تقرير خاص

برامج “الدخول السلس”، مرونة النفاذ إلى الأسواق

3 دقائق
الدخول السلس
shutterstock.com/Elnur
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يحاول رواد الأعمال وأصحاب الابتكارات والأفكار القيمة توسعة مشاريعهم وأعمالهم خارج حدود بلدانهم ودخول أسواق جديدة بأسهل الطرق الممكنة وأسرعها. حيث بدأت الكثير من الشركات في إنشاء كيانات لدعمهم ومساعدتهم عبر تقديم الخدمات وبرامج يطلق عليها “soft-landing” أي “الدخول السلس”. يمكّن الدخول السلس من نشر وتوسعة الأعمال الريادية والمشاريع الناشئة حول العالم، ويعمل على تدريب رواد الأعمال على كيفية التعامل مع الجهات المختلفة والتعريف بالقوانين وثقافات الدول الأخرى في التعامل مع المشاريع التجارية والريادية.

قبل بضع سنوات، أجرت هارفارد بزنس ريفيو تحليلاً كشف عن المدة التي تتطلبها معظم الشركات، للوصل إلى عائد استثماري، وكانت النتيجة صادمة، فالأمر يستغرق ما يصل إلى 10 سنوات بعد الانتقال إلى سوق جديدة للوصول إلى عائد استثمار بنسبة 1% فقط.

يكمن التحدي في عدم وجود دليل لتوسيع نطاق عملك إلى منطقة جديدة. إن العثور على العملاء وإعداد الفريق المناسب والمنتج والعمليات دولياً هو مجال مجهول للعديد من الشركات، وخاصة للشركات الناشئة سريعة النمو، وهذا ما أكد حاجة الشركات الناشئة إلى الدخول السلس إلى الأسواق الجديدة؛ من أجل خلق فرصة أكبر للنجاح على المدى القصير والطويل على حد سواء.

انطلقت برامج الدخول السلس في الآونة الأخيرة حتى تتيح استكشاف سوق العمل المراد حول العالم، فهي تعمل على المقارنة بين الأسواق المجاورة قبل الانطلاقة الفعلية في العمل؛ ما يسهم في تفادي مفاجآت البدايات، وتجنب المخاطر. وقد تأسست بالأصل لدعم الشركات الناشئة التي تتطلع بنشاط إلى النمو والتوسع بسرعة في الأسواق الجديدة، وذلك بدعم من الشركاء المحليين والقائمين.

وتكمن أهمية الدخول السلس أيضاً، في مساعدة الشركات على إنشاء جهات اتصال في السوق المحلية والعالمية بشكل أسرع وأكثر كفاءة، إضافةً إلى توفير مجموعة متنوعة من الموارد اللازمة لتحقيق أهدافها، على سبيل المثال: التعريف بلوائح الدولة والرخص المطلوبة لإنشاء مشروع فيها وثقافة سكانها. ولا تقف أهمية البرنامج عند هذا الحد، حيث يعمل أيضاً على التعريف بالشركاء المحتملين ومقدمي الخدمات المساندة وأصحاب رؤوس الأموال والمستثمرين والملاك، إضافة إلى التنسيق مع الإدارات الحكومية والجهات المختلفة.

أولت المملكة العربية السعودية اهتماماً كبيراً لجذب الاستثمارات العالمية وتوطين الابتكار والتقنيات وسهلت دخولها إلى السوق السعودي وذلك بتوفير الكثير من التسهيلات في الإجراءات الخاصة بالمستثمرين.

ونظراً لأهمية توطين الابتكارات والتقنيات العالمية وجلب الاستثمارات إلى المملكة، قدمت شركة “بياك” برنامج الدخول السلس للشركات الريادية حول العالم لتسهيل دخولها إلى السوق السعودية وذلك من خلال حزمة من الخدمات التي تقدمها ومن شأنها أن تسهل أعمال المستثمرين عند الدخول إلى السوق. تمكن شركة “بياك” الابتكار وهي شركة تابعة للشركة السعودية للتنمية والاستثمار التقني “تقنية” التي بدورها تعد مملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة (Public Investment Fund) أو (PIF). من خلال ثلاث إدارات رئيسية وهي: إدارة الابتكار، وإدارة دعم الابتكار، وإدارة خدمات شراكات الابتكار.

يدور “الدخول السلس” بشكل أساسي حول ربط الشركات الناشئة بالخبراء المحليين؛ لمساعدتهم في الحصول على رؤى ومقدمات خاصة بالسوق المحلي بما يتناسب مع أعمالهم، وهي تلك الأفكار التي لا يمكنك العثور عليها فقط من خلال البحث المكتبي، ومن ثم تعكف على تصميم ودعم استراتيجية الانتقال إلى السوق. وهنا يأتي دور إدارة خدمات شراكات الابتكار في تسهيل دخول الشركات العالمية إلى السوق السعودية عبر تقديم      برنامج الدخول السلس. يهدف البرنامج إلى تسهيل دخول الشركات الصغيرة والمتوسطة والرائدة إلى السوق السعودية وجذب التقنيات والمواهب الابتكارية من جميع أنحاء العالم. وهو ما سيمهد الطريق للشركات الحصول على الرخص اللازمة وسيسهل تأسيس شركاتهم في السوق السعودية، كما سيسهم البرنامج في تقديم حزمة من الخدمات المساندة وخدمات أخرى في الشؤون القانونية وتطوير الأعمال والبنية التحتية والدعم اللوجيستي وذلك بناءً على فهمها العميق للسوق وعلاقاتها الواسعة في هذا المجال.

لم يقتصر مفهوم الدخول السلس على دولة واحدة فقط، فقد أنشأ الاتحاد الأوروبي برنامج “Soft-Landing EU”، حيث يسلط البرنامج الضوء على الشركات الناشئة ويدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة ويسهل انتشارها بين دول أوروبا. كما يعمل البرنامج على استكشاف وتدريب شركات الابتكار الناشئة في مدة لا تزيد عن الشهر الواحد بالإضافة إلى تسهيل الإجراءات في نقل مشاريعها بين 6 دول أساسية هي: ألمانيا وفرنسا وهولندا والولايات والمتحدة وأخيراً في الهند.

تساعد برامج الدخول السلس في تسهيل دخول الشركات إلى أسواق جديدة؛ ما يساهم في توسعة أعمال الشركات وتقليل المخاطر المحتملة. وعلى الصعيد الآخر تمكن برامج الدخول السلس الدول من توطين التقنيات والابتكارات العالمية؛ ما يشكل أثراً إيجابياً في اقتصادها.

اقرأ أيضا: كيفية جذب المستثمرين.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .