ما هي الضغوط الخفية التي تدفع النساء إلى ترك العمل بمجال الهندسة؟

8 دقائق
أسباب ترك النساء للعمل في مجال الهندسة
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ما يزال الاحتفاظ بالمرأة في قطاع الهندسة مشكلة مستمرة. إذ تفوق نسب مغادرة النساء للعمل في هذا المجال نسب مغادرة الرجال، حتى بعد تغلبهن على العقبات التي يواجهنها عند دخول المهنة، وغالباً ما يعود ذلك إلى الضغوط التي تعانيها المرأة في عملها ضمن مجال خاضع لهيمنة الذكور فما هي أسباب ترك النساء للعمل في مجال الهندسة؟

يمكن أن يكون بعض هذه الضغوط واضحاً جلياً، مثل حالات تعرض المرأة للتمييز أو التحرش الجنسي. ولكن بحثنا يُظهر وجود ضغوط خفية غير ملحوظة، مثل شعور المرأة أنّ مساهمتها أقلّ قيمة من مساهمة نظيرها الرجل، بسبب تصنيف المهمات والأدوار المحددة لكلّ من الجنسين بحسب الجنس. وتصبح هذه الضغوط الخفية مرهقة تستنزف المرأة عند التعرض لها بصورة يومية.

ولبناء فهم أعمق لهذه التجارب وكيفية تعامل النساء معها، أجرينا مقابلات واستبيانات مع ما يزيد على 330 من العاملين والعاملات في مجال الهندسة في الولايات المتحدة (43% منهم نساء و57% رجال) بين عامي 2013 و2017. وتحدثنا إلى أكثر من 20 مهندسة في اجتماعات مهنية في الولايات المتحدة وكندا، كانت أعمارهن تتراوح ما بين 22 و50 عاماً،  مع اختلاف وتنوع في المجالات الفرعية لأعمالهنّ في الهندسة.

اقرأ أيضاً: ما الذي يمكن للمدراء فعله من أجل إبقاء النساء في قطاع الهندسة؟

توفر بياناتنا رؤية معمقة حول هوية المهندسات المهنية وتجاربهن وخبراتهن في العمل مع طبيعة مقارباتهن للعمل وأساليبهن فيه، وقراراتهنّ بشأن المسار الوظيفي وضغوط العمل المجهدة، وتأثير ذلك كله على توجهاتهن نحو ترك العمل في المجال الهندسي. وتشير النتائج التي توصلنا إليها – بجانب بحثنا الآخر حول الهوية والقدرة على التحمل- إلى أن المهندسات يعانين من ضغوط خفية وأخرى واضحة نتيجة عدم تقدير مهاراتهن وعملهن ضمن المهنة، حيث تزيد هذه الضغوط مشاعر المرأة بعدم الانتماء إلى المجال وتدفعها إلى التفكير بمغادرته. كما تمكنا من تحديد استراتيجيات هامة لزيادة قدرة التحمل لدى للمرأة ومساعدتها في التغلب على تلك الضغوطات.

الضغوط الناشئة عن المهمات والمسارات المهنية المصنفة بحسب الجنس

يتعلم المهندسون في مراحل تدريبهم الأولى أنّ هناك مجموعتين من المهارات المطلوبة في مجال الهندسة، وهما: المهارات الهندسية “الصعبة” (كالقدرة التقنية وحلّ المشكلات) والمهارات الشخصية “المهنية” الأكثر ليونة (كالتواصل وبناء العلاقات والعمل بروح الفريق). كما يتعلمون أيضاً أنّ هذه المهارات مصنفة بحسب النوع، حيث تعتبر المجموعة الأولى أكثر ذكورية وأكثر تقديراً وأعلى مكانة، فيما تعتبر المجموعة الثانية أكثر أنثوية وأدنى منزلة.

يبين بحثنا أن الكثير من المهندسات شعرن بأنهن منجذبات إلى مهمات لم تكن تقنية تماماً. وبالفعل، وصفت عدة مهندسات شعورهن بالمتعة وإتقانهنّ للمهمات التي تتضمن التعامل مع الناس والتواصل والمهارات التنظيمية، بالإضافة إلى المهارات التقنية. وكما قالت إحدى المهندسات: “كنت أعلم أنني لا أريد أن أجلس خلف جهاز الكمبيوتر طوال اليوم لتطبيق النماذج وإجراء الحسابات. فهذا العمل لا يناسب شخصيتي، رغم أنني أمتلك تلك المعرفة بالهندسة. فأنا أجيد التعامل مع الناس، وغالباً ما جذبني ذلك للعمل مع الآخرين بدلاً من أن أكون مساهمة منفردة يقتصر دوري على إنجاز العمل، وتسليمه لأحدهم، ثمّ أجلس وحيدة طوال الوقت كلّ يوم”.

وفي حين انجذبت بعض النساء نحو هذه المهمات بناء على اهتماماتهن، شجع المرشدون المهندسات النساء على الاضطلاع بمهام  وأدوار تتفق مع “الجانب المهني” للهندسة. وصف أحد المهندسين كيف شهد ذلك يحدث لزميلته، يقول: “كانت الإدارة توكل إليها أموراً غير تقنية، كترتيب الأشياء أو تجميعها معاً، وتمثيل الفريق في الاجتماعات. وكانت تجيد ذلك كلّه، وبما أنني شهدت كل شيء بنفسي، عليّ أن أقول أنها تضيف مجموعة مهارات تواصل قوية إلى الفريق. ونتيجة لذلك، ترغب الإدارة بتسليمها منصباً بدوام كامل لأنها تجيد هذه الأعمال”.

ولكن، وكما أشارت إحدى المهندسات، يميل آخرون إلى اعتبار هذه المجموعة من المهارات أقل اتساقاً مع جوهر عمل “المهندس الحقيقي”. ولأنّ هناك نزعة لتعريف المهندس “الحقيقي” من خلال المهارات التقنية والقيم المرتبطة بكونه أخصائياً تقنياً، شعرت مهندسات كثيرات بأن مهاراتهن المميزة لم تكن موضع تقدير أو اعتراف. فعلى سبيل المثال، أخبرتنا إحدى المهندسات: “يبدو أن هذه الأمور، هذه المجموعة من المهارات والميزات التي عملت على صقلها زمناً طويلاً، وهي مهارات يمكن لبعضهم وصفها بأنها مهارات شخصية، ليست في الحقيقة من تلك الأمور التي تحظى بالمكافأة كل يوم، أو التي يتم الاعتراف بها وتقديرها”.

تؤكد مقابلاتنا مع المهندسين الرجال هذه القناعات. إذ قالوا أنّ زميلاتهم المهندسات غالباً ما يملن إلى المهمات “الأقل قيمة” في العمل. وأشاروا تحديداً إلى أنّ زميلاتهم يملن إلى التفوق في الجوانب الاجتماعية من العمل (كإدارة العلاقات وتعدد المهام)، ولكن هذه الجوانب ما هي إلا “أمور هامشية” بالنسبة للعمل التقني الحقيقي.

يُظهر البحث أيضاً أنّ النساء يرجح أن يبتعدن – أكثر من غيرهنّ- عن المسارات المهنية الأكثر تقنية، ويتجهن إلى الأدوار والمسؤوليات  التي ترتبط بالإشراف الفني أو الإدارة كلما تقدمن في مسارهنّ الوظيفي. ووجدنا أنه في حين تابعت بعض المهندسات هذه الأدوار في الإشراف الفني أو الإدارة التقنية بناء على تفضيلاتهنّ، فإنّ بعضهنّ الآخر تمّ توجيههنّ لاستلام هذا النوع من الوظائف والأدوار. كما تبين دلائل أخرى إمكانية حدوث ذلك كنتيجة لمبادرات التنوع والصور النمطية حول كون النساء أكثر مهارة من الرجال في التواصل والتنسيق.

أخبرتنا إحدى المهندسات عن تشجيع مديرها لها لتولي منصب إداري لأنها كانت تعتبر “منطلقة اجتماعياً” و”تتمتع بمهارات جيدة في التعامل مع الناس”. وقد كرر أحد المهندسين الذين قابلناهم فكرة أن النساء مناسبات جداً للأدوار الإدارية، حيث قال: “تجيد النساء العمل في الأدوار الإدارية أكثر، وتبدي الكثير منهن سمات المدير  الجيد، من خلال اهتمامهن بالموظفين وكيفية التواصل معهم، وكيفية تطوير المنتجات. إن كان لديك عشرة مهندسين من شركتنا في غرفة واحدة، سيكونون جميعهم أذكياء، ولكنّ الشخص الّذي يجيد التواصل مع الآخرين وقيادتهم هو تلك المرأة التي تمّ تكريسها لهذا العمل على نحو نمطي مسبق”.

تكمن المشكلة في اعتبار الأدوار الإدارية في مجال الهندسة أقلّ قيمة. وغالباً ما يكون لدى شركات الهندسة تسلسل وظيفي وجاهي، فكلما اقترب المسار المهني أكثر من كونه تقنيّاً ارتفعت مكانته وازدادت قيمته، وكلما كان المسار المهني أبعد عن التقنية قلّت أهميته ولم يعد مرغوباً، بما في ذلك إدارة المشاريع أو المنتجات. وفي الحقيقة، فإنّ معظم من أجرينا معهم المقابلات، وأغلبهم من الرجال، وصفوا الأدوار الإدارية على أنها غير مرغوبة، حيث قالوا: “لا أحب أن أسمى مديراً” أو: “ربما يحصل الإداريون على مكافآت ويجنون مكاسب من هذه الأعمال، ولكنني لا أعرف كيفية القيام بها”.

عندما تشغل النساء – بصورة غير متناسبة – الأدوار غير المرغوبة أو التي تعتبر أقل قيمة، سيؤدي ذلك إلى تعزيز الصور النمطية التي تقول أنّ المهندسة تتمتع بمهارات تقنية أدنى، وسيجعلها تشعر باحترام أقلّ تجاهها، وسيولد ذلك لديها وهماً بأنها ليست “مهندسة حقيقية”. وتبين عقود من الأبحاث النفسية أن شعورك بتدني قيمتك وقيمة عملك في مؤسستك يولد ضغطاً نفسياً مزمناً ومستمراً. ويمكن أن يشكل هذا الضغط تحدياً لقدرة المهندسة على التعامل مع الضغوط الأخرى، كأعباء العمل الكبيرة والتحيز الدائم ضدها في مكان العمل، ما يؤدي بها إلى الاكتواء من هذه التجربة والتفكير بالانسحاب.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل المرأة مع مشكلة عدم بروز دورها في مجال الهندسة؟

ولكن، على الرغم من أنّ بعض المهندسات اللواتي قابلناهنّ تحدثن عن نيتهنّ في مغادرة المهنة، ثابرت الكثيرات صمدن في وجه هذه العوائق وحققن مسيرات مهنية مُرضية. وقد تعرفنا على الطرق التي مكّنتهنّ من التعامل بكفاءة مع هذا الضغط، إذ عملت كلّ واحدة منهنّ على “هويتها المهنية” من أجل تقليص الفجوة بين جنسها  وتلك الهوية، وبذلك يمكن لخبراتهنّ وتجاربهن مساعدة نساء أخريات على تحقيق مسيرات مهنية حقيقية مرضية.

بناء قدرة التحمل من خلال العمل على الهوية المهنية

سلِ نفسكِ: ما الذي أريده؟

فنظراً لتحيز مجال الهندسة لتثمين المهارات والاختصاصات التقنية ووضعها في مقدمة كل شيء آخر، من السهل أن تشعري بضغط يدفعك لتفضيل التوقعات الخارجية على صوتك وقيمك أنتِ، ما يولد لديك إحساساً زائفاً وغير حقيقي. وقد وصفت عدة نساء ممن تحدثنا إليهنّ شعورهنّ بأنهنّ “مختلفات عن المهندسين الآخرين” أو حاجتهنّ ليكنّ “شخصاً مختلفاً في العمل”. حاولي تفضيل صوتك الداخلي المعارض بدلاً من الصراع من أجل إعادة برمجة دوافعك الذاتية لتصبح متوافقة مع نظرة الأغلبية.

وإحدى الطرق لمساعدتك على الإحساس بالصدق مع نفسك هي التفكير بقيمك الشخصية والمهنية. يجب أن تطرح المهندسات على أنفسهنّ الأسئلة التالية: ما المهمّ بالنسبة لي وما هو غير المهمّ؟ ما هي الخبرات التي تجذبني أكثر من غيرها وكيف يمكنني الحصول عليها؟ ما هو الدعم الذي أحتاجه وممن؟ ما هي نقاط قوتي ونقاط ضعفي وما الذي يجب عليّ تغييره؟

يساعدك التعمق في طموحاتك ومهاراتك ومصادر طاقتك على إسكات الضجيج الخارجي الذي يحطّ من إحساسك بأنّ عملك لا يتمّ تقديره ، ويولد إحساساً بالصدق مع النفس. وهذا بدوره يساعدك على بناء الثقة بخياراتك المهنية، ويخفض الضغط الناتج عن انحرافك عن العرف السائد. كما يساعدك أيضاً على إدراك متى ابتعدت بصمت عن مسارك، من خلال عملك في مهمات وأدوار دُفعتِ نحوها بدلاً من المهمات والأدوار التي تستمتعين بها، وهذا يساعدك على العودة إلى التركيز   على ما يهمك أنت أكثر.

كما يجب على المهندسة أن تكون واعية للقرارات التي يجب اتخاذها فيما يخص مهمات وأدوار ومسارات مهنية معينة. فعندما تُقدم لها “فرصة” مسار مهني أو مهمة ما، من الضروري لها أن تطور عادة طرح الأسئلة التالية على نفسها: “هل أقبل بهذا الدور لأنني أحبه ويناسب أهدافي المهنية؟” أو “هل أقبل بتولي المهمة لأن شخصاً آخر يعتقد أنها تناسب مهاراتي؟” أخبرتنا مهندسة شجعها مديرها على استلام منصب إداري: “قضيت مؤخراً عاماً واحداً في المسار الإداري، وكان ذلك نتيجة لضغط إدارتي ومجموعة مدراء المشاريع عليّ لأنهم شعروا أنني أملك المهارات المناسبة  لهذا المسار، فأنا واضحة ودقيقة وأجيد التعامل مع الموظفين، ولدي مهارات عرض ممتازة، وكل ذلك كان يؤهلني حقاً للنجاح في الإدارة. ولكنني كرهت العمل هناك، وعدت إلى المسار التقني وخيبت أمل معظم الشخصيات التي أعتبرها قدوة لي. والآن  أشعر بالرضا والامتنان لأنني أعرف أنه من الأفضل لي ألا أفعل ذلك ثانية”. لا يعني هذا أن ترفضي الأدوار المعروضة عليك دون التعرف عليها، بل عليك التعمق في ذاتك لمعرفة المهمات والأدوار التي تناسبك.

اقرأ أيضاً: أسباب ترك الموظفين للعمل

وهناك مهندسة أخرى تحدثنا إليها، أخبرتنا أنها عثرت على مكانها في مجال الهندسة من خلال التفكير باهتماماتها الإدارية، وقالت: “أعتقد أن الأمر متعلق باكتشاف ما خلقتِ لأجله، وأنا أعرف الآن ما أفعله تماماً، وأنا أتقنه حقاً…اكتشفي ما خلقتِ لفعله، وما تملكين الشغف له”.

تقبلي طبيعتك المعقدة

تحتاج المهندسة أن تتعلم كيف تتقبل الطبيعة المعقدة لهويتها، أي حقيقة أنها تحمل القيم الأنثوية والعلمية معاً، بدلاً من محاولة إجبار نفسها على البقاء ضمن قوالب وأنماط شكّلها المجتمع بناء على الجنس أو مهمات مهنة الهندسة. ستسمح لك هذه الطبيعة المعقدة بتقبل التميز الذي تضفينه على المهنة، وبذلك ستتقلص مشاعر التنافر والتوتر.

ركزي على نقاط الالتقاء وأوجه التآزر في هوياتك المتعددة (جنسك ومهنتك ودورك) بدلاً من نقاط تنافرها. ما هي الفوائد من وجودك كامرأة في مجال الهندسة أو في مجال الإدارة الهندسية؟ ما هي الفوائد التي ستعود بها مهندسة تتمتع بالكفاءات التقنية والتنظيمية ومهارات التواصل على الشركة؟ كيف يمكنك وصف هذه الفوائد؟ وبالفعل، فإنّ الميزات التي تقدمها المرأة لمجال الهندسة يتوقع أن تكون حيوية وحاسمة لمستقبله، كالتواصل الفعال ومهارات الإدارة والقدرة على تنظيم عمل الفرق.

اقرأ أيضاً: طرق تفريغ الضغط النفسي في العمل

إن تقبلك لطبيعتك المعقدة ومساعدة الآخرين على فهم فوائدها سيساعدك على التعبير عن “ميزتك” الفريدة والهامة ضمن القوة العاملة في الهندسة، بوصفك إنسانة تتمتع بمجموعة واسعة من المهارات والاهتمامات والملكات. وعندما تكونين في دور يحتضن التركيبة الفريدة لمهاراتك وقدراتك، سيزداد شعورك بالرضا وسيتضاءل الضغط. وكما شرحت لنا إحدى المهندسات قائلة: “إذا استطعتم فهم أن اهتماماتي ليست تقليدية ولا تأتي وفق كتيب التعليمات، ستدركون عندئذ أنني قادرة على القيام بدور كهذا بلا شك. فالدور الذي اخترته هو مسار مهني غير تقليدي في الهندسة وهو ممتع. بالإضافة إلى أنه تقني جداً، ولكنه خارج عن القوالب المألوفة ومبتكر. إنّه عبارة عن مزيج مركب، وهذا التوازن بين امتلاك الخبرات التقنية وفهم العمل يضعني في موقع فريد في مجال الهندسة والمجتمع التقني، وأنا بذلك امرأة سعيدة”.

يبين بحثنا أن المرأة المهندسة تمر بضغط خفي ناشئ عن تصنيف المهمات والأدوار في الهندسة بحسب الجنس وهو واحد من أسباب ترك النساء للعمل في مجال الهندسة، وعن طريقة فهم المرأة لأساليب تقييم عملها ودورها ضمن مهنة الهندسة تبعاً لهذا التصنيف. وعندما تفكر المهندسة أكثر فيما تريده هي من العمل وتتقبل الطبيعة المعقدة لهويتها، ستصبح أكثر مقاومة في مواجهة الضغوط، وستبني مساراً مهنياً غنياً وطويلاً.

اقرأ أيضاً:

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .