6 أسباب تجعلنا نتخذ قرارات سيئة، فماذا نفعل حيالها؟

3 دقيقة
اتخاذ القرارات الخطأ

أظهرت الأبحاث أن الشخص العادي يتخذ حوالي 2,000 قرار في كل ساعة من ساعات اليقظة. علماً أن معظم القرارات بسيطة، ونحن نتخذها بصورة غريزية أو تلقائية – ماذا نرتدي للعمل في الصباح؟ وهل نتناول الغداء الآن أم بعد عشر دقائق؟ وما إلى ذلك. لكن القرارات التي نتخذها على مدار اليوم تتطلب منا قدراً من التفكير الفعلي من أجل معرفة أسباب اتخاذ القرارات السيئة، التي قد يترتب عليها عواقب وخيمة. ومن ثَم، يمكننا القول إن صناعة القرارات الصائبة باستمرار هي أهم عادة يمكن أن نطورها، لا سيما في العمل. حيث تؤثر خياراتنا على صحتنا وسلامتنا وعلاقاتنا وطريقة قضاء أوقاتنا ورفاهيتنا بشكل عام.

أسباب اتخاذ القرارات السيئة

استناداً إلى الخبرات التي اكتسبتُها من ثلاث عمليات انتشار عسكرية كضابط في الجيش، ومن خلال بحثي في كتاب “قيادة نفسك أولاً” (Lead Yourself First)، اكتشفت أن العقليات الآتية ضارة بعملية صناعة قرار جيد. فعندما تضطر إلى أن تتخذ قراراً حاسماً، فاحرص على أن تنتبه لهذه العقليات:

الإجهاد الناتج عن صناعة القرار

 حتى أكثر الناس حيوية لا يملكون طاقة ذهنية غير محدودة. فقدرتنا على إنجاز المهام العقلية وصناعة القرارات تضعف عندما نجهدها بشكل متكرر.  أظهرت واحدة من أشهر الدراسات في هذا الموضوع أن السجناء أكثر عرضة للإفراج عنهم عندما يُنظر في قضاياهم في فترة الصباح منه في فترة المساء. نظراً لوجود قرارات عديدة يجب اتخاذها، لا سيما تلك القرارات ذات التأثير المباشر في أشخاص آخرين، فلا بد من اختبار الإجهاد الناتج عن صناعة القرارات. لتفادي ذلك الإجهاد، حدِّد القرارات الأكثر أهمية والواجب اتخاذها، وأعطِ الأولوية لوقتك، كلما كان ذلك ممكناً، بحيث تتخذ قراراتك عندما تكون في أوج نشاطك.

اقرأ أيضاً: المزالق الخفية في اتخاذ القرارات

حالة ثابتة من التشتت

أتاح تسونامي التكنولوجيا في العقد الماضي حقبة غير مسبوقة من وسائل الرفاهية والراحة. ولكنه خلق بيئة مكتظة بالمعلومات ووسائل التواصل. حيث يقدر الباحثون أن أدمغتنا تعالج اليوم خمسة أضعاف المعلومات التي كانت تعالجها في عام 1986. ومن ثَم، يعيش عديد منا حالة من التشتت المستمر ويكافحون من أجل التركيز. ولمواجهة معضلة التشتت هذه، احرص على توفير بعض الوقت كل يوم بعيداً عن البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الأخبار وهجوم عصر المعلومات. يبقى الكلام أسهل من الأفعال، لكن يمكن تنفيذ كل ما سبق تضيفه إلى قائمة أولوياتك.

نقص المدخلات

وجدت مدرسة “ذا كيلوغ سكول” (The Kellogg School) أنه في اجتماع نموذجي، يقوم 3 أشخاص في المتوسط بـ 70% من عملية التحدث. كما توضح الكاتبة سوزان كاين بشكل واضح في كتابها “هادئ” (Quiet)، أن العديد من الانطوائيين يترددون في التحدث في الاجتماع حتى يعرفوا بدقة ما يريدون قوله. ومع ذلك، فإن هؤلاء الأعضاء في فِرقنا لديهم غالباً بعض الأفكار المثلى للمساهمة بها، حيث يقضون معظم وقتهم في التفكير. ولمواجهة هذه الميول، لا بد من إرسال جدول أعمال الاجتماع قبل 24 ساعة لمنح الجميع الوقت للتفكير في مساهماتهم، والعمل على ترسيخ ثقافة الاجتماع التي تتيح للأشخاص المساهمة بأفكارهم بعد انتهاء الاجتماع.

تعدد المهام

لم يتبقّ الكثير من الوظائف التي لا تتطلب بعضاً من تعدد المهام في العالم الآن. في حين أن هذا هو الواقع، تُظهر الأبحاث، بكل وضوح، أن الأداء، بما في ذلك فاعلية صناعة القرار، يعاني بنسبة 40% عندما نركز على مهمتين إدراكيتين في الوقت نفسه. فعندما تحتاج إلى صناعة قرارات حاسمة، عليك تحديد القرارات والالتزام بفترات زمنية خلال اليوم للتركيز التام على المهمة التي تؤديها.

اقرأ أيضاً: الأمور التي تجهلها فيما يتعلق باتخاذ القرارات

المشاعر الإنسانية

يُعد كل من الإحباط والإثارة والغضب والفرح وغير ذلك من المشاعر، جزءاً جوهرياً من التجربة الإنسانية اليومية. وعلى الرغم من أن هذه المشاعر لها دور هام في حياتنا، فإنك ربما لا تحتاج أن تقرأ بحثاً لتدرك أن مشاعرنا يمكن أن تعيق قدرتنا على صناعة قرارات حكيمة، خاصة عندما نكون في ذروة الغضب أو السعادة. فقرار التحدث أو إرسال بريد إلكتروني وأنت في حالة من الغضب غالباً ما يؤدي إلى تعقيد الموقف، لأن الكلمات لا تؤتي ثمارها. ولتجنب كل تلك التعقيدات، لا بد من توخي الحذر من طبيعة مشاعرك والتركيز على قوة الشخصية في ضبط النفس. وكذلك لا بد من أن تقاوم إغراء الرد على الأشخاص أو صناعة القرارات وأنت في حالة من الضغط العاطفي. وعليك أيضاً أن تتدرب على الابتعاد عن الكمبيوتر أو التقليل من استعمال الهاتف، والعودة إلى المهمة التي بين يديك عندما تكون قادراً على التفكير بمزيد من الوضوح والهدوء.

العجز عن التحليل

على الرغم من أن عصر المعلومات قد منحنا وفرة من المعلومات والبيانات الضخمة ومقاييس المعلومات، فإنه لا يوجد حد لكمية المعلومات التي يمكننا الوصول إليها. ونحن نعلم أنه كلما زادت كمية المعلومات التي يتعين علينا مراعاتها، استغرقنا وقتاً أطول في صناعة القرار. وفي حين أن عملية صناعة القرار يجب أن تكون شاملة، فإن الطريقة المثلى لصناعة قرارات حكيمة عادة لا تستغرق مزيداًمن الوقت أو تتطلب البحث في مزيد من المعلومات. بدلاً من ذلك، لا بد من مراجعة المعلومات ذات الصلة التي تحتاجها، وتحديد موعد نهائي لصناعة القرار، ومن ثَم الالتزام به.

اقرأ أيضاً: ماذا تفعل عند اتخاذ قرار سيء؟

فالقرارات التي نصنعها تحدد حقيقتنا. فهي تؤثر بشكل مباشر في طريقة قضاء وقتنا وطبيعة المعلومات التي نعالجها (أو نتجاهلها). كما تشكل قراراتنا علاقاتنا، ذلك أنها تساهم بشكل متزايد، في عالم اليوم شديد الترابط، في مستوى الطاقة لدينا، وكذلك في مدى كفاءتنا في مختلف جوانب حياتنا. من المؤكد أننا جميعاً نصنع قرارات سيئة كل يوم. ولكن إذا كنا على دراية بهذه الأعداء الستة لصناعة قرار حكيم، واجتهدنا في اتخاذ خطوات للتغلب عليها، فسوف نتمكن من صناعة قرارات أفضل، تترك تأثيراً إيجابياً في الأشخاص الذين نعمل معهم أو نقودهم.

اقرأ أيضاً: أساليب القيادة الإدارية

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .