27 - 2020

منذ سبعينيات القرن الماضي سعت معظم المؤسسات الأميركية إلى معالجة مسألة التحرش (أو إلى حماية نفسها من التعرض إلى المقاضاة بسببه) من خلال برامج التدريب الإلزامية، وفرض إجراءات رسمية لتقديم الشكاوى. ومع ذلك، فإن 40% من النساء ما زلن يقلن إنهن يتعرض للتحرش في مكان العمل – وهذا رقم لم يتغير منذ ثمانينيات القرن الماضي. وبناء على دراسة أجراها المؤلفان وشملت أكثر من 800 شركة أميركية، فإنهما يوصيان بتوعية الشهود وتدريب المدراء، وهذان أمران يسهمان في حشد جهود جميع المتدربين في مسعى للتصدي للتحرش. وهما يقولان إن الإجراءات الرسمية لتقديم الشكاوى يجب أن تستكمل بآليات طوعية لفض النزاعات ومكتب لأمين المظالم حتى تكون قادرة على التعامل مع شكاوى التحرش وفقاً لشروط الضحايا.

تصف المؤلفة، وهي محللة قانونية ومؤلفة كتاب بعنوان "البقاء في اللعبة: دليلك للتغلب على التحرش في مكان العمل" كيف تجاوبت مؤسستان سبق لها العمل معهما مع شكوتين لها بعد تعرضها للتحرش. في أحد أماكن العمل، تلقى عدد من الموظفين في قسم الموارد البشرية بلاغاتها وأجروا تحقيقاً كان غير حاسم النتائج ولم يؤد إلى معاقبة الشخص الذي تحرش بها. (غادرت الشركة). أما في مكان العمل الآخر، فقد دعا المدير إلى اجتماع مباشر مع المتحرش وطالبه بالتوقف، وهو توقف بالفعل. تستعمل لورانس هذين المثالين لتحاجج أن مقاربة "المدرسة القديمة" القائمة على التحقيق تفشل غالباً في حماية النساء ووقف التحرش، وهو الهدف الأساسي للضحايا عادة. كما تطالب بتبنّي مقاربة "المدرسة الجديدة" التي يتعامل المدراء بموجبها مع القضايا بأنفسهم، ويركزون على حل المشكلة أكثر من تركيزهم على العقاب.

استعانت الشركات الكبرى بخدمات سانتوس، وهي محامية متخصصة بشؤون التوظيف، لإدارة ورش عمل متخصصة بتدريب الشهود منذ أن أسهمت حملة #أنا_أيضاً (#MeToo) في ظهور حاجة كبيرة إلى التدريبات التي تركّز على الحلول. في هذه المقابلة، تصف سانتوس المواضيع التي تغطيها الورشة، وكيف يمكن للشهود أن يتدخلوا، وأي السيناريوهات يجب أن تحظى بانتباههم الأقصى، وغير ذلك من الأمور.

يكتب المؤلف وهو المدير التنفيذي للجمعية الدولية لمكاتب أمناء المظالم قائلاً: "أمين المظالم هو بمثابة شخص علّامة يمنح أذناً صاغية، ويستمع إلى الناس الذين يعانون من مصاعب في العمل، ويشكّل عنصراً مكمّلاً للأقنية الرسمية بهدف الوصول إلى الأشخاص الذين يمتلكون صلاحية التحرك، وهو مورد فريد من نوعه يسمح بتوسيع رؤى الإدارة بخصوص الحياة العملية في الشركة وثقافتها". تعتبر عملية أمين المظالم سرّية بالكامل؛ وهو لا يتّخذ أي إجراء إلا بعد نيل الإذن من الموظف؛ وقد تبدأ العملية وتنتهي بنقاش للخيارات والعواقب المحتملة.

يتسبب التهديد الهائل الذي تفرضه التقنيات والنماذج الرقمية في حالة من الذعر للعديد من الشركات الراسخة. رداً على ذلك، غالباً ما تجري هذه الشركات رهانات كبيرة تفشل فشلاً ذريعاً. يقول كل من ماكغراث وماكمانوس أنه من الأجدى اتخاذ نهج تدريجي للتحول الرقمي. وبناء على تقنية التخطيط المدفوع بالاكتشاف التي ساعدت ماكغراث فى تطويرها في التسعينيات من القرن العشرين، ينصح كلاهما المسؤولين التنفيذيين في الشركات التقليدية بإجراء التحول خطوة بخطوة. وبدلاً من محاولة تغيير كل شيء أو لا شيء، يجب على الشركات الراسخة استغلال مواردها وخبراتها واستكشاف مجموعة متنوعة من الأفكار في وقت واحد. وتتمثّل خطوات تحقيق استجابة رقمية فاعلة في إجراء محاولات مستمرة لإصلاح المشكلات المتعلقة بالتكنولوجيا الرقمية، واختبار الفرضيات الناجحة وتحسينها، والحصول على معلومات جديدة، وتقليل المخاطر.

فكر في استراتيجية شركة "بست باي" للرد على أمازون. قامت شركة "بست باي" بإصلاح عملياتها حتى تتمكّن من خفض التكاليف ومطابقة الأسعار؛ وحوّلت متاجرها إلى أصول من خلال إتاحة إمكانية استلام الطلبيات الموضوعة عبر الإنترنت في متاجرها، وهو ما جنّبها المشكلات المرتبطة بتسليم الطلبيات؛ وفرضت رسوماً على العلامات التجارية الراغبة في استثمار متاجر صغيرة داخل منافذ البيع الخاصة بها؛ وكوّنت فريقاً من الاستشاريين التقنيين الذين انطوت مهمتهم على تعزيز العلاقات مع الزبائن.

يمكن تشبيه الأسواق الجديدة بالثقوب الدودية التي تصورها لنا قصص الخيال العلمي، حيث لا تنطبق قواعد الوقت والمكان المعتادة. عندما تنشأ سوق جديدة، تغدو قوى المنافسة في حالة تغير مستمر، ولا يتضح لك من هم عملاؤك الحقيقيين، وتفقد الاستراتيجيات التقليدية معناها، فكيف يمكنك إذاً خوض تلك الميادين المتغيرة باستمرار؟

على مدى السنوات القليلة الماضية، أجرى أستاذان في كلية إدارة الأعمال مقابلات مع رواد الأعمال والمبتكرين في مجالات جديدة مثل الهندسة الوراثية والواقع المعزز والتكنولوجيا المالية، واكتشفا أن أكثرهم نجاحاً هم أولئك الذين يمارسون ما يسمى بـ "اللعب الموازي"، ويستكشفون العالم ويختبرونه بالطريقة التي يمارسها الأطفال الصغار، وبدلاً من محاولة تمييز أعمالهم، فإنهم يركزون على مراقبة ما يفعله الآخرون في السوق ويقتبسون الأفكار، وبعد إجراء تجارب مكثفة يلتزمون بنموذج واحد لتقديم قيمة مضافة، ولكن بدلاً من تحسين هذا النموذج سريعاً، فإنهم يتركونه منقوصاً جزئياً ويوقفونه مؤقتاً ويراقبونه وينتظرون، ويعملون على تحسين نماذجهم شيئاً فشيئاً بينما يجمعون الرؤى المكتشفة وتبدأ السوق في الاستقرار.

أي شركة تريد التأقلم السريع وتغيير تجارب الزبائن بصورة شاملة وتجاوز إيقاع منافسيها، لن تستطيع تحقيق تلك الأهداف بالاكتفاء بإنشاء فرق عمل عديدة تتبنى منهجية أجايل. ويتعين على المؤسسة التي تتبنى منهجيات أجايل فعلياً أن تُلزِم معظم -إن لم يكن كل- أصحاب المناصب التنفيذية العليا بتبني مبادئ منهجيات أجايل أيضاً.

ويوضح مؤلفو هذا المقال طريقة أداء فرق العمل التي تتبنى منهجيات أجايل القيادية، واختلافها عن اللجان التنفيذية التقليدية وعن فرق أجايل الأخرى، وما تعنيه منهجيات أجايل بالنسبة للعمل اليومي الذي يؤديه كبار المسؤولين التنفيذيين.

تتمحور المهمة التقليدية لفريق أجايل في الوصول لحلول مبتكرة للمشكلات التي تواجههم، مثل الإتيان بخدمات ومنتجات جديدة، أو استحداث عملية تجارية أفضل، أو تطوير تقنية متقدمة لدعم العروض الجديدة. يجب أن يركز فريق القيادة الذي يتبنى منهجيات أجايل على تحقيق التوازن الأمثل بين توحيد العمليات ومتابعة الابتكارات.

يكرس معظم أفراد فريق العمل بمنهجيات أجايل كل أوقاتهم تقريباً لتأدية أدوارهم في مبادرة التحوّل لتبني منهجيات أجايل، ولكن هذا غير ممكن للمسؤولين التنفيذيين. حيث ينبغي عليهم إدارة نظام تشغيل المؤسسات التي تتبنى منهجيات أجايل، والإشراف على وحدات العمل والاختصاصات، وتأدية مهمات التوجيه وصناعة القرار، والتعامل مع الأزمات الطارئة.

يزداد تفكير تجار البيع بالتجزئة يوماً بعد يوم في الطرق التي يمكنهم من خلالها جمع البيانات من خلال الاستعانة بالروبوتات في عملياتهم من خلال طائرات روبوتية مسيّرة تتولى مسح البيانات وجمعها من المنازل التي تمر بها عبر طرق توصيل الطلبات. ويستعرض هذا المقال التجارب التي تجريها حالياً إحدى الشركات التقليدية التي تعمل في قطاع البيع بالتجزئة في الشرق الأوسط، وهي "مجموعة شلهوب" (Chalhoub Group) التي تمتلك 750 محلاً تجارياً وهي شريك لمئات العلامات التجارية الفاخرة في جميع أنحاء العالم، باستخدام الروبوتات التي تتمتع بالذكاء الاصطناعي أمام المحال الفاخرة في مراكز التسوق أو في الشارع، ومفاجئة الحشود، والتفاعل مع المارة بالاستعانة بخصائص التعرف على الأصوات والوجوه ثم تدعوهم في النهاية لزيارة المحل. وأسفر هذا النهج المبتكر عن نتيجتين رئيسيتين: زيادة المبيعات بتغيير مسار الاستهلاك للعملاء المحتملين الذين يقضون وقتاً طويلاً في المحل نتيجة تفاعلهم مع الروبوت وتمهيد الطريق لإحداث ثورة في قطاع تجارة التجزئة من خلال قياس المبيعات النهائية لحملة إعلانية روبوتية بعيداً عن حملات الإنترنت باستخدام تحليل ذكاء اصطناعي موجه بالبيانات. وقد توصلت هذه التجارب إلى أن هناك 5 خطوات ضرورية لتصميم حملة تسويقية باستخدام الروبوتات المدعومة بتقنية الذكاء الاصطناعي.

ثمة فكرة شائعة تقول إنه إذا كان لديك وظيفة ما، فإنك يجب أن تركز عليها بكامل جوارحك بحيث تتمكن من التميز فيها وتهيئة نفسك للمنصب التالي. لكن هذه الذهنية الأحادية يمكن أن تعوقك عن المضي قدماً في مسيرتك المهنية. يحتاج القادة إلى العثور على طرق لتوسيع نطاق معارفهم ومهاراتهم وصِلاتِهم خارج إطار عملهم اليومي. يتجاوز ذلك مجرّد حضور المؤتمرات أو حتى تلقّي الدروس؛ بل يستدعي ذلك انخراطاً ذا مغزى في أنشطة خارجية، مثل الانضمام إلى مجالس الإدارة، والتدريس أو المساهمة في الخدمة العامة، وتقديم الإرشاد للشركات الناشئة، وتولّي أدوار قيادية في الجمعيات والنوادي. تشرح هذه المقالة كيف يمكنك إيجاد الوقت وسط جدولك الزمني المزدحم، وتحديد الأنشطة الخارجية الموازية التي ستكون متناسبة مع اهتماماتك الشخصية ووظيفتك الحالية ومكمّلة لها، والحصول على الدعم من صاحب عملك. ليس من السهل على الدوام الانخراط في أنشطة تقع خارج إطار وظيفتك النهارية، لكنها في النهاية يمكن أن تفتح لك الباب أمام المزيد من الفرص ويمكن أن تتحول لتصبح ميزتك التنافسية الشخصية.