحسين مهارات الموظفين الذين طبقوا هذه القاعدة بشكلٍ كبير. عرضت في كتابي الذي ذكرته آنفاً قصة موجزة حول أحد المسوقين الذي حصل على الوظيفة التي كان يتطلع إليها في شركة “إكس” أو “مصنع المشاريع الخلاقة” التابعة لجوجل بعد قيامه بمشروع تطوعي مستفيداً من قاعدة 20% من الوقت.

ولكن الغالبية العظمى من موظفي جوجل في الواقع لا يستطيعون تكريس 20% من وقتهم لأنهم يواجهون نفس المشكلة التي يواجهها الكثير من المهنيين الآخرين؛ أي احتياجات وظيفتهم الحالية التي لا تنتهي. وفي هذا السياق، قالت الرئيسية التنفيذية السابقة لشركة ياهو، ماريسا ماير، التي عملت سابقاً في جوجل، في أحد المرات مازحةً: “سأخبركم بالسر السيئ وراء قاعدة “20% من الوقت” الخاصة بجوجل. في الواقع، هي قاعدة 120% من الوقت؛ أي يجب عليك القيام بمشاريع تتجاوز عملك المعتاد وفق قاعدة “20% من الوقت”.

يتطلب الأمر مديراً متعاوناً وإدارة وقت صارمة حتى تتمكن من إعادة تخصيص 20% من وقتك للأنشطة التخمينية أو أنشطة التطوير، وإذا لم يكن بمقدورك القيام بذلك، فسيكون عليك الاستعداد للعمل أكثر لفترة من الوقت على الأقل كي تثبت حسن نيتك وتلفت انتباه الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتك على التقدم. قد لا تكون قادراً على توفير 20% من الوقت الإضافي، إذ قد تتداخل متطلبات تحقيق هذا الأمر مع متطلبات مجالات أخرى من حياتك. ولكن قد يكون العمل بإضافة 5% من الوقت فقط، خصوصاً إذا اقترن ذلك بتوزيع أعباء العمل الحالية بشكل ذكي، كافياً لإحراز تقدم ملموس بمرور الزمن.

قد تزعجنا الفجوة بين ما يتعين علينا القيام به اليوم وبين طموحنا الذي نرغب في تحقيقه في المستقبل. نريد المضي قدماً نحو تحقيق أهدافنا، ولكننا نشعر بأننا مقيدون بمهام تبدو مبتذلة أو لا تتناسب مع رؤيتنا لأهدافنا النهائية. ولكن عندما نتبنى هذه الاستراتيجيات الأربع، يمكننا تحقيق ما هو ضروري على المدى القصير، وفي نفس الوقت المضي قدماً في تحسين حياتنا المهنية على المدى الطويل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .