أفضل ما في ريادة الأعمال هو إمكانية التخلي عن الوظيفة ثم العودة إليها

3 دقائق
أفضل ما في ريادة الأعمال
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تكشف بعض البحوث أن ريادة الأعمال قد لا تستحق المخاطرة دائماً، على الأقل فيما يتعلق بالأمور المالية الحاسمة. ولحسن الحظ، يأخذ العديد من الناس هذه الخطوة في جميع الأحوال، حيث يقررون ذلك لأسباب أخرى مثل أن يصبحوا مدراء لأنفسهم، أو نظراً لرغبتهم بإرضاء شغف شخصيّ لديهم. في هذا المقال سنتعرف على أفضل ما في ريادة الأعمال.

العمل الحر

بحسب بحث أعده غوستافو مانسو، من جامعة كاليفورنيا، بيركلي، تعتبر وجهة النظر التقليدية هذه مضللة. وبدلاً من ذلك، فقد وجد أن العمل الحر يؤتي ثماره مالياً، ولكن ليس كما يتوقع رواد الأعمال. حيث لا نجني دائماً المنفعة المادية من ريادة الأعمال نفسها، ولكن تتمثل الفائدة في الحصول على رواتب أعلى عند العودة إلى قوة العمل لدى إحدى الشركات.

عادة ما يقارن البحث في هذا المجال بين الموظفين الذين يعملون بأجر، مقابل هؤلاء الذين يعملون بشكلٍ حر، ويكتشف أن المجموعة الأخيرة تميل إلى كسبِ مال أقل في المتوسط، بعد التحكم في بعض العوامل الأخرى مثل مستوى التعليم، وبالتالي تصل البحوث إلى نتيجة مفادها أن ريادة الأعمال لا تستحق المخاطرة من الناحية المادية.

وبخلاف هذا النهج، نظر مانسو إلى الموظفين على مدار فترة أطول، بينما ركز على عائدات ما يزيد عن 5,000 مواطن أميركي ما بين عام 1979 و2012، وكان متوسط العائدات السنوية للشخص الذي يعمل لحسابه الخاص، في هذه العينة، أعلى من تلك الخاصة بالموظف الذي يعمل بأجر، بينما كانت القيمة الوسطية أقل. يتماشى ذلك مع البحث السابق، وبديهياً سوف يجني عدد قليل من رواد الأعمال الكثير من المال، ولكن سوف يجني رائد الأعمال العادي أموالاً أقل في أي شركة أكبر.

وفقاً لبيانات مانسو، يلجأ معظم رواد الأعمال في النهاية إلى العمل مقابل أجر؛ حيث إن ما يزيد قليلاً عن نصف هؤلاء يستمرون في العمل لحسابهم الخاص لمدة عامين أو أقل فقط،

وقد ركز مانسو على العائدات مدى الحياة، ووجد أن هؤلاء الأفراد الذين اتجهوا إلى العمل لحسابهم الخاص في مرحلة ما من حياتهم المهنية كانوا أفضل حالاً مقارنة بموظفين مماثلين لم يفعلوا ذلك.

وقد أفاد في دراسته أن “الأفراد الذين يحاولون أن يكونوا رواد أعمال ولكنهم يتركون مشاريعهم الريادية بعد مرور أقل من عامين لا يتضررون من ذلك كثيراً، حيث إنهم يحققون نفس العائدات تقريباً المماثلة لتلك التي يحققها الأفراد الذين لم يحاولوا أن يكونوا رواد أعمال من الأساس”. كما أضاف “وفي نفس الوقت، يجني رواد الأعمال الذين يستمرون لفترة تزيد عن عامين عائدات أعلى بكثير من تلك التي يحصل عليها العاملون بأجر المماثلون لهم”.

واستنتج قائلاً “وبشكل عام، أرى أن رواد الأعمال يجنون 10% تقريباً أعلى من العاملين بأجر ذوي الصفات المتماثلة”.

العودة مرة أخرى إلى سوق العمل

وتتوقف نظرية مانسو، المتعلقة بالسبب وراء محاولة الأشخاص لدخول مجال ريادة الأعمال، والعودة مرة أخرى لسوق العمل بعد ذلك بعام أو عامين، على التجربة الخاصة بكل فرد. حيث يوفر ترك العمل لتأسيس شركة الفرصة للتجربة بناء على فكرة جديدة، واختبار ما إذا كان ذلك سينجح أم لا، فإذا نجحت الفكرة، يستمر رائد الأعمال في العمل لحسابه الخاص؛ أما إذا أخفقت الفكرة، فإنه يحصل على وظيفة أخرى،

ولكن لا يمكن للبيانات تفسير لماذا تدفع الوظيفة التالية راتباً مماثلاً أو أعلى لرائد الأعمال من ذلك الذي كان يمكن له كسبه في حال لم يتجه إلى العمل لحسابه الخاص أساساً. وأفاد مانسو، عبر البريد الإلكتروني: “يبدو أن سوق العمل يقدّر تجربة العمل الحر”، كما أضاف قائلاً، “ربما تكون المهارات التي تم تطويرها خلال فترة العمل الحر مفيدة مثل تلك التي طورها الموظف العادي خلال فترة العمل بأجر”.

ويلاحظ مانسو ما لاحظه عالم الاقتصاد نوح سميث في عموده الذي خصصه للحديث عن هذه الدراسة، أن هذه البيانات لا تقتصر على نوعية رواد الأعمال الذين يجمعون رأس المال المغامر (الجريء)، أو يملكون الخصائص المميزة للعمل في وادي السيليكون، والأرجح أن البيانات تشمل أصحاب الأعمال التجارية الصغيرة في قطاعات مثل البيع بالتجزئة وخدمات الأغذية. ومع ذلك، فمن المعقول أن يحدث شيء مماثل لرواد الأعمال الذين تنمو أعمالهم تدريجياً. وهناك العديد من الطرق أمام رائد الأعمال للحد من مخاطر بدء أي عمل تجاري، على سبيل المثال من خلال تطوير أحد مجالات الخبرة في القطاع الذي يعمل به، والذي قد ينتج عنه لاحقاً وبشكل منطقي حصوله على أجر أعلى في حال إخفاق المشروع. وبالنسبة للأفراد الأصغر سناً، يمكن أن يعني تأسيس شركة ناشئة أو الانضمام إليها منصباً وظيفياً أعلى مع مزيد من المسؤولية، وهو ما يؤدي إلى الحصول على وظيفة أفضل في أي شركة قائمة لاحقاً.

ومثل كل شيء آخر، يعتمد النجاح في ريادة الأعمال على الشخص والحياة المهنية والعمل التجاري المعني. وبهذا الصدد يُعتبر بحث مانسو بمثابة تذكير أن ريادة الأعمال لا تحتاج إلى التزام مدى الحياة، حيث يمكن تأسيس شركة ناشئة ثم العودة لاحقاً للعمل في شركة قائمة. حتى أنه يُفضل في بعض الأحيان ضمان وجود عائد على الاستثمار في ريادة الأعمال الخاص بك.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .