كي تزيد فعالية الفريق، اعثر على القواسم المشتركة بين أعضائه

2 دقائق
زيادة فعالية فريق العمل
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

الفرق وليس الأقسام هي مستقبل العمل. مع تحرك المنظمات لحل مشاكل لا يكف تعقيدها يتزايد، وزيادة فعالية فريق العمل، أضحى التعاون والثقة بين الموظفين أمران حيويان. لكن كيف تستطيع حثّ أعضاء الفريق الواحد على الانتقال من سلوك الزمالة إلى التعاون الحقيقي؟ بتنمية التعاطف وتفهّم أحاسيس الآخرين.

زيادة فعالية فريق العمل

كي يشعر الأفراد بالارتياح عند اقتراح أفكار جديدة يجب أن يعرفوا أن الآخرين في مجموعتهم سيدعمونهم، أو أنهم على الأقل لن ينتقدوهم. ولكي يعمل الأفراد معاً، يجب أن يعرفوا أنهم جميعاً شركاء في الجهد وفي التقدير على حد سواء. باختصار، هم بحاجة إلى زملاء في الفريق يتفهمون مشاعرهم (لديهم إحساس بالآخرين) ويهتمون بأحوال حياتهم (لديهم تعاطف).

اقرأ أيضاً: فريقك ليس قادراً على قراءة أفكارك

تؤكد دراسة من قسم إدارة الأفراد في “جوجل” –هو قسم إدارة الموارد البشرية– أهمية هاتين الميزتين. عندما أجرى عملاق التقنية دراسة واسعة النطاق على مجموعة عمله، وجد أن المدير الذي يتحلى بسلوكيات داعمة تنم عن اهتمام بالآخرين كانت المنبئ الأساسي بمستوى إنجاز الفريق – من هذه السلوكيات تخصيص وقت للاجتماعات الثنائية مع الأفراد الاجتماعيين في الفريق ومساعدة زملاء العمل على حل المشاكل. وفي حين كانت المهارات التقنية والتركيز على النتائج أموراً مهمة، إلا أنّ الأفراد كانوا أكثر إنتاجية عند العمل مع رئيس أظهرَ أيضاً جانباً متعاطفاً معهم ومتفهماً لمشاعرهم.

تقول بعض الشركات مثل “زابوس” و”سلاك”، إنهم يجندون ويوظفون أفراداً لديهم هذه الصفات بهدف تعزيز ثقافة العمل الجماعي. لكن كيف تزيد التعاطف والإحساس بالآخرين في منظمة أو مجموعة قائمة، وخاصة في بيئات العمل التي تتسم تقليدياً بالتنافسية أو تلك التي يعمل فيها الكثير من الناس عن بعد أو بشكل منفصل؟

الانتباه إلى تشابه أفراد فريق العمل

عندما يتعلق الأمر بالتعاطف وفهم مشاعر الآخرين، فإن الأداة الأقوى هي الإحساس بوجود تشابه بين الأفراد -إحساس بأنهم يتشاركون بالمصالح، وعليه، فإنهم في الفريق نفسه وسوف يستفيدون من دعم بعضهم البعض. خذ مثالاً من الحرب العالمية الأولى. كان البريطانيون والألمان يتحاربون في معارك طويلة ودامية في الخنادق خارج مدينة يبريس في بلجيكا. في ليلة عيد الميلاد، بدأ البريطانيون في رؤية خصومهم يشعلون الشموع وينشدون أغاني عيد الميلاد نفسها. ما لبث بعدها أن خرج الرجال الذين حاولوا في السابق قتل بعضهم البعض للتحية ومشاركة القصص والاحتفال بالعطلة سوياً. لقد أعاد هؤلاء الرجال لفترة وجيزة تصنيف أنفسهم على أنهم أفراد من المجموعة نفسها، وهي في هذه الحالة المجموعة الدينية، وشعروا بألفة جديدة.

اقرأ أيضاً: عندما يعود فريقك إلى اتباع الاستراتيجية القديمة

أنت أيضاً يمكنك إحداث أثر مماثل حتى مع تشابهات أقل شأناً تقدمها لفريقك أو تؤكد عليها. على سبيل المثال، أجريت مع بيركارلو فالديسولو من “كلية كليرمونت ماكينا”، تجربة جعلنا فيها المشاركين يُصفقون معاً بشكل متزامن-أو غير متزامن- مع شخص آخر، ثم أُوكلت لاحقاً لهذا الشخص بشكل مجحف ودون إنذار مسبق مهمة صعبة. عرض نصف الأشخاص الذين صفقوا بانسجام مع شركائهم المساعدة في المهمة مقارنة بـ 18% فقط من أولئك الذين لم يكن تصفيقهم متزامناً. ولم يكتفي من قاموا بالتصفيق المتزامن بالإعلان فقط عن شعور بالتشابه مع شركائهم الغرباء، بل كانوا أكثر تعاطفاً معهم، وهما مقياسان يزدادان جنباً إلى جنب.

اقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع الشخص المتشائم في فريقك؟

إن كنت مديراً يسعى لتنمية هذه الميزات، وبالتالي زيادة فعالية فريق العمل، فقم بهيكلة بيئة العمل بحيث تعزز هذه المشاعر تلقائياً. دعهم يعرفون أكثر عن بعضهم البعض، واعثر على نقاط التشابه أو المصالح المشتركة وابدأ بتسليط الضوء عليها في النقاش. طوّر هوية للفريق وشجع الأفراد على تصنيف أنفسهم جزءاً منها. شارك في بعض النشاطات خارج مكان العمل لتعزيز الشعور بالترابط. قد يبدو الأمر سخيفاً، لكن إن نجح الغناء والتصفيق في خلق قواسم مشتركة، فلا بد أن ارتداء القميص الموحد يمكنه ذلك أيضاً.

اقرأ أيضاً: كيف السبيل للعمل مع شخص لا يتمتع بروح الفريق؟

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .