دليل “هارفارد بزنس ريفيو” للبحث عن وظيفة جديدة

9 دقائق
البحث عن وظيفة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: هل أنت مستعد لفكرة البحث عن وظيفة جديدة؟ تغطي هذه المقالة الوافية كل شيء بدءاً من كيفية تحديث سيرتك الذاتية وكتابة الخطاب التعريفي إلى كيفية اجتياز المقابلة بنجاح والمتابعة مع المسؤول عن التوظيف. تتضمن المقالة أيضاً أمثلة للعبارات التي يمكنك استخدامها وروابط لمصادر من أرشيف “هارفارد بزنس ريفيو”.

 

يُعد البحث عن وظيفة جديدة أمراً مثيراً للحماس ومحبِطاً في الوقت ذاته. فمن ناحية، تتخيل كيف ستبدو فرصتك التالية وتحلم بالاستقالة من وظيفتك الحالية. ومن ناحية أخرى، تنشغل للغاية بالبحث عن وظيفة جديدة، مع قلقك من ألا تجد وظيفة مناسبة أو من طول الفترة التي ستقضيها إلى أن تجدها.

اكتشفنا من خلال البحوث أن تقسيم الأهداف الكبيرة، مثل البحث عن وظيفة جديدة، إلى مهمات أصغر ومحددة يساعدنا على تحقيقها لأنه يتيح لنا رؤية التقدم الذي نحرزه. على الأرجح لن تحصل على وظيفتك التالية في غضون يوم واحد، ولكن يمكنك اتخاذ خطوات نحو هدفك النهائي، على سبيل المثال، عن طريق إرسال سيرتك الذاتية إلى شخصين من المسؤولين عن التوظيف في الشركات أو إجراء 3 مكالمات بهدف التعارف وبناء علاقات.

نشرت “هارفارد بزنس ريفيو” مئات المقالات حول موضوع البحث عن وظيفة جديدة، لذلك بحثت في الأرشيف لعرض أفضل نصائحنا للمساعدة على مواجهة هذا التحدي.

تقديم طلبات التوظيف

انفض الغبار عن سيرتك الذاتية. ابدأ بالأهم فالمهم. إذا كانت سيرتك الذاتية لا تزال على حالها منذ آخر مرة بحثت فيها عن وظيفة، فقد حان الوقت لنفض الغبار عنها. والخبر السار هو أنه على الرغم من تغيُّر الكثير من الأمور في سوق العمل في السنوات القليلة الماضية (ما أدى إلى موجة الاستقالة الكبرى)، فإن ما يجعل السيرة الذاتية مميزة لم يتغير بشكل كبير.

فكر في السيرة الذاتية على أنها وثيقة تسويقية تصوغها بعناية لإقناع القارئ، سواء كان مسؤولاً عن التوظيف أو ممثل موارد بشرية أو مدير توظيف، بأن لديك ما يحتاج إليه. ينبغي لك إعداد نسخة أساسية تضم جميع العناصر المناسبة التي ستقوم بتعديلها بعد ذلك لتناسب الوظيفة المحددة التي ستتقدم بطلب للحصول عليها.

اجعل البداية قوية من خلال وضع ملخص لخبراتك. فهذا هو “الخطاف السردي” الذي سيجذب القارئ، ويجب أن يتكون من بضع جمل أو أن يكون في شكل نقاط. فكر في تضمين قسم للإنجازات بعد الافتتاحية لربط خبراتك بمتطلبات الوظيفة المحددة. إذ لا ينبغي أن تضيع الجزء الموجود في بداية السيرة الذاتية على الخبرات غير ذات الصلة بالوظيفة. اذكر أمثلة محددة لخبراتك واجعل إنجازاتك محددة بأرقام كلما استطعت. وصفت الكاتبة كريستي ديبول كيفية كتابة الإنجازات بشكل مثير للإعجاب في هذا المثال:

“ساعدت في وظيفتي السابقة على زيادة الإيرادات السنوية من 5 ملايين دولار إلى 6 ملايين دولار، وهي زيادة قدرها 20%، بينما كنت أقود فريقاً عالمياً من 6 موظفين يعملون في 4 مناطق زمنية مختلفة”.

فكر في سيرتك الذاتية على أنها قصة تحكيها للقارئ، ليس فقط عن إنجازاتك ولكن أيضاً عن السياق الذي حققتها فيه. فالهدف هو مساعدة أصحاب العمل المحتملين على معرفة ما يمكنك القيام به من أجلهم بناءً على ما كنت قادراً على القيام به في الماضي.

لا تقلق كثيراً بشأن الفجوات الزمنية بين الوظائف أو الفترات القصيرة التي قضيتها في وظائف متعددة أو الوظائف التي تركتها دون تخطيط مسبق. بالطبع قد تثير هذه الأمور شكوك بعض مدراء التوظيف، ولكن كما ذكرت المدربة التنفيذية باتريشيا كارل، لا توجد سيرة ذاتية مثالية، لا سيما في ظل حالة عدم التيقن وخسارة الوظائف التي شهدناها في السنوات القليلة الماضية. يمكنك التطرق إلى هذه المسائل في الخطاب التعريفي أو في أثناء المقابلة.

لا تنسَ بالطبع تحديث ملفك الشخصي على “لينكد إن”. لا يلزم أن يكون نسخة طبق الأصل من سيرتك الذاتية، لأنهما نوعان مختلفان من الوسائط. يجب أن يحكي ملفك الشخصي على موقع “لينكد إن” قصة مترابطة وموجزة يقتنع بها الجمهور الذي تريد الوصول إليه (والمفترض أن هذا الجمهور هو مدراء التوظيف في المجال الذي تستهدفه). اختر ما ستدرجه في ملفك الشخصي بعناية، ولا حاجة إلى إدراج كل دور اضطلعت به طوال مسيرتك المهنية.

اكتب خطابك أو خطاباتك التعريفية. أتمنى لو كان بمقدوري إخبارك أن الخطاب التعريفي قد عفاه الزمن، ولكنه ليس كذلك. فحتى لو قُرئ خطاب واحد فقط من كل خطابين، فلا يزال هناك احتمال بنسبة 50% أن يكون تضمين خطاب تعريفي في صالحك. إذاً، ما الذي يجب أن تكتبه في خطابك التعريفي بالضبط؟

قبل أن تبدأ الكتابة، اعرف المزيد عن الشركة والوظيفة المحددة التي ترغب في الحصول عليها. وكما هو الحال في السيرة الذاتية، يجب أن تكون البداية قوية. فالجملة الافتتاحية الواضحة والموجزة ستجذب انتباه القارئ. علاوة على ذلك، يبحث مدراء التوظيف عن الأشخاص الذين يمكن أن يساعدوهم على حل المشكلات، لذا أظهر أنك تعرف أعمال الشركة وبعض التحديات التي تواجهها. ثم اشرح كيف أن خبرتك تؤهلك لتلبية تلك الاحتياجات. إذا كنت تقدم طلب التوظيف عبر الإنترنت ولكن نموذج الطلب لا يتيح لك إرسال خطاب تعريفي، فأظهِر من خلال إجاباتك في النموذج قدرتك على الاضطلاع بهذا الدور وحماسك تجاهه، وهذا هو الهدف الأساسي من الخطاب التعريفي على كل حال.

لا تستخدم عبارة “إلى من يهمه الأمر”، وحاول توجيه الخطاب إلى اسم محدد. قم ببعض البحث لمعرفة اسم مدير التوظيف. وإذا كنت تعرف أي شخص يعمل في الشركة، فاذكر ذلك في الجملة الأولى أو أول جملتين من الخطاب.

هذه فرصة أخرى لرواية قصة. وقد ذكرت جانين ولي لازاروس، مؤلفتا كتاب “رواية القصص في الأعمال اليومية” (Everyday Business Storytelling)، مثالاً للعناصر التي يجب تضمينها (موضحة بين قوسين) وكيفية تنسيق السرد:

“إحدى نقاط قوتي هي القدرة على إجراء تغيير محوري بطريقة استراتيجية تحت وطأة الضغط (الفكرة الكبيرة). على سبيل المثال، انخفضت مبيعاتنا في الربع الأخير من هذه السنة المالية بسبب حظر السفر الناتج عن ‘كوفيد-19’ (الأزمة). وللتغلب على ذلك، بدأت أفكر فيما يحتاج إليه عملاؤنا (الشخصيات) منا بشدة خلال هذا الوقت، وكيف يمكننا إعادة تركيز استراتيجيتنا لخدمة الأسواق المحلية (المكان) بمنتجات منتَجة محلياً. حقق فريقي (المزيد من الشخصيات) ذلك من خلال القيام بـ 1، 2، 3. ونتيجة لذلك، لم نتمكن من الإسهام في تحسين الاقتصادات المحلية في جميع أنحاء العالم فحسب، إنما زدنا مبيعاتنا أيضاً بنسبة 15% في الربع الأول من العام التالي (الحل)”.

إن سرد قصة أو قصتين من هذا النوع في خطابك التعريفي سوف يميزك عن هؤلاء الذين يكتفون بإعادة صياغة النقاط المذكورة في سيرتهم الذاتية. وإذا لم يكن لديك متسع لسرد أكثر من قصة (إذ إنه من الجيد أن يكون خطابك في صفحة واحدة)، فيمكنك مشاركة القصص الأخرى في أثناء المقابلة.

اجتياز المقابلة الشخصية بنجاح

قدم جون ليس، المستشار المهني والمؤلف، إحدى النصائح التي أفضلها حول مقابلات التوظيف: لا تكن على طبيعتك. وبدلاً من ذلك يقترح أن تفكر في المقابلة على أنها: “أداء ارتجالي تحاول من خلاله إظهار مميزاتك”. فيما يلي عدة نصائح تتعلق بمقابلة التوظيف.

كن جاهزاً لإجراء المقابلة عن بُعد. في هذه الأيام من المحتمل ألا تقابل مديرك وزملاءك المحتملين وجهاً لوجه أبداً. إذا كنت تجري المقابلة عبر الفيديو، فستحتاج إلى اتخاذ خطوات إضافية للاعتياد على التكنولوجيات المستخدمة في الاجتماعات التي تُجرى عن بُعد (فأنت بالتأكيد لا تريد أن تنعكس عليك أي زلات سلباً)، وأيضاً جهّز خلفية ذات مظهر مهني. ولأنك لن تتمكن من إظهار قدر كبير من الإشارات غير اللفظية في أثناء المحادثة، فركز على التعامل بود ولطف وبناء رابط عاطفي.

قدَّم الخبير في التواصل كارماين غالو بعض النصائح الرائعة حول كيفية القيام بذلك. فهو يقترح استخدام خلفيتك لإظهار شخصيتك للمسؤول عن التوظيف (على سبيل المثال، يمكنك تكديس الكتب التي قرأتها على الرفوف التي تظهر خلفك). وينصح بالتحدث ببطء وضبط نبرة صوتك للتشديد على النقاط الرئيسية التي ترغب في الحديث عنها. وتذكر أن لصوتك أهمية أكبر عند إجراء المقابلات عبر الفيديو من أهميته عند إجراء المقابلات وجهاً لوجه.

اهتم بالتحضير. سواء كنت تجري المقابلة وجهاً لوجه أو عند بُعد، من المهم أن تحضّر لها، وهو أمر معروف ولكن قلة فقط من الأشخاص يحضّرون لها بالقدر الكافي. اعرف كل ما يمكنك معرفته عن الشركة ونظامها وأدائها وثقافتها. وأيضاً تعرّف على قطاع عملها والتوجهات والتحديات ذات الصلة به. وابحث أيضاً عن خلفية الأشخاص الذين سيجرون المقابلة معك. وبالطبع أعد قراءة الوصف الوظيفي عدة مرات قبل دخول المقابلة لإثبات أن لديك ما يؤهلك لشغل هذه الوظيفة.

حدد ما هي الرسائل الثلاث أو الأربع التي تريد توصيلها إلى الشخص الذي سيجري المقابلة معك. وهذه الرسائل يجب أن تربط بين ما حققته وما هو مطلوب في هذا الدور. في أثناء صياغة هذه الرسائل، ضع في اعتبارك الأسئلة الثلاثة التي يقول آرت ماركمان إن جميع مدراء التوظيف والمسؤولين عن إجراء المقابلات يفكرون في طرحها:

  • كيف سيكون شكل العمل معك؟
  • هل أنت سريع التعلم؟
  • هل أنت مبادر؟

لن يطرح العديد من المسؤولين عن إجراء المقابلات هذه الأسئلة بشكل صريح ومباشر، لكن من الأفضل أن تحاول إقناعهم بأنك مناسب لهذا الدور بالإجابة عن تلك الأسئلة من خلال ردودك ولغة جسدك وبناء علاقة جيدة مع مَن يجري المقابلة معك والتحدث عما تعلمته من التحديات والإخفاقات التي تعرضت لها وإثبات قدرتك على طرح أسئلة جيدة.

تدرب على الإجابة عن الأسئلة التي عادة ما تُطرح في المقابلات. هناك سؤالان يكرههما جميع مَن تُجرى معهم مقابلات تقريباً، ولكنهما يُطرحان باستمرار: “حدثني عن نفسك” و”ما هي أكبر نقاط ضعفك؟”. إليك طريقة الإجابة عن كل منهما:

“حدثني عن نفسك”

لا تحاول إعادة صياغة سيرتك الذاتية أو خطابك التعريفي. وبدلاً من ذلك، اسرد قصة عنك وعن حياتك المهنية تتطابق مع أهداف الشركة وما تسعى الشركة إلى تحقيقه من خلال هذا الدور. على سبيل المثال، إذا ذُكر في الوصف الوظيفي أن الشركة بحاجة إلى شخص يتمتع “بروح المبادرة”، فمن الأفضل أن توضح من خلال ردك أن إحدى السمات التي تميزك هي استعدادك لأخذ زمام المبادرة. أحب الطريقة التي تواجه بها زميلتي كريستين لو التحدي المتمثل في التوصل إلى إجابة عن هذا السؤال، وقد عرضتها في هذا الفيديو من برنامجها “كريستين  والعمل”.

ما هي أكبر نقاط ضعفك؟”

حتى المستشارون المهنيون يكرهون هذا السؤال. بدلاً من محاولة الإتيان بشيء يبدو كأنه نقطة ضعف ولكنه في الواقع نقطة قوة، كن صادقاً فحسب. اختر شيئاً يمكنك فعلاً أن تصبح أفضل فيه واشرح الخطوات التي اتخذتها حتى الآن للتحسن وكيف ستستمر في ذلك. قال ديفيد غالوريس، وهو مدير تنفيذي للموارد البشرية: “لا أسعى إلى معرفة ما إذا كان المرشحون يحتاجون إلى تنمية مهاراتهم التنظيمية أو ما إذا كانوا يجدون صعوبة في تقديم عروض أمام مجموعة كبيرة من الأشخاص أو حتى في قيادة فِرق كبيرة، بل أحاول معرفة ما إذا كان لديهم وعي ذاتي، وما إذا كانت لديهم القدرة على الانتقاد، والأهم من ذلك، ما إذا كانوا سيقولون الحقيقة عندما يكون من الصعب قولها”.

انتبه إلى الإشارات التحذيرية. لا تركز كثيراً على اجتياز المقابلة بنجاح لدرجة أن تنسى أنك بحاجة إلى تقييم الشركة أيضاً. فهل مكان العمل هذا مناسب لك؟

على وجه التحديد، فكر فيما إذا كان مديرك المحتمل شخصاً يمكنك تخيُّل التعاون معه. وانتبه إلى الطريقة التي يعاملك بها المدير في أثناء المقابلة. فهل شعرت بشعور جيد تجاهه؟ وهل هو شخص يمكنك تخيُّل الذهاب إليه لحل مشكلاتك؟ ثق بحدسك.

استكشف أيضاً ثقافة الشركة. ليس من السهل دائماً التعرف على ثقافة الشركة في مقابلة مدتها ساعة واحدة، ولكن يمكنك البحث عن مزيد من المعلومات. تقترح كريستي دي بول أن تتجنب طرح سؤال عام مثل “كيف تصف ثقافتكم؟”، وبدلاً من ذلك حاول طرح أسئلة أكثر تحديداً، مثل:

  • عندما يرتكب شخص خطأ في مشروع ما، كيف يتعامل فريقك مع هذا الأمر؟
  • ما هي الجهود المحددة التي تُبذل لخلق ثقافة شاملة للموظفين غير الممثلين تمثيلاً كاملاً؟
  • كيف تحلون النزاعات التي تحدث بين عدة أقسام؟
  • كيف تضمن الشركة أن يشعر الموظفون بالانتماء دائماً حتى في حالة عملهم عن بُعد؟

المتابعة

أرسِل رسالة شكر. اكتب بريداً إلكترونياً أو رسالة للأشخاص الذين أجروا المقابلة معك. يجادل البعض بأن الرسالة المكتوبة بخط اليد تكون ذات معنى أكبر ولا تُنسى، ولكن ضع في اعتبارك أن وصولها إليهم سيستغرق وقتاً أطول، ما قد لا يكون في صالحك إذا كانوا يتخذون القرارات بسرعة. اجعل الملاحظة قصيرة ولطيفة، واذكر شيئاً محدداً علمته عن المؤسسة في أثناء المقابلة. إذا كنت قلقاً من أنك لم تجب بشكل جيد عن سؤال (أو سؤالين!)، فيمكنك استغلال هذه الفرصة لإظهار وعيك الذاتي. لست بحاجة إلى الاعتذار، ولكن يمكنك توضيح الإجابة المحيرة التي أجبتها عن سؤال مهم. وأعرب عن اهتمامك بهذه الوظيفة في نهاية الرسالة. فيما يلي مثال مفيد قدمه آرت ماركمان:

 الأستاذ الفاضل/ [اسم المدير]

شكراً جزيلاً على منحي من وقتك أمس وأيضاً على منحي الفرصة لعرض اهتماماتي ومؤهلاتي ذات الصلة بـ [الوظيفة]. وما أسعدني بوجه خاص هو معرفة أن شركتك تقدم برنامجاً تدريبياً للموظفين الجدد يعطيهم لمحة عامة عن مختلف الأقسام والمسارات المهنية.  

أتطلع إلى معرفة ردك.

حاول معرفة الرد بحكمة. ما الذي يجب عليك فعله إذا لم يصلك رد في غضون الفترة الزمنية التي تم إخبارك بها؟ أولاً، لا داعي للذعر؛ إذ يمكن أن تتأخر هذه القرارات لعدة أسباب، وكثير منها لا يتعلق بك. انتظر أسبوعاً آخر، وإذا استمر الوضع على ما هو عليه، فأرسِل رسالة قصيرة عبر البريد الإلكتروني تعرب فيها عن حماسك تجاه هذا الدور. إليك مثال آخر مفيد قدمّه آرت ماركمان:

الأستاذ الفاضل/ [اسم المدير]

أود معرفة قراركم  بشأن المقابلة التي أجريتها معكم بتاريخ […] لشغل منصب […]. استمتعت بنقاشنا وأسعدني ما عرفته عن [اسم الشركة]. وما أثار إعجابي على وجه الخصوص هو التزام شركتكم، من بين الشركات التي تعاملت معها خلال رحلة بحثي عن وظيفة، بتدريب الموظفين وتنمية مهاراتهم. وقد شعرت أن عقلية النمو هذه تتسق مع أهدافي المهنية.

يُرجى إعلامي إن كنتم بحاجة إلى أي معلومات إضافية، فأنا متحمس تجاه العمل معكم في [اسم الشركة].

بينما تنتظر الرد، ركز على القيام بأشياء إيجابية مثل قضاء بعض الوقت مع الأصدقاء والزملاء. وتحدث معهم حول كيفية إيجاد وظيفة أخرى. فعلى كل حال، هناك العشرات من الأسباب التقديرية التي قد تحول دون حصولك على الوظيفة؛ فقد تغير المؤسسة مسارها أو تجمد عملية التوظيف، لذا يجب أن تبقي خياراتك مفتوحة.

إدارة المشاعر في أثناء رحلة البحث عن وظيفة جديدة

ضع في اعتبارك أن البحث عن عمل غالباً ما يكون عملية عاطفية نشهد خلالها الكثير من النجاحات والإخفاقات. ففي بعض الأيام ستسمع أخباراً مشجعة، مثل الحصول على فرصة لإجراء مقابلة ثانية أو رد إيجابي من مدير التوظيف. ولكن ستكون هناك أيضاً أيام أو أسابيع لن تصلك فيها أي أخبار أو سيُرفض طلبك الذي قدمته للحصول على الوظيفة التي كنت متأكداً من أنك ستفوز بها. يقدم آرت ماركمان أيضاً توجيهات ذكية حول هذا الأمر: ركز بقدر أقل على النتيجة وبقدر أكبر على العملية.

هذا لا يعني أنه لا ينبغي لك وضع هدف معين، ولكن حاول التركيز على أنشطة محددة. ابحث عن الوظائف الشاغرة وتقدم بطلبات لشغل الوظائف التي تناسب خبرتك، واحضر فعاليات التعارف وبناء العلاقات التي تُعقد وجهاً لوجه أو عن بُعد للتعرف على أصحاب العمل المحتملين، وتحدث إلى الأصدقاء والزملاء لمعرفة الوظائف التي من المتوقع أن يُفتح باب التعيين فيها، والتحق بدورات تدريبية لتنمية مهاراتك. يؤمل أن يؤدي ذلك إلى تخفيف ما تشعر به من إحباط بينما تحرز بعض التقدم في تحقيق هدفك النهائي. ويُفضل أن يكون لديك شخص يمكنك التحدث معه، صديق أو مدرب في مجال المسارات المهنية أو معالج نفسي، لمساعدتك على إدارة المشاعر التي ستشعر بها حتماً.

ربما الأهم من ذلك أن تتذكر أن قيمتك لا تحددها الوظائف التي حصلت عليها أو عدد المرات التي رُفضت فيها، فالحياة لا تتمحور حول العمل فقط.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .