شغلي الشاغل: مقابلة مع جيري ساينفيلد

4 دقائق
جيري ساينفيلد
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

بعد عدة سنوات من الأداء الارتجالي، غزا جيري ساينفيلد شاشات التلفاز في التسعينيات من القرن الماضي بمسلسله الكوميدي الذي يحمل الاسم نفسه “ساينفيلد” (Seinfeld).

وبعد عقدين من ذلك التاريخ ها هو جيري ساينفيلد يجذب المشاهدين والأنظار مجدداً، وهذه المرة عبر برنامجه الحواري المبتكر الذي يُبث عبر شبكة الإنترنت “كوميديون في السيارات في طريقهم للحصول على القهوة” (Comedians in Cars Getting Coffee)، والجيل الجديد يمكنه اكتشاف ساينفيلد عبر فيديوهات البث التدفقي على الإنترنت.

إتش بي آر: كيف نشأت فكرة هذه البرنامج؟

جيري ساينفيلد: من المهم معرفة ما الشيء الذي لا يروق لك. ذلك أن جزءاً كبيراً من ابتكار أي شيء يتمحور حول معرفة “ما الشيء الذي سئمت منه”، وبالنسبة إلي كانت برامج الحوار تعتاد على عزف الموسيقى ويخرج أحدهم ليتجه نحو مكتب المُستضيف يصافحه ثم يجلس ويبدأ الحوار بـ “كيف حالك. تبدو رائعاً”. كما أنني سئمتُ من الأشخاص الذين يظهرون في تلك البرامج للترويج لبرامجهم الخاصة أو منتجاتهم. إذاً فالشيء الذي سئمتُ منه حقاً هو نقطة بداية الابتكار.

لقد قمتَ أنت ولاري ديفيد بكتابة مسلسل “ساينفيلد” دون تجهيز غرفة كُتّاب تقليدية، وكان الإرهاق أحد أسباب توقفك عن العمل، هل كانت هناك طريقة أخرى أكثر ملاءمة للكتابة؟ وهل تلقيت مساعدة من “ماكنزي” (McKinsey) أو ساعدك أي شخص آخر في العثور على نموذج أفضل؟

ما هي “ماكنزي”؟

هي شركة استشارية.

هل لديها حس الدعابة؟

لا.

إذاً فأنا لا أحتاج إليها. إذا كنتَ تختار الأيسر فأنت تؤدي ذلك بطريقة خاطئة، ذلك أن الطريق الصعب هو الطريق الصحيح. لقد كان المسلسل ناجحاً لأنني حرصت على إدارته بدقة في كل كلمة وكل سطر، وكل لقطة، وكل تعديل، وكذا في اختيار الممثلين، هذه هي طريقتي في الحياة.

هل شكّلت شعبية جيري ساينفيلد المستمرة عائقاً أمام توقفه، عندما كان لا يزال أعلى كل التصنيفات؟

أتمنى أن أعرف الإجابة عن هذا السؤال. فنظريتي هي أن التناسب هو مفتاح كل شيء، أنت تقدم هذا المسلسل التلفزيوني وهو يحظى بشعبية كبيرة ولكن عليك أن تتوقف عند نقطة محددة وإلا فإنه سيفقد سحره.

أنا لا أقارن نفسي بأي شكل من الأشكال بفرقة “بيتلز” (Beatles) ولكنهم توقفوا بعد 9 سنوات من بدايتهم، كنت حينها طفلاً صغيراً.

هناك أمر ما يتعلق بالأرقام، ذلك أنه لو وصل المسلسل التلفزيوني إلى الموسم العاشر (وهو عدد من رقمين)، فستشعر كمشاهد كأنه سيستمر إلى الأبد، وتشعر بأن هذه السلسلة طويلة أكثر بكثير من الموسم التاسع (عدد من رقم واحد)، لذلك قررت أن الموسم التاسع يجب أن يكون الموسم الأخير لمسلسل “ساينفيلد”، وبذلك سيشعر المشاهد بأنه تابع حلقات مسلسل انتهت وهي في قمتها دون ملل.

هل كان من الصعب أن تعرف كيف ستبدو حياتك المهنية بعد “ساينفيلد”؟

لم أفكر أبداً أن عليَّ فعل أي شيء. لقد كنت ناجحاً بصفتي كوميدياً ارتجالياً لعدة سنوات قبل الحصول على مسلسل “ساينفيلد”، وكنت مقتنعاً بأن حياتي المهنية ستكون كذلك، حتى جاء مسلسل “ساينفيلد” الذي شكّل انعطافاً في مسيرتي المهنية، ذلك أنني تحولتُ من شخص غير معروف نسبياً إلى الصف الأمامي في عالم الترفيه، كما شعرت بقدر من التأثير الثقافي في الناس. كان الناس يلتقطون الكلمات التي كنا نتناولها في البرنامج مثل كلمات “regifting” (أي إعادة إهداء الهدية)، و”shrinkage” (أي انكماش)، ولكن لم أتصور نفسي أفعل أي شيء سوى أنني كوميدي محترف. سيكون من الخطأ محاولة الانطلاق في بناء شركات الإعلام الضخمة وصناعة الأفلام والعروض التلفزيونية.

هل يمكنك تعليم حس الدعابة لأي شخص؟

لا. يمكنكَ تعليم جوانب النجاح في مهنة الكوميديا، ولكن لا يمكنك تعليم حس الدعابة. ولم أدرك من قبل أن حس الدعابة أمر وراثي حتى رأيت ابنتي، فلم أصدق كم كانت مضحكة مع أنني لم أعلّمها ذلك، وقد عرفتُ أن أبي كان يملك حس الدعابة أيضاً، لذلك أعتقد الآن أن الوراثة جزء مهم في ذلك، فأنت تخرج للعالم بهذه الصفة.

ما مدى فاعلية الفكاهة كأداة في القيادة؟

هي أحد الأسلحة الأساسية التي يمكن أن يمتلكها الفرد في المجتمع الإنساني، حتى أنها قد تنافس صفة المظهر الجميل.

كيف تستعد بحماس قبل الظهور على منصة العرض؟

ليس عليك الاستعداد، لذلك سيهتم الجمهور بالأمر، ذلك أنك تظهر في مواجهة 3,000 شخص دفعوا 75 دولاراً أو 100 دولار، ووجوههم كأنها تقول لك: “نريد أن نضحك الآن”، وسوف تشعر بذلك. ولكن لكل كوميدي، مثله مثل أي رياضي، روتين بسيط؛ فأنا أراجع ملاحظاتي حتى آخر 5 دقائق قبل العرض، وعندما يقول المخرج “لقد بقي 5 دقائق على العرض” أرتدي سترتي وعندما أرتدي سترتي، أتهيّأ تلقائياً بأن “الوقت قد حان لإلقاء بعض الفكاهة”، كما أحب أن أمشي للأمام والخلف، وهذا كل شيء، هذا هو روتيني قبل العرض، أنا لا أغيّر ذلك فهو يشعرني بالراحة.

بصفتك مؤدياً للعروض المباشرة، كيف تحسّن من أدائك؟

عليك أن تعرف كيف تشجع نفسك لتكون واثقاً وشجاعاً عندما تبتكر مادة جديدة، كما أنه عليك أن تعرف كيف تنتقد بشدة وتواصل “هذا جيد ولكنه ليس كافياً، هيا أكمل”. أنا لا أحب أن أكون انتقادياً لدرجة تسبب لي الاكتئاب ولكنني أقترب من ذلك، التحكم بهذه الدرجة هو أصعب جزء في هذه المهنة. في معظم الأوقات عندما يترك الكوميدي المسرح وتسأله: كيف كان أداؤك؟ سيجيب “أنا أكره نفسي”.

هل ستواجه خطر عدم وجود أشخاص مناسبين للاستضافة في برنامجك “كوميديون في السيارات في طريقهم للحصول على القهوة”؟

أشعر أنني سوف أتعامل مع الموضوع كالتالي: بدلاً من التنقيب في الوسط الكوميدي عن ضيوف جدد سأستضيف الأشخاص الذين أحبهم مرة أخرى مثل: (أليك بولدوين، لاري ديفيد، سارة سيلفرمان). اثنتا عشرة دقيقة من أليك بولدوين، على سبيل المثال، ليست كافية بالنسبة إلي، وأفترض أن الجمهور يشعر بذلك أيضاً. رؤيتي حالياً للبرنامج كما كان عليه “برنامج الليلة” (Tonight Show) قديماً، حيث سيكون لديك أشخاص مثل تشارلز نيلسون رايلي، الذي لم يكن يروّج لأي شيء، لقد كان محاوراً رائعاً فقط، لذلك تمكنوا من الاستمرار طوال تلك المدة. سأحافظ على المستوى بدلاً من تنويع الضيوف.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .