3 استراتيجيات ستساعدك على تحقيق أهدافك المؤجلة

4 دقائق
تحقيق الأهداف المؤجلة

ملخص: جميعنا مشغولون، وعندما يبدو أحد أهدافنا مرهِقاً، أو المسار إلى تحقيقه غير واضح، غالباً ما يكون من الأسهل عدم فعل أي شيء حياله وتأجيله إلى يوم آخر. تقدم المؤلفة 3 استراتيجيات للمساعدة في تحقيق الأهداف المؤجلة حتى عندما يبدو المسار إلى تحقيقها محبِطاً أو ينطوي على صعوبات: 1) استعن بمدرب. 2) حدد موعداً نهائياً. 3) استمر في التعلم.

 

لنا جميعاً أهداف مهنية نرغب في تحقيقها، سواء كانت تتعلق بإتقان مهارة تقنية جديدة أو التحسن في تفويض المهام أو تخصيص وقت في جدول مواعيدنا للتعارف وبناء العلاقات. ومع ذلك، نجد أنفسنا في كثير من الأحيان نؤجل تحقيق هذه الطموحات مرة بعد أخرى.

ننشغل أحياناً برسائل البريد الإلكتروني والاجتماعات التي نقضي فيها معظم وقتنا، ما يجعل التفكير في الأهداف الطويلة الأجل صعباً. وأحياناً يتعلق الأمر بالتسويف بسبب عدم الثقة بالنفس (“هل سأبدو غبياً إذا اتضح أنني لا أجيد البرمجة؟”)، وأحياناً نصاب بالجمود أو العجز لأننا مرورنا بحالة من القلق أو عدم التيقن بشأن مكان أو كيفية البدء (“أعتقد أنه ينبغي لي الالتحاق بدورة تدريبية، ولكن أي منها؟ وكيف أعرف أنها ستفيدني؟”).

أمضيت السنوات العديدة الماضية في البحث عن إجابة لسؤال “كيف يمكننا دفع أنفسنا إلى تحقيق الأهداف المهمة والطويلة الأجل التي نزعم أننا نتمسك بها، على الرغم من الحوافز القصيرة الأجل التي تدفعنا في كثير من الأحيان إلى الاتجاه المعاكس؟”. في كتابي الجديد “اللعبة الطويلة: كيف تصبح مفكراً خالداً في عالم فانٍ” (The Long Game: How to Be a Long-Term Thinker in a Short-Term World)، وضعت استراتيجيات يمكننا اعتمادها للمساعدة في تحقيق أهدافنا، حتى عندما يبدو المسار إلى تحقيقها محبِطاً أو ينطوي على صعوبات. فيما يلي 3 إجراءات لمساعدتك في التخلص من العوائق والبدء في تحقيق أهدافك.

استعن بمدرب

يكاد يكون من المؤكد أنك إذا أردت تحسين أدائك الرياضي في لعبة التنس مثلاً، فعليك تعيين مدرب على لعبة التنس. وفي العقود الأخيرة، تحول تعيين مدرب تنفيذي من وصمة عار إلى رمز للمكانة ذات المستوى الرفيع في كثير من الأحيان، فهو يشير إلى أن شركتك تقدرك بما يكفي لدرجة الاستثمار في أدائك.

ولكن من النادر أن نصادف مدربين في مجالات أخرى، أو حتى نفكر في الاستعانة بهم، وهذا خطأ.

لدى بعضنا زملاء يشجعوننا ويدعموننا ويقدمون لنا توجيهات خلال عملنا على تحقيق أهدافنا. ولكن لا نمتلك جميعنا مثل هؤلاء الزملاء، وحتى إذا كان لديك مشجعون رائعون يقفون إلى جانبك، فقد لا تكون لديهم الخبرة اللازمة لإرشادك من أجل تحقيق النتائج التي تسعى إليها. لذا، فإن تعيين مدرب لمساعدتك على تنظيم عملية تعلُّمك وإعطائك دفعة إلى الأمام ومحاسبتك، يمكن أن يكون له قيمة كبيرة في تحقيق أهدافك.

هذا ما فعله زاك بريكر، الرئيس التنفيذي لشركة استشارية في مجالي التسويق والابتكار. خلال جائحة “كوفيد-19″، قرر زاك أنه بحاجة إلى تخصيص المزيد من الوقت لقراءة الأعمال الأدبية. يقول زاك: “في أثناء فترة فرض الحجر الصحي، هناك أشياء أثرت عليّ سلباً للغاية: دوامة الروتين اليومي والشعور بالقلق والعمل من المنزل والضغوط الشديدة والتغييرات المستمرة وقلة رؤية الناس. كنت أعرف أنني بحاجة إلى فعل ما أحب، وكنت أتنازل كثيراً للتركيز على الأمور العاجلة بدلاً من الأمور المهمة”.

لذلك عيّن مدرباً في مجال الأعمال الأدبية، وكان طالب دكتوراة في الأدب بجامعة مكسيكية ويتحدث الإنجليزية. وكل ليلة جمعة كانا يجتمعان لمدة ساعة لمناقشة قصة قصيرة اتفقا على قراءتها في ذلك الأسبوع. يقول زاك عن مدربه: “يحمسني وينمي حب الاستطلاع لديّ”، وهي طريقة للتأكد من أن زاك يعطي الأولوية للأهداف الأكثر أهمية.

إذا لم يكن من الممكن تعيين مدرب بسبب الوضع المالي أو المتطلبات اللوجستية، فهناك خيارات منخفضة التكلفة أو حتى مجانية متاحة في كل مجال تقريباً؛ من الدورات التدريبية المتاحة عبر الإنترنت إلى مقاطع الفيديو التعليمية المتاحة على موقع “يوتيوب”. في الأيام الأولى للجائحة قبل أن تصبح الكمامات متوفرة على نطاق واسع، علمت والدتي نفسها خياطة الكمامات من خلال مشاهدة مقاطع فيديو باللغتين اليابانية والصينية على الإنترنت.

حدد موعداً نهائياً

بالنسبة إلى الخبيرة الاستشارية والمتحدثة بيترا كولبر، بدأ الأمر كأمنية مؤجلة؛ فقد أعلنت رغبتها في تعلم كيفية تنسيق الأغاني، رداً على سؤال أحد المحاورين في حفل إطلاق كتابها. ولكن عندما اتصل بها بعد ذلك أحد الزملاء، الذي أدار واحدة من أكبر فعاليات اللياقة البدنية في أميركا الشمالية، تحول حلمها إلى حقيقة بسرعة كبيرة. فقد قال لها: “بعد عام من الآن، ستكونين منسقة الأغاني في حفلتنا التي ستضم شخصيات مهمة”.

بدا أن الأمر ليس حقيقياً تماماً في ذلك الوقت. ولكن مع مرور ذلك العام، بدأت بيترا تدرك مدى ضخامة ما التزمت به فعلياً: إدارة الحفلة اللاحقة لفعالية رفيعة المستوى تضم 600 شخص. تقول بيترا: “كانت المخاطر كبيرة، وكان احتمال تعرضي لإهانة علنية حقيقياً”. ولكنها تدربت بعزم وكانت الفعالية ناجحة.

يحتاج معظمنا، مثل بيترا، إلى موعد نهائي لاتخاذ إجراء. في بعض الأحيان، يحدده لنا أحد الأصدقاء أو العملاء، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فيمكن أن نضعه لأنفسنا كمهمة إجبارية. على سبيل المثال، التسجيل في فصل دراسي يعني أننا سنحتاج إلى المذاكرة في بعض الليالي. والالتزام بتقديم عرض علني يعني أننا يجب أن نكون مستعدين لتقديمه.

استمر في التعلم

إذا كان هدفك مرتبطاً بظرف معين، مثل تقديم عرض في مؤتمر رفيع المستوى أو إدارة ماراثون أو تعلم المندرينية بدرجة تتيح لك تقديم التحية لعميل من بكين، فمن السهل أن تتوقف عن العمل على تحقيقه بمجرد انتهاء الفعالية الكبيرة. ولكن بعد أن بذلت كل هذا الجهد، من المهم توطيد ما تعلمته والاستمرار في النمو.

بعد نجاح بيترا كمنسقة أغانٍ، زارت مطعماً في فندق على الجانب الآخر من شقتها في مدينة نيويورك ورأت فرصة سانحة. سألت النادل: “هل ترغبون في تعيين منسق أغانٍ؟”. أخبرها أن الفندق قد أطلق للتو سلسلة فعاليات جديدة وطلب منها أن تنسق الأغاني في الأسبوع التالي. تقول بيترا: “لم أكن أجني الكثير من المال، لكن الأمر كان من باب المسؤولية تجاه أحلامي”. المشاركة في حفلات مستمرة أتاحت لها التدرب والتعلم في بيئة منخفضة المخاطر، وهو ما كان عاملاً أساسياً لنموها المستمر.

إذا أردنا الحفاظ على عاداتنا ومهاراتنا الجديدة، فنحن بحاجة إلى إيجاد طرق لإفساح مجال لها في جدول مواعيدنا بصفة مستمرة، على سبيل المثال، الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مع صديق لتصبح عادة اجتماعية ووسيلة لممارسة الرياضة في الوقت ذاته، أو تنزيل عشرات الكتب الصوتية حول الموضوع الذي نريد التعرف عليه والاستماع إليها بشكل منهجي في أثناء الطهي أو التنقلات.

جميعنا مشغولون، وعندما يبدو أحد أهدافنا مرهِقاً، أو المسار إلى تحقيقه غير واضح، غالباً ما يكون من الأسهل عدم فعل أي شيء حياله وتأجيله إلى يوم آخر. ولكن إذا كنا نريد حقاً التفكير في الأهداف الطويلة الأجل وتحقيق الأهداف المؤجلة فقد حان الوقت للتخلص من العوائق والمضي قدماً.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .