أسئلة القراء: ماذا أفعل إذا ساورتني الشكوك حيال تغيير مساري المهني؟

5 دقائق
كيف تقوم بالتغيير إلى مسار مهني
shutterstock.com/inimalGraphic
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئ: أنا محامية أعمل في شركة محاماة كبيرة. وأعاني من مشكلة تتمحور حول كيف تقوم بالتغيير إلى مسار مهني جديد. الأمور تسير على نحو جيد نسبياً في الوقت الراهن. أتعلم الكثير وأشعر بتقدير من فريقي. ولكن لا يوجد مستقبل على المدى البعيد بالنسبة لي هنا. لا أمتلك شبكة علاقات تسمح لي بالحصول على قبول شراكة كاملة، إلى جانب أنّ الأوضاع الاقتصادية لمجموعتي لا تدعم ذلك. حصلت على عرض للعمل كموظفة داخلية، لأعمل كمحامية في شركة بدلاً من شركتي، والشركة أقرب بكثير إلى بيتي. ستشكل خطوة كبيرة بالنسبة لي على صعيد المسؤولية. وسيعود ذلك بفائدة كبيرة على جودة حياتي من خلال تقليص حوالي ثلاث ساعات من مدة التنقل، إضافة إلى ساعات العمل الإجمالية المخفضة. بالإضافة إلى أنّ الأجر ليس سيئاً للغاية. ولست مستعدة لمغادرة شركتي بعد. أعلم أنها ستعطيني المزيد من التدريب والخبرة الممتازة على المدى القصير، ولأن الأمور ليست فظيعة، فلا أشعر بالعجلة لأغادر هذه الشركة، وخصوصاً بسبب أجورهم المرتفعة. وعلى أي حال، لا تتوفر تقريباً وظائف قريبة من منزلي، ولهذا فسؤالي هو:

هل أقبل عرض الانضمام إلى شركة أخرى؟ أم أرفضه؟ أخشى أن أندم عليه إلى الأبد. ما نصيحتكم لي؟

يجيب عن هذا السؤال:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

كلاوديو فيرنانديز أراوز: كبير المستشارين في شركة إيجون زيندر (Egon Zehnder) للبحث عن المسؤولين التنفيذيين، وزميل تنفيذي في كلية هارفارد للأعمال، ومؤلف كتاب “ليس المهم كيف وماذا، بل المهم من” (It’s Not the How or the What but the Who).

أليسون بيرد: أعتقد أنني سأقول على الفور أنني أرى أنه يتعين عليها أخذ الوظيفة.

كلاوديو فيرنانديز أراوز: أعتقد أنه يتعين عليها أخذ الوظيفة، ولكنني أريد الحديث بتوسع أكثر عن هذا الأمر. أولاً، هي تقول أنها مترددة بسبب التدريب والتعليم الإضافي والمال. إذا كانت ستختصر ثلاث ساعات من مدة التنقل، إضافة إلى العمل ساعتين أقل تقريباً كل يوم، سيكون لديها خمس ساعات كل يوم لتعلم أياً كان ما تريده.

أليسون بيرد: وفي وظيفة بمسؤولية أكبر.

اقرأ أيضاً: 3 طرق يستخدمها المسؤولون التنفيذيون لإدارة تحدياتهم المهنية

كلاوديو فيرنانديز أراوز: عندما تكون بالغاً فإنّ 70% من تعليمك يتمركز حول علاقات عملك. و20% فقط هي نسبة تطوير العلاقة، و10% فقط هي نسبة التدريب الرسمي. لذا فالأمر ليس بشأن التدريب، إنما المال. ولكنها تقول إنّ الأجر ليس سيئاً. إذاً، يتعين عليها الانتقال فوراً. وعلاوة على ذلك، يوجد سببان إضافيان يجعلانني أرى أنه يتعين عليها الانتقال. هي تقول إنها لا توجد فرص هناك. لذا، في لحظة ما، معظم هذه الشركات يكون فيها ترقيات ومغادرة، ولكن السبب الثاني أنها لا تبدو شركة محاماة ممتازة. يوجد القليل من شركات المحاماة الممتازة. ذات مرة كتب ديفيد مايستر، الذي كان يعتبر بمثابة أحد أبرز المعلمين الذين يعملون مع شركات الخدمات المهنية، مقالة بعنوان “هل شركات المحاماة قابلة للإدارة؟” (Are law Firms Manageable?). وقال ببساطة إنه من أجل إدارة شركة خدمات مهنية، فإنك بحاجة إلى الثقة والتعاون ومحامين مدربون ليس فقط على الثقة بالأشخاص، وليس فقط على التعاون، وحتى في حال كانوا في خضم مرافعة لا يبحثون عن الحقيقة، إنما يسعون إلى الفوز في المرافعة. هم في أوضاع صعبة للغاية. ولكن شركات المحاماة الأفضل هي شركات محاماة يحيل فيها الموظفون العمل إلى بعضهم، ولا يعملون بشكل منعزل عن بعضهم البعض، ويتبادلون عمل الإحالات، وهي تقول أنّ هذا ليس ما عليه الوضع لأنّ العامل الاقتصادي ليس له دور هنا، ولأجل هذه الأسباب جميعاً يتعين عليها الانتقال إلى شركة أخرى بكل تأكيد.

دان ماغين: أعتقد أنه يتعين عليها المضي قدماً، وليس المغادرة، وأن تأخذ هذه الوظيفة.

دان ماغين: كشخص يتنقل لمسافة بعيدة، كان لذلك أثر أكبر إلى حد ما لديّ. والشيء الآخر الذي فكرته به، قبل أسبوعين قابلت محامياً أمضى ست أو سبع سنوات في إطار بيئة شركة كبيرة، ثم مضى وأصبح مستشاراً عاماً، وهو يقول أنّ كونه مستشاراً عاماً يمثل الوظيفة الأكثر روعة من بين التي حصل عليها، وهي تشعره برضا كبير جداً، ويتعلم الكثير والكثير منها. ومع مجموعة أكبر من المشاكل، أصبحت خبرته أكبر في المجال لأنه في الشركة بدلاً من كونه مجرد عميل عابر. وقد حصل على وظائف رائعة بالفعل، وتعلم منها الكثير، ولكن حاله الآن تقول إنه في أفضل وظيفة مرت عليه، وهي أفضل وظيفة كانت ستنتظره في المستقبل.

كلاوديو فيرنانديز أراوز: حسب خبرتي الخاصة. في عدد من المرات في وظيفتي قمت بتعيين أشخاص كانوا يعملون في شركات محاماة ليصبحوا رئيس الدائرة القانونية في بعض الشركات، وإذا كان ذلك هو الشخص المناسب للوظيفة، فهي وظيفة مذهلة. لأنّ المستشار القانوني هو من يمسك بزمام الأمور. تتقدم كثيراً. عليك أن تقنع الموظفين. وبعض هؤلاء الموظفين، سمعت ذات مرة أنّ شخصاً يعمل في شركة تيليفونيكا (Telefonica) في الأرجنتين، ومضى في مسيرته المهنية حتى أصبح مسؤولاً قانونياً يعمل من إسبانيا ليدير الأعمال القانونية للشركة في نصف العالم. يمكنك التقدم كثيراً. تعلمت الكثير في هذه المناصب. أتفق معك تماماً. يمكن أن تكون هذه وظيفة رائعة.

اقرأ أيضاً:  طرق تمكّن الآباء والأمهات العاملين من الاهتمام بمساراتهم المهنية وأسرهم وذواتهم

أليسون بيرد: اسمحوا لي أن أنضم إليكم هنا. نشرنا مقالة لـ “بين هاينيمان” الذي شغل في السابق منصب المستشار العام في شركة جنرال إلكتريك، ثم زميل في هارفارد، وكان يقول إنّ وظيفة المستشار العام تصبح بشكل متزايد أقوى من أي وظيفة لكبار الشركاء في شركة محاماة. إنه المستشار الذي يستعين به الرئيس التنفيذي ومجلس الإدارة، ويوجد هذا التغيير الكبير المتمثل في الاعتماد على إدارات قانونية داخلية بدلاً من شركات خارجية.

كلاوديو فيرنانديز أراوز: ثم على الأرجح أنها توشك على الانضمام إلى شركة تعتبر أحد العملاء الذين تعمل شركتهم لصالحهم، ويوجد لها علاقات هناك، لذا سيكون اندماجها في العمل آمناً للغاية في هذه الحالة.

دان ماغين: الشخص الذي قابلته وأجرى هذا الانتقال أكمل حديثه قائلاً إنّ السبب الحقيقي لبقاء الموظفين في شركات المحاماة الكبيرة هذه هو بسبب المال.

كلاوديو فيرنانديز أراوز: وأيضاً بسبب التوقعات ليصبحوا شركاء، ولأننا متفائلين فنحن نفرط في توقع فرصنا، أليس كذلك؟

أليسون بيرد: ولكنها تعلم أنها لن تكون كذلك.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتصرف إذا توليت مهاماً لا أرى أن مستقبلي المهني قائم عليها؟

كلاوديو فيرنانديز أراوز: يمكنها الانتقال إلى شركة أخرى.

دان ماغين: يبدو ذلك سهلاً جداً.

كلاوديو فيرنانديز أراوز: وبالإضافة إلى ذلك، يتعين عليها التفكير في المستقبل. إذاً، مع مرور الوقت، إذا أرادت، يمكنها إقامة شركة محاماة صغيرة لها، وأن تكون محامية مستقلة مرة أخرى في المستقبل. ولكن فرص التوظيف في عالم الشركات، حتى لأسباب متعلقة بالعمر، متوفرة بحيث توجد الآن الكثير من الفرص.

اقرأ أيضاً: أسئلة القراء: كيف أتصرف إذا كانت مؤهلاتي العلمية لا تجدي نفعاً مع مسيرتي المهنية؟

أليسون بيرد: الكلمة الواحدة التي نوصي بها من أجل حل مشكلة كيف تقوم بالتغيير إلى مسار مهني جديد هي انتقلي، اذهبي، تحركي! هذه كانت ثلاث كلمات. ولكنها تعي أنها لا تمتلك مستقبلاً في هذه الشركة، وجودة حياتها أهم بكثير بالنسبة لها من المال، ونعتقد أنّ أي تعليم قد تفوته هناك ستعوضه بأكثر من ذلك في الشركة الجديدة، أو من خلال اغتنام فرص لتطوير نفسها في الفترات الزمنية التي توفرها من مدة التنقل. وأخيراً، نعتقد أنّ وظيفة المستشار العام هي فرصة رائعة. والأشخاص الذين يشغلون هذه المناصب يحبونها، ويصبحون أكثر قوة، فهي تهيئهم للمستقبل.

اقرأ أيضاً في المفاهيم الإدارية: تعريف المستشار القانوني

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .