$User->is_logged_in:  bool(false)
$User->user_info:  NULL
$User->check_post:  object(stdClass)#7059 (18) {
  ["is_valid"]=>
  int(1)
  ["global_remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["remaining_posts_to_view"]=>
  int(0)
  ["number_all_post"]=>
  int(0)
  ["number_post_read"]=>
  int(0)
  ["is_from_gifts_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["all_gifts_articles_balance"]=>
  int(0)
  ["gifts_read_articles"]=>
  int(0)
  ["exceeded_daily_limit"]=>
  int(0)
  ["is_watched_before"]=>
  int(0)
  ["sso_id"]=>
  int(11146)
  ["user_agent"]=>
  string(9) "claudebot"
  ["user_ip"]=>
  string(12) "3.238.195.81"
  ["user_header"]=>
  object(stdClass)#7066 (44) {
    ["SERVER_SOFTWARE"]=>
    string(22) "Apache/2.4.57 (Debian)"
    ["REQUEST_URI"]=>
    string(136) "/%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%83%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%B5%D8%B7%D9%86%D8%A7%D8%B9%D9%8A-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%B4%D8%B1%D9%8A/"
    ["REDIRECT_HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["REDIRECT_STATUS"]=>
    string(3) "200"
    ["HTTP_AUTHORIZATION"]=>
    NULL
    ["HTTP_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_ACCEPT_ENCODING"]=>
    string(8) "gzip, br"
    ["HTTP_X_FORWARDED_FOR"]=>
    string(12) "3.238.195.81"
    ["HTTP_CF_RAY"]=>
    string(20) "86b82ac44d653920-FRA"
    ["HTTP_X_FORWARDED_PROTO"]=>
    string(5) "https"
    ["HTTP_CF_VISITOR"]=>
    string(22) "{\"scheme\":\"https\"}"
    ["HTTP_ACCEPT"]=>
    string(3) "*/*"
    ["HTTP_USER_AGENT"]=>
    string(9) "claudebot"
    ["HTTP_CF_CONNECTING_IP"]=>
    string(12) "3.238.195.81"
    ["HTTP_CDN_LOOP"]=>
    string(10) "cloudflare"
    ["HTTP_CF_IPCOUNTRY"]=>
    string(2) "US"
    ["HTTP_X_FORWARDED_HOST"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_X_FORWARDED_SERVER"]=>
    string(13) "hbrarabic.com"
    ["HTTP_CONNECTION"]=>
    string(10) "Keep-Alive"
    ["PATH"]=>
    string(60) "/usr/local/sbin:/usr/local/bin:/usr/sbin:/usr/bin:/sbin:/bin"
    ["SERVER_SIGNATURE"]=>
    string(73) "
Apache/2.4.57 (Debian) Server at hbrarabic.com Port 80
" ["SERVER_NAME"]=> string(13) "hbrarabic.com" ["SERVER_ADDR"]=> string(10) "172.21.0.4" ["SERVER_PORT"]=> string(2) "80" ["REMOTE_ADDR"]=> string(13) "162.158.86.55" ["DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["REQUEST_SCHEME"]=> string(4) "http" ["CONTEXT_PREFIX"]=> NULL ["CONTEXT_DOCUMENT_ROOT"]=> string(13) "/var/www/html" ["SERVER_ADMIN"]=> string(19) "webmaster@localhost" ["SCRIPT_FILENAME"]=> string(23) "/var/www/html/index.php" ["REMOTE_PORT"]=> string(5) "52048" ["REDIRECT_URL"]=> string(48) "/الذكاء-الاصطناعي-والبشري/" ["GATEWAY_INTERFACE"]=> string(7) "CGI/1.1" ["SERVER_PROTOCOL"]=> string(8) "HTTP/1.1" ["REQUEST_METHOD"]=> string(3) "GET" ["QUERY_STRING"]=> NULL ["SCRIPT_NAME"]=> string(10) "/index.php" ["PHP_SELF"]=> string(10) "/index.php" ["REQUEST_TIME_FLOAT"]=> float(1711634642.685397) ["REQUEST_TIME"]=> int(1711634642) ["argv"]=> array(0) { } ["argc"]=> int(0) ["HTTPS"]=> string(2) "on" } ["content_user_category"]=> string(4) "paid" ["content_cookies"]=> object(stdClass)#7067 (3) { ["status"]=> int(0) ["sso"]=> object(stdClass)#7068 (2) { ["content_id"]=> int(11146) ["client_id"]=> string(36) "e2b36148-fa88-11eb-8499-0242ac120007" } ["count_read"]=> NULL } ["is_agent_bot"]=> int(1) }
$User->gift_id:  NULL

هل يجب أن يزيد الذكاء الاصطناعي من الذكاء البشري أم أن يحلّ مكانه؟

8 دقائق
الذكاء الاصطناعي مقابل الذكاء البشري
أندريه وجسيكي/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: هل ستحل التقنيات الذكية محل العمال البشر حقاً؟ وماذا عن الذكاء الاصطناعي مقابل الذكاء البشري؟ ربما لا. يمتلك كل من البشر والذكاء الاصطناعي قدرات ونقاط قوة مختلفة في الواقع. لكن السؤال الحقيقي هو: كيف يمكن للذكاء البشري أن يعمل مع الذكاء الاصطناعي لتطوير ذكاء معزز. يقدم الأستاذ الكبير في لعبة الشطرنج غاري كاسباروف بعض الرؤى الثاقبة الفريدة في ذلك الصدد. إذ بعد خسارته أمام الكمبيوتر العملاق “ديب بلو” (Deep Blue) الذي طورته شركة “آي بي إم” (IBM)، بدأ في إجراء تجارب حول دور مساعد الكمبيوتر في تغيير الميزة التنافسية للاعبين في ألعاب الشطرنج عالية المستوى. واكتشف أن تحقيق النجاح لا يرتبط بوجود أفضل اللاعبين وأفضل البرامج فحسب، وإنما بوجود عملية جيدة. ببساطة، كان “الإنسان الضعيف + الآلة + عملية جيدة أفضل من جهاز كمبيوتر قوي وحده، وأفضل حتى من إنسان قوي + آلة + عملية متوسطة الجودة”. وتنطوي مهمة القادة الراغبين في دمج أدوات الذكاء الاصطناعي في مؤسساتهم على إدارة التوقعات عند تقديم تلك الأدوات، والاستثمار في توحيد الفرق وإتقان العمليات وصقل قدراتهم القيادية.

 

في اقتصاد تُغيّر فيه البيانات كيفية خلق الشركات القيمة ودخولها عالم المنافسة، يتوقع الخبراء أن يُضيف استخدام الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع ما يصل إلى 15.7 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي بحلول عام 2030. وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يغيّر كيفية عمل الشركات، يعتقد الكثيرون أن القائمين على تلك الأعمال سيتغيرون أيضاً، وأن المؤسسات ستبدأ في استبدال الموظفين بالآلات الذكية. وهذا ما يحدث بالفعل، إذ تحلّ الأنظمة الذكية اليوم محل البشر في قطاع التصنيع وقطاع تقديم الخدمات والتوظيف والقطاع المالي، وتنقل بالتالي العمال البشر إلى وظائف أقل أجراً أو تجعلهم عاطلين عن العمل. وأسفر ذلك التوجه عن توصّل البعض إلى نتيجة مفادها أن قوة العمل ستكون مختلفة تماماً في عام 2040.

هل البشر والآلات في منافسة مع بعضهم البعض؟ يُعرّف تاريخ العمل بأنه تاريخ تعهيد العمل إلى الآلات، وخاصة منذ بدء الثورة الصناعية. وعلى الرغم من أن ذلك التاريخ بدأ بإسناد المهام الجسدية المتكررة إلى الآلات، مثل الحياكة والنسيج، تطورت الآلات إلى مستوى يمكّنها اليوم من أداء ما نصفه بالعمل المعرفي المعقد، مثل معادلات الرياضيات وتمييز اللغة والكلام والكتابة. وأصبحت بذلك الآلات جاهزة لمحاكاة عمل عقولنا، وليس فقط أجسادنا. وتطوّر الذكاء الاصطناعي في القرن الحادي والعشرين ليكون متفوقاً على البشر في أداء العديد من المهام، وهو ما يجعلنا مستعدين لفكرة تعهيد ذكائنا إلى التكنولوجيا. ومع ذلك التوجه الأخير، يبدو أن الأتمتة ستغزو عالم الأعمال قريباً، بمعنى أنه لم يعد يوجد أي وظيفة في مأمن من فكرة تعهيدها إلى الآلات.

واتخذت تلك الرؤية لمستقبل العمل شكل لعبة محصلتها صفر، إذ لن يكون هناك غير فائز واحد.

ومع ذلك، نعتقد أن ذلك الرأي حول الدور الذي سيؤديه الذكاء الاصطناعي في مكان العمل هو رأي خاطئ. يفترض السؤال حول ما إذا كان الذكاء الاصطناعي سيحل مكان العاملين البشر أن الذكاء الاصطناعي والبشر يتمتعون بنفس الصفات والقدرات، لكن الحقيقة هي عكس ذلك في الواقع، ذلك لأن الآلات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي هي آلات سريعة وأكثر دقة وعقلانية، إلا أنها لا تتمتع بالبديهة والعاطفة أو الحساسية الثقافية، أي تلك القدرات التي نمتلكها نحن البشر والتي تجعلنا فاعلين.

ذكاء الآلة مقابل ذكاء البشر

بشكل عام، يصف الأفراد اليوم أجهزة الكمبيوتر المتقدمة بالذكاء لأن لديها القدرة على التعلم واتخاذ القرارات بناء على المعلومات التي تحصل عليها. وعلى الرغم من إدراكنا لتلك القدرة، من المؤكد أن ذكاء تلك الأجهزة مختلف عن الذكاء الذي نمتلكه.

إن الذكاء الاصطناعي في أبسط أشكاله هو جهاز كمبيوتر يتصرف ويتخذ قرارات بطرق تبدو ذكية. وبحسب ما توصّل إليه العالِم آلان تورنغ، يحاكي الذكاء الاصطناعي تصرفات البشر ومشاعرهم وأساليب حديثهم وطرق اتخاذهم القرارات. وهذا النوع من الذكاء مفيد للغاية في البيئة المؤسسية، إذ تُتيح قدرة الذكاء الاصطناعي على المحاكاة تحديد الأنماط المعلوماتية التي تعمل على تحسين التوجهات ذات الصلة بالوظيفة. بالإضافة إلى ذلك، لا يبذل الذكاء الاصطناعي أي مجهود بدني على الإطلاق، على عكس البشر، بل يواصل عمله طالما أننا نغذيه بالبيانات.

وتعني تلك الصفات أن الذكاء الاصطناعي مناسب تماماً لأداء المهام الروتينية المتكررة الأقل مستوى التي تجري ضمن نظام إدارة مغلق. تكون القواعد في مثل تلك الأنظمة واضحة ولا تتأثر بالقوى الخارجية. فكّر على سبيل المثال في خط تجميع لا يجري فيه مقاطعة العمال بسبب الطلبات الخارجية والتأثيرات، مثل اجتماعات العمل. وأبرز مثال على ذلك هو خط التجميع الذي طوّرت فيه شركة “أمازون” خوارزميات حلّت محل المدراء للإشراف على العمال البشر وفصلهم عن العمل حتى. وبما أن العمل متكرر ويخضع لإجراءات صارمة هدفها تحسين الكفاءة والإنتاجية، يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على تحقيق أداء أكثر دقة مقارنة بالمشرفين البشر.

ومع ذلك، تُوصف القدرات البشرية أنها أوسع نطاقاً. فعلى النقيض من قدرات الذكاء الاصطناعي التي تستجيب للبيانات المتاحة فقط، يمتلك البشر القدرة على تخيل الحالات المتغيرة وتوقعها والإحساس بها والحكم عليها، وهو ما يسمح لهم بالتحول من المخاوف القصيرة الأجل إلى المخاوف طويلة الأجل. وتُعتبر تلك القدرات فريدة من نوعها للبشر ولا تتطلب تدفقاً مستمراً من البيانات المقدمة من الخارج كما هو الحال مع الذكاء الاصطناعي.

ويمثّل البشر بذلك ما نطلق عليه الذكاء الذي يتمتع بالمصداقية، وهو نوع مختلف من الذكاء الاصطناعي إن صح القول. يكون هذا النوع من الذكاء مطلوباً عندما تستخدم الشركة أنظمة العمل المفتوحة. يتفاعل الفريق أو المؤسسة في نظام الإدارة المفتوحة مع البيئة الخارجية، وهو ما يدفعه إلى التعامل مع مختلف التأثيرات الخارجية. وتتطلب بيئة العمل تلك القدرة على توقع التغييرات المفاجئة وتبادل المعلومات المغلوطة ومعالجتها، مع التحلي بروح الإبداع في تطوير رؤية واستراتيجية مستقبلية. وتُبذل جهود التحول في الأنظمة المفتوحة بشكل مستمر، وتتطلب الإدارة الفاعلة لتلك العملية ذكاءً يتمتع بمصداقية.

وعلى الرغم من أن الذكاء الاصطناعي (المشار إليه باسم الذكاء الاصطناعي 1 في هذه المقالة) يبدو معاكساً للذكاء الذي يتمتع بالمصداقية (الذي يشار إليه باسم الذكاء الاصطناعي 2)، يُعتبر كلاهما مكملين لبعضهما البعض. ويقدم كلا النوعين من الذكاء مجموعة من المواهب المحددة في سياق المؤسسات.

ما هي المواهب التي توصف أنها قدرات مطلوبة لتلبية متطلبات الأداء والتي نحتاج إليها لتحقيق أداء أفضل؟ من المهم أولاً وقبل كل شيء التأكيد على قدرة المواهب على الفوز بالمباريات، إلا أنها لن تفوز بالبطولات دائماً، بل الفرق هي من يفوز بالبطولات. ولهذا السبب، نعتقد أن ما سيوجه مستقبل العمل الذكي هو الجمع بين المواهب المشمولة في كل من الذكاء الاصطناعي 1 والذكاء الاصطناعي 2 والعمل المتضافر بينهما، إذ سيخلق ذلك المزيج نوعاً من الذكاء الذي من شأنه أن يُتيح للمؤسسات أن تكون أكثر كفاءة ودقة من جهة، ومبتكرة واستباقية من جهة أخرى. وسندعو ذلك النوع من الذكاء الاصطناعي بالذكاء المعزز (والذي نشير إليه هنا باسم الذكاء الاصطناعي 3).

النوع الثالث من الذكاء الاصطناعي: الذكاء المعزز

ما الذي يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي 3 والذي يفشل الذكاء الاصطناعي 1 والذكاء الاصطناعي 2 في تقديمه؟ يقدّم المؤلف الثاني لهذا المقال بعض الرؤى الثاقبة الفريدة من نوعها، فهو معروف بقدرته على الفوز بالبطولات، ويمتلك في الوقت نفسه تجربة مميزة بصفته أول إنسان يخسر لعبة عالية المستوى أمام الآلة، حيث خسر أستاذ الشطرنج الكبير غاري كاسباروف في عام 1997 لعبة أمام برنامج الكمبيوتر العملاق الذي طورته شركة “آي بي إم” (IBM) يُدعى “ديب بلو”، وهو ما دفعه إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع لعبة الشطرنج الذهنية بشكل مختلف، أي باعتبارها جهداً تعاونياً بدلاً من جهداً فردياً. وقرر بعد الانتصار غير المتوقع لكمبيوتر “ديب بلو” أن يحاول التعاون مع الذكاء الاصطناعي.

وشارك كاسباروف في مباراة في عام 1998 في ليون في إسبانيا باستخدام جهاز كمبيوتر وبرنامجاً للعب الشطرنج من اختياره، وفق استراتيجية “الشطرنج المتطور”، ضد البلغاري فيسيلينتوبالوف، الذي كان قد هزمه بنتيجة 4-0 قبل شهر. كان اللاعبان مزودين بأجهزة كمبيوتر هذه المرة، وانتهت المباراة بالتعادل 3-3. وبدا بذلك أن استخدام جهاز الكمبيوتر قد أبطل التقدم المحسوب والاستراتيجي الذي عادة ما يُبديه كاسباروف أمام خصومه.

وقدمت المباراة مثالاً مهماً على كيفية عمل البشر مع الذكاء الاصطناعي. وأشار كاسباروف بعد المباراة إلى أن استخدام جهاز كمبيوتر أتاح له التركيز بشكل أكبر على عملية التخطيط الاستراتيجي، في حين تولت الآلة مهمة إجراء الحسابات. ومع ذلك، أكد أيضاً أن مجرد وضع أفضل لاعب بشري وأفضل جهاز كمبيوتر لم يكشف عن التحركات التي كانت مثالية بحسب رأيه. وكما هو الحال مع الفرق البشرية، تأتي قوة العمل مع الذكاء الاصطناعي من التفاعل بين الموظف وجهاز الكمبيوتر؛ من جهة أخرى، لا تسفر الشراكات بين أفضل اللاعبين وأقوى أدوات الذكاء الاصطناعي بالضرورة عن أفضل النتائج.

ومرة أخرى، يقدم لنا عالَم الشطرنج تجربة مفيدة لكيفية سير عمل هذا التعاون. ففي عام 2005، استضاف موقع “بلاي تشيس دوت كوم” (Playchess.com) للعب الشطرنج على الإنترنت ما أسماه بطولة الشطرنج “الحرة” التي يمكن لأي شخص التنافس فيها ضمن فرق مع لاعبين آخرين أو أجهزة كمبيوتر. وما جعل تلك المسابقة مثيرة للاهتمام هو مشاركة العديد من الأساتذة الكبار الذين يعملون مع أجهزة الكمبيوتر في تلك البطولة. توقع معظم الناس أن يهيمن أحد أولئك الأساتذة الكبار مع كمبيوتر عملاق على تلك المنافسة، لكن توقعاتهم باءت بالفشل. وفاز في البطولة فريق ضم لاعبين أميركيين اثنين من الهواة باستخدام 3 أجهزة كمبيوتر. كانت قدرتهما على التنسيق بين أجهزة الكمبيوتر وتوجيهها بشكل فاعل هي ما ساعدهما في هزيمة فريق من الأساتذة الكبار الأذكياء مع جهاز كمبيوتر يتمتع بقوة حسابية كبيرة.

وتؤكد تلك النتيجة المفاجئة على درس مهم، ألا وهو أن التفاعل بين اللاعبين وأجهزة الكمبيوتر هو ما يحدد مدى كفاءة الشراكة. أو كما قال كاسباروف، “إنسان ضعيف + آلة + عملية جيدة أفضل من جهاز كمبيوتر قوي وحده، وأفضل حتى من إنسان قوي + آلة + عملية متوسطة الجودة”.

التوصيات

تتناقض الإمكانات المعززة والتعاونية التي نتصورها تناقضاً صارخاً مع التنبؤات العقيمة حول أثر الذكاء الاصطناعي في مجتمعنا ومؤسساتنا. بدلاً من ذلك، نعتقد أن زيادة الإنتاجية وأتمتة العمل الروتيني المعرفي هو نعمة، وليس نقمة. في النهاية، لطالما كان للتكنولوجيا الجديدة آثار مزعزعة منذ بداية مراحل تنفيذها وتطويرها، وعادة ما تتكشف لنا قيمتها الحقيقية بعد مرور فترة من الوقت.

من جهة أخرى، لا يعني ذلك أن ننتظر إلى حين تتكشف لنا تلك القيمة من تلقاء نفسها، بل على العكس تماماً! ويتمثّل التحدي الرئيس الذي نواجهه بصفتنا قادة شركات في توقّع دور الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بكيفية تفكير البشر واتخاذهم القرارات، والعمل على دمج التقنيات الجديدة في مؤسساتنا بشكل طموح واستراتيجي. ولا يمكننا فقط الانتظار إلى حين يهيمن الذكاء الاصطناعي على الأساليب التقليدية. ما الذي يجب علينا فعله اليوم إذاً لضمان دمج أدوات الذكاء الاصطناعي المختلفة في مؤسساتنا وجعل تلك المؤسسات تعمل بفاعلية؟

أولاً، ستتألف الفرق تدريجياً من البشر وغير البشر الذين سيعملون معاً

وهو ما نشير إليه باسم “التنوع الجديد”. قد تسفر طبيعة ذلك التنوع الجديد عن خطر أن تؤثر المعتقدات والتحيزات النمطية على عمليات اتخاذ القرارات والعمل الجماعي. وقد ينظر الموظفون إلى الآلة التي تُعتبر أحد زملائهم في العمل نظرة مشحونة بعدم الثقة والتوقعات السلبية، وكأنها عضو من خارج المجموعة، فيحجمون عن تبادل المعلومات ويتجنبون العمل مع تلك الآلة. ويجب على قادة الفرق أن يكونوا مستعدين للاستجابة لتلك الديناميات السلبية للفريق وأن يفهموا حقيقة تلك المعتقدات السلبية وعواقبها.

ثانياً، سيتطلب الشكل الجديد للفرق قادة ماهرين في الجمع بين الأطراف المختلفة معاً

وسيكون إعداد فرق شاملة في المستقبل من خلال المواءمة بين البشر والآلات إحدى القدرات المهمة التي يجب عليهم التدرب عليها وتطويرها. وكما توضح الأمثلة المذكورة، يتطلب بلوغ أفضل أداء عند توظيف فرق التنوع الجديدة تلك أن يصبح القادة خبراء في تنسيق عمليات الفريق وتوجيهها.

ثالثاً، يجب أن تدار عمليات الفرق بشكل فاعل

شرط أن يتولى البشر أداء تلك المهام. ولكي يتمكن البشر من المواءمة بين نقاط القوة والضعف لدى البشر والآلة، يجب عليهم تثقيف أنفسهم حول كيفية عمل أداوت الذكاء الاصطناعي، ومجالات استخدامها والاستفادة من ذكائهم الذي يتمتع بالمصداقية في اتخاذ قرارات حول كيفية استخدام تلك الأدوات لتعزيز الأداء الذي يخدم المصالح البشرية.

يُعتبر الذكاء المعزز، الذي يمثّل النوع الثالث من الذكاء الاصطناعي، الخطوة الأولى نحو مستقبل العمل الذكي في مجال الذكاء الاصطناعي مقابل الذكاء البشري. في حين يُعتبر مستقبل العمل أحد المفاهيم التي تُستخدم للإشارة إلى نمو الموظفين وتطور أدائهم بطرق أكثر كفاءة. غير أن الجدل حول هذا الموضوع أصبح غامضاً جداً في نواياه، لاسيما بعد ظهور خطط استراتيجيات خفض التكلفة، حيث وصلت الشركات اليوم إلى مرحلة يجري فيها تقديم الآلات بصفتها الموظف الجديد المتميّز الذي قد يجعل البشر في نهاية المطاف يؤدون مهاماً أدنى مستوى لصالح الآلة. ومع ذلك، تنطوي الخطوة الأساسية للوصول إلى مستقبل العمل الذكي على أن نوسّع قوة العمل بحيث يكون كل من البشر والآلات جزءاً منها، وعلى أن يتمثّل الهدف الرئيس من ذلك الدمج في تحسين حياة البشرية ورفاهها وزيادة كفاءتنا في أداء وظائفنا. الذكاء المعزز هو تعاوني بطبيعته بالفعل، لكن من الواضح أنه يمثّل أيضاً جهداً تعاونياً في خدمة البشر.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .

Content is protected !!