أسئلة القراء: ماذا أفعل إذا تأجل بدء عملي الجديد بسبب كوفيد-19؟

6 دقائق
shutterstock.com/Drawlab19
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئة: في بداية شهر مارس/آذار، تلقيت عرضاً للعمل كأخصائية أبحاث في الجامعة، وتم تأكيد أني سأبدأ العمل عند نهاية الشهر، فاستقلت من وظيفتي على هذا الأساس. وفي تلك الأثناء بسبب الاضطرابات التي تسبب بها انتشار جائحة “كوفيد-19″، أُعلمت بأن إعدادي للعمل وتدريبي عليه سيكون عبر الإنترنت، ولم يكن هناك أي مشكلة في ذلك، فأنا أحب العمل عن بعد ولا أعاني من صعوبة فيه أبداً. ولكن طُلب مني تأجيل موعد البدء بالعمل إلى منتصف أبريل/نيسان، ووافقت على ذلك إذ بدا لي طلباً محقاً في خضم الأزمة. أنهيت عدة ساعات من التدريب والإعداد للعمل عبر الإنترنت، ثم بدأت المشكلة الحقيقية. فقد أصبحنا الآن في أواخر مايو/أيار، ولم أتقاض أجري على العمل الذي أنجزته بالفعل، ولم يحدد لي موعداً جديداً للبدء بالعمل بعد. وتوقفت مديرتي الجديدة عن التواصل معي، وأي رسالة إلكترونية أرسلها أتلقى رداً موحداً موجزاً عليها يقول “سأعاود الاتصال بك قريباً”. وفي هذه الأثناء، أعلم أن القسم يعمل عن بعد، وكان آخر تحديث على موقعه الإلكتروني يشيد بأهمية خيارات العمل عبر الإنترنت ومرونتها في هذه الأوقات العصيبة. وفي رسالتي الإلكترونية الأخيرة، طلبت من مديرتي تحديد موعد تقريبي للبدء بعملي، فطلبت مني موعداً لمناقشة هذا الأمر عبر اتصال هاتفي، وحددت لها الموعد ولكنها لم تتصل. أنا مصدومة جداً من هذا السلوك البارد. راتب هذه الوظيفة جيد، وسيصعب عليّ البحث عن وظيفة أخرى من جديد، ولكن إذا انتظرت بصبر وانتهى الأمر على خير، لا أعتقد أني سأتمكن من العمل مع هذه المديرة، فقد تضررت علاقتي معها. وسؤالي هو:

هل أستقيل من هذه الوظيفة أم أنتظر؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

موشه كوهين: أحد كبار المحاضرين في كلية “كويستروم” (Questrom) للأعمال بجامعة بوسطن. وهو مؤلف الكتاب الذي سيصدر قريباً “الغثيان: كيف تفاوض عندما يصيبك التفاوض بالتوتر؟” (Collywobbles: How to Negotiate When Negotiating Makes You Nervous.)

موشي كوهين: أولاً، يجب ألا تستعجلي الأمور، من الطبيعي قولك إن مديرتك شخص لا يمكنك العمل معه، لأنها تسببت بنشوء توتر في علاقتكما. لكنك تملكين أسباباً وجيهة للعمل في وظيفتك الجديدة، وثمة احتمال كبير ألا تكون هذه الأسباب الجوهرية قد تلاشت. لذا لا أنصح بالتعجل والاستقالة من هذه الوظيفة.

دان ماغين: ما الذي يجب عليها فعله بشأن المديرة التي لا تجيبها؟ فهي تشكل طرفاً يرفض الحضور إلى طاولة التفاوض.

موشي كوهين: قد يكون هذا من أصعب الأمور التي يجب التعامل معها في التفاوض. إذ يبدو أن تلك المديرة تفضل الآن ألا تزعجها صاحبة الرسالة، وأعتقد أنّ على صاحبة الرسالة الاستمرار بمراسلة مديرتها ومتابعة الأمر.

أليسون بيرد: أعرف أن هذا التصرف مزعج جداً في الظروف العادية. وأعتقد أنه يجب أن نأخذ في حسباننا أننا نعيش أزمة لم يشهدها أحد منا من قبل، وأن نلتمس لهذه المديرة عذراً. ربما كانت تواجه مشكلة ما، أو ربما تعمل جاهدة لتحقيق نتائجها المستهدفة، أو تحاول إنقاذ فريقها. وأفضّل عدم الوقوع في خطأ مثل طلب الإجابة قبل موعد محدد.

موشي كوهين: ليس من الخطأ تحديد موعد للحصول على إجابة، ولكن يجب أيضاً الحذر من حشر نفسك في الزاوية. ماذا لو قلت: “أرجو منك الإجابة عن سؤالي بحلول يوم الاثنين القادم”، لكن المديرة لم تجب، هل ستضطرين للاستقالة؟ أم سيصعب عليك التعامل مع تلك المديرة بعد ذلك؟ أنا أؤمن بشدة بأنه من الممكن الإلحاح بأسلوب لطيف لا يزعج الآخرين.

موشي كوهين: ذات مرة كنت بحاجة إلى إجابات من أشخاص، وللحصول عليها كان عليّ أن أطلب المعلومات، وأن ألح على الشخص بأسلوب لطيف! أي أن أستمر بالاتصال وأقول: “ما الذي يمكنني فعله للمساعدة في تسريع العملية؟ أتفهم أن هذه الأوقات تتسم بالضغط والتوتر وزاخرة بالعمل، وأتساءل عما يمكنني فعله لمساعدتكم في هذه الفترة”. كل ما عليك فعله هو الإلحاح بلطف بالغ.

دان ماغين: عندما قرأت الرسالة، أكثر ما أقلقني هو أن تكون هذه الوظيفة قد ألغيت. فنموذج عمل الجامعة تغير تماماً في هذه الأزمة، ويدور نزاع في الجامعات في كل لحظة حول قبول عودة طلابها من جديد، وهناك حديث حول عدد الجامعات التي ستتوقف عن العمل إذا لم يتمكن طلابها من الحضور إلى حرمها في الخريف. أتساءل عما إذا كان هناك تصور لأسوأ الحالات، هل يجب على صاحبة الرسالة الاستعداد لاحتمال إلغاء الوظيفة من أساسها. هل يجب أن تكون هذه الفكرة جزءاً من عملية التفكير التي تقوم بها؟ ما هي الخطوات التي يجب عليها اتباعها في هذه الحالة؟

موشي كوهين: يجب أن تسعى لهذه الوظيفة وكأنها الوظيفة الوحيدة التي تريدها، ويجب أن تسعى للعثور على فرص أخرى وكأن هذه الوظيفة ستلغى. يجب أن تبحث عن البدائل، لأن موقعها في التفاوض سيكون صعباً من دونها. سيجعلها البحث عن فرص ووظائف أخرى من جديد في موقع أفضل، حتى أنه سيحسن حالتها النفسية أيضاً. إذ ستصبح هذه الوظيفة خياراً ضمن عدة خيارات متاحة، وبالتالي لن تضطر لتعليق مستقبلها بأكمله عليها وأن تبقى محتجزة فيها.

أليسون بيرد: وأرى أنها بحاجة إلى مواجهة عدة خيارات. عندما قرأت الرسالة، قلت لنفسي أن هذه المرأة قد استُبعدت من العمل، أو ربما أقيلت، وهو أمر صعب جداً ولكنه مفهوم في ظل الظروف التي تمر بها الجامعة التي كانت ستعمل فيها. لذا أرى أن عليها فعل ما بوسعها لإعادة تنشيط شبكة معارفها والبدء بالبحث عن وظيفة أخرى حتى في هذه الظروف الصعبة، لأن هناك احتمال كبير أن تكون هذه الوظيفة قد ألغيت بالفعل.

دان ماغين: وإذا كانت قد أقيلت بالفعل، ولم تهتم الجامعة بإخبارها بذلك، أتساءل عما إذا كان هناك أي إجراء قانوني يجب اتباعه هنا. لأنها لو لم تقبل هذه الوظيفة بحسن نية لبقيت في وظيفتها الأولى، ولكانت عملت وتقاضت أجرة عملها في هذين الشهرين. هل هناك ما يمكن فعله لتعزيز موقفها من وجهة نظر قانونية؟

موشي كوهين: لا يمكنني قول شيء بهذا الشأن لأني لست محامياً. لكني أعتقد أنه يجب عليها التحدث إلى شخص مضطلع على قوانين التوظيف من أجل معرفة خياراتها القانونية. أحد الأمور التي تفاجئني هي أننا نتحدث عن جامعة، وهذه المديرة لا تعمل من تلقاء نفسها، فالأمر ليس كما لو أنها مديرة شركة ناشئة ولا يمكن اللجوء لأحد سواها. إذا كان العرض قد ألغي بالفعل ولم يتصل بها أحد ليخبرها بالأمر، فلا بد أن هناك شخص آخر في الجامعة يعلم به. لذا أنصحها بالاتصال بقسم الموارد البشرية وأن تقول: “لقد أنهيت أعمال التدريب والإعداد، ما الخطوة التالية؟”

أليسون بيرد: ويسعدني العمل عن بعد! لأن الجميع يعملون عبر الإنترنت الآن ويسعدني أن أقوم بذلك أيضاً.

موشي كوهين: تماماً، وستعرف ما عليها فعله من جواب قسم الموارد البشرية. إذا قالوا لها: “من أنت؟” فستدرك أن هناك مشكلة كبيرة. وإذا قالوا لها: “لقد انتهينا من  الإجراءات الورقية الخاصة بك، لماذا لم تباشري العمل بعد؟” إذاً هناك مشكلة من نوع آخر.

دان ماغين: كنت أتحدث مع شخص يعمل بشركة كبيرة بدأت بتنفيذ برنامج التدريب الصيفي، وكانت قد وسّعت عروضها بالفعل وقدمتها لمتدربي فصل الصيف عندما بدأت الأزمة في شهر مارس/آذار. وبالطبع، لم يتمكن المتدربون من القدوم من جميع أنحاء البلاد ولا الانتقال والقيام بكل ما يفعلونه عادة للعمل لدى شركة كبيرة في فصل الصيف.

لم ترغب الشركة بأن تكون في موضع يضطرها لإلغاء العروض، لأنها رأت أن ذلك أمر غير مقبول أولاً، وثانياً لأن هناك عواقب قانونية تترتب عليه. لذا، بدلاً من إلغاء العروض، حولت برنامج التدريب إلى تدريب افتراضي لمدة أسبوع واحد، كي يتمكن الطلاب من قول إنهم تدربوا في الشركة. وبهذا، تكون الشركة قد قدمت لهم خبرة من نوع ما، من دون دفع نفقات أو التعرض لعواقب قانونية بسبب إلغاء العروض. هناك من يبتكرون حلولاً لهذه المشكلة من دون إلغاء عروضهم، ولكنهم في الوقت نفسه يتفادون تكبد التكاليف ودفع المال للأشخاص الذين كانوا يخططون لتوظيفهم.

أليسون بيرد: موشي، في البداية طلبت من صاحبة الرسالة تقييم رغبتها في انتظار هذه الوظيفة. هذه النصيحة قالها أحد المؤلفين في هارفارد بزنس ريفيو، توماس تشامورو بريموزيتش، حين سأل في إحدى مقالاته عما سيحدث إذا ما أقيل شخص ما من العمل. ترتكب صاحبة الرسالة خطأ بقولها إنها لن تتحمل العمل مع هذه المديرة، ليس هذا ما يجب عليها التفكير به، بل يجب أن تسأل نفسها: “ما الذي أريده حقاً من هذه الوظيفة؟ وإلى أي درجة يجب عليّ الإلحاح للحصول عليها؟” حتى لو عنى ذلك تخفيض الراتب أو الموافقة على العمل من دون راتب لشهر آخر إلى أن تتمكن من البدء بعملها رسمياً، أو إلى أن تتضح الصورة أكثر. كيف تبدأ بعملية تقييم ميزات الوظيفة ومساوئها؟

موشي كوهين: أوافقك على ما تقولينه حول ضرورة اتباع طريقة استراتيجية في التفكير بالأمر. يجب أن تتذكر أن مديرتها هذه قد لا تبقى مديرتها إلى الأبد إذا ما استمرت بهذه الوظيفة. فالمدراء ينتقلون إلى مناصب أخرى، وما هذه إلا نقطة البدء. يجب أن توسع شبكتها، وإذا كانت ستصبح أخصائية أبحاث في أحد أقسام الجامعة، فيمكنها التواصل مع الموظفين الآخرين في القسم، والبدء ببناء شبكة غير رسمية ضمنه. وعلى الأرجح، ستساعدها هذه الشبكة في التواصل مع مديرتها وممارسة ضغط خفيف على الأقل عليها لتحريك الأمور قليلاً.

أليسون بيرد: لقد وضحت الفكرة تماماً الآن. لكن، هل كان على صاحبة الرسالة عدم القبول بتأجيل موعد البدء بالعمل عندما طلبت منها مديرتها ذلك للمرة الأولى؟

موشي كوهين: عندما تم تأجيل البدء بالعمل للمرة الأولى إلى منتصف أبريل/نيسان، كان الأفضل أن تضع موعداً محدداً وأن تدفع مديرتها لإرساله لها في رسالة مكتوبة. وإذا لم تتمكن من ذلك، يمكن أن ترسل رسالة إلكترونية لمديرتها تقول: “بناء على محادثتنا اليوم، أخبرتني أنك تودين تأجيل موعد بدئي بالعمل من 31 مارس/آذار إلى 14 أبريل/نيسان، وأن أستعد للبدء بهذا الموعد”.

أليسون بيرد: أولاً، نود من صاحبة الرسالة أن تتعاطف أكثر قليلاً مع مديرتها وألا تفترض أنها شخص سيئ، وأن تلتمس لها عذراً وتفترض أنها تواجه مشكلة. وأن تلح في طلبها بأسلوب لبق، أي أن تستمر بإرسال الرسائل الإلكترونية ومحاولة البدء بالعمل عن بعد. إذا استمرت المديرة بعدم التعاون، يمكنها اللجوء بالتأكيد إلى قسم الموارد البشرية والحصول على مزيد من المعلومات، وأن تطرح أسئلة لفهم موقعها من وظيفتها. نعتقد أن عليها الاستعداد للأسوأ، فمن الممكن أن تكون الوظيفة قد ألغيت. لذا، ينبغي لها البدء بالبحث عن خيارات أخرى وتفعيل شبكة معارفها والعثور على بدائل. وربما كان بإمكانها استشارة محام من أجل معرفة التزامات الجامعة تجاهها. ونشجعها في المفاوضات المستقبلية المماثلة أن تجري الاتفاقات بصيغة مكتوبة إذا ما قبلت بتأجيل تاريخ البدء بالعمل.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .