مزايا الشعور بالتوتر في أثناء التحدث أمام الجمهور

3 دقائق
الشعور بالتوتر في أثناء الحديث للجهور له مزايا وليس فقط سلبيات
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: يُدرك المؤدون المحترفون أن الشعور بقدر بسيط من التوتر قد ينطوي على فوائد كبيرة، ذلك لأن التوتر يحافظ على تركيزك ويحثك على قضاء وقتك في الاستعداد للأداء بدلاً من التسويف. وقد يساعدك أداء بعض الممارسات قبل كل خطاب أو عرض تقديمي في استغلال طاقتك العصبية وتوجيهها لصالحك بدلاً من أن تُصاب بالإحباط بسببها، وهو ما يمكّنك من السيطرة على مشاعرك وتقديم أداء قوي ومؤثر. خصّص بضع دقائق لتهدئة أعصابك. تنفس من خلال أنفك وأطلق الزفير من فمك. أخبر نفسك بصوت عالٍ عن مدى حماسك لحصولك على تلك الفرصة والأثر الإيجابي الذي قد تحدثه في نفوس الآخرين. حاول تصور كامل العرض التقديمي في عقلك، من البداية حتى النهاية؛ وتخيّل أنك تقدّمه على أكمل وجه لتضمن أن تنجح في أدائه.

 

تحويل مشاعر التوتر إلى حماس عند مخاطبة الجهور

لا ينطوي السر في مخاطبة الجمهور بثقة على قدرتك على كبح مشاعرك، وذلك خلافاً للاعتقاد الشائع. بل ينطوي السر على إعادة ضبط مشاعر القلق التي تنتابك ووصفها بأنها مشاعر حماس.

يُدرك المؤدون المحترفون أن الشعور بقدر بسيط من التوتر قد ينطوي على فوائد كبيرة، ذلك لأن التوتر يحافظ على تركيزك ويحثك على قضاء وقتك في الاستعداد للأداء بدلاً من التسويف. بصفتي مغنية أوبرا سابقة تحولت إلى متحدثة ورائدة أعمال ومغنية/مؤلفة أغاني، أتقنت التقنيات الجسدية والعقلية التي تساعدني في التركيز على نفسي والاستعداد لأداء أفضل ما لدي أمام آلاف الأشخاص. وأقوم اليوم بتدريب العملاء على بعض الممارسات التي يمكنهم تنفيذها قبل إلقاء الخطابات والتي تتضمن التنفس بعمق وممارسة تمارين التخيل لتهدئة أعصابهم وتبنّي العقلية التي تضمن لهم تقديم عرض تقديمي بكل ثقة ومصداقية.

قدت وفريقي قبل بضع سنوات جلسة تدريب على مهارات التواصل القيادي لمؤسسة مالية كبيرة. وكانت إحدى مديرات البنوك على وجه الخصوص قلقة للغاية بشأن مهمة مخاطبة الجمهور. وعلى الرغم من حقيقة أنها كانت تتمتع بشخصية ودودة أتاحت لها التحدث بشكل جيد، أرعبتها فكرة مخاطبة الجمهور للغاية.

اقرأ أيضاً: أهمية الحلقات النقاشية

ولكن بدلاً من أن تُظهر توترها، كانت تقول في كل مرة تنهض لتقدم عرضها أمام مجموعتنا عبارة: “أنا متحمسة جداً!” وكان الجميع يضحك بعد ذلك لأننا نعرف أن ما كانت تعنيه حقاً هو “أنا خائفة!” وعلى الرغم من توترها، كانت عروضها جذابة للغاية. وأصبح نطق تلك العبارة عادة نمارسها ضمن مجموعتنا الصغيرة، وأصبح كل شخص يشعر بالتوتر قبل مخاطبة الجمهور يصرخ قائلاً: “أنا متحمس جداً!” لنتعاطف معه جميعنا.

يتحدث دانيال ماك غين، رئيس التحرير التنفيذي في هارفارد بزنس ريفيو في كتابه “التهيئة النفسية: كيف يمكن لعلم التحضير الذهني أن يساعدك في تحقيق النجاح؟” (Psyched Up: How the Science of Mental Preparation Can Help You Succeed) عن ممارسات ما قبل الأداء للرياضيين والمتحدثين والجراحين الذين يتعين عليهم أداء مهامهم في ظل مواقف تنطوي على مخاطر عالية. ويوجد اقتباس في الكتاب، بقلم أليسون وود بروكس، الأستاذ في “كلية هارفارد للأعمال” جعلني أشعر بالصدمة تماماً: “يدور الجدل حول أن مشاعر القلق والحماس متقاربة جداً في الواقع، في حين أن مشاعر القلق والهدوء متباعدة للغاية”.

ووفقاً لبروكس، فإن التركيز على مشاعر الحماس بدلاً من محاولة تهدئة الأعصاب يؤدي في الواقع إلى تعزيز الأداء. لذلك، عندما نطلب من الأفراد تهدئة أعصابهم قبل إلقاء خطاب عام مهم، فإننا نطلب منهم في الواقع مهمة صعبة للغاية، مهمة قد تُقوّض أداءهم عن غير قصد.

ممارسات ما قبل مخاطبة الجمهور للتركيز على مشاعر الحماس

وبناء على هذا المنطق، قمت بمراجعة ممارسات ما قبل مهمة مخاطبة الجمهور لحث الأفراد على التركيز على مشاعر الحماس:

1- توقف وتنفس بعمق؛ خصّص بضع دقائق لتهدئة أعصابك. تنفس من خلال أنفك وأطلق الزفير من فمك.

2- ذكر نفسك بمدى أهمية ما تعمل عليه؛ لماذا يعتبر هذا الكلام أو هذا الموضوع أو هذا الجمهور مهماً بالنسبة لك؟ أخبر نفسك بصوت عالٍ عن مدى حماسك لحصولك على تلك الفرصة والأثر الإيجابي الذي قد تحدثه في نفوس الآخرين.

3- حاول تصور كامل العرض التقديمي في عقلك، من البداية حتى النهاية؛ وتخيّل أنك تقدّمه على أكمل وجه.

4- استمع إلى أغنية تمنحك طاقة إيجابية وترسم الابتسامة على وجهك. يمكنك اختيار إحدى الأغاني التي كنت تستمع إليها في طفولتك أو أغنية جديدة تُحب سماعها.

وقد يساعدك أداء بعض الممارسات قبل كل خطاب أو عرض تقديمي في استغلال طاقتك العصبية وتوجيهها لصالحك بدلاً من أن تُصاب بالإحباط بسببها، وهو ما يمكّنك من السيطرة على مشاعرك وتقديم أداء قوي ومؤثر.

رويت مؤخراً قصة المرأة التي أعادت ضبط مشاعر التوتر والقلق التي كانت تنتابها للتركيز على مشاعر الحماس أمام طلاب الدراسات العليا في “كلية هارفارد كينيدي”. وبعد بضعة أسابيع، تقدّم أحد الطلاب لإلقاء خطاب أمام الصف بأكمله. وبينما كان يمشي إلى مقدمة القاعة ويمسك الميكروفون، صرخ قائلاً: “أنا متحمس جداً!”

وعلى الرغم من توتره، كان خطابه رائعاً بالفعل.

اقرأ أيضاً: التأجيل والتسويف

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .