أسئلة القراء: كيف أفاوض على راتبي من دون الإضرار بمستقبلي في الشركة؟

5 دقائق
التفاوض على الراتب والمستقبل
shutterstock.com/ASDF_MEDIA
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

سؤال من قارئة: انضممت العام الماضي إلى شركة سويسرية صغيرة تعمل في مجال التكنولوجيا الحيوية، وتسلمت منصب مديرة العمليات التابع مباشرة إلى الرئيس التنفيذي للعمليات. كان الراتب أقل من مستوى الرواتب في السوق، وكنت قلقة من فكرة التفاوض على الراتب دون الاضرار بمستقبل العمل. لكني قبلت به لأني كنت قد انتقلت حديثاً إلى سويسرا وقضيت وقتاً طويلاً في البحث عن عمل. بعد أقل من عام، اشترت شركة كبيرة للصناعات الصيدلانية شركتنا، وقررت القيادة تقسيم شركتنا إلى قسمين، وضم القسم الأول إلى الشركة الصيدلانية، وانتقل 4 موظفين إليه، في حين تحول القسم الثاني إلى شركة ناشئة جديدة تضم بقية الموظفين وأنا معهم. لم يتمكن مديري من توضيح الأمور بطريقة جيدة، لكن مع هذه النقلة أصبحت أتولى مسؤوليات تتعلق بالشؤون القانونية والامتثال، وهو مجال خبرتي. عموماً، أحب عملي، فأنا أتعامل مع أقسام الشركة الأخرى وتلقيت تقييمات إيجابية من زملائي حول التعامل مع المفاوضات بأسلوب فعال ومناسب. المشكلة هي كالتالي: تلقيت يوم الجمعة الماضي عقد العمل الجديد من مساعد الرئيس التنفيذي، لم تتغير شروط العمل، وتم تعديل لقبي الوظيفي ليصبح مديرة العقود، لكن الراتب بقي كما هو، وأنا أعرف أنه أدنى من مستوى الرواتب في السوق لأن الحكومة السويسرية تتيح برنامجاً على الإنترنت خاصاً بحساب هذه الأمور، علماً أني بعد بضعة أشهر أتم عاماً من العمل في الشركة الناشئة.

سؤالي هو: كيف أفاوض على راتبي من دون الإضرار بمستقبلي في الشركة؟

يجيب عن هذا السؤال كل من:

دان ماغين: مقدم برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

أليسون بيرد: مقدمة برنامج “ديير آتش بي آر” من هارفارد بزنس ريفيو.

ديف بولتر (DAVE BALTER): مؤسس شركة ناشئة ومستثمر، وألف كتاباً جديداً بعنوان “ضرورة التواضع: القيادة الفاعلة في عصر يسوده الغرور” (The Humility Imperative: Effective Leadership in an Era of Arrogance).

ديف بولتر: تبدو صاحبة السؤال سعيدة في عملها، وهي تساهم بصورة جيدة في الشركة، وهذان أمران مهمان. يجب أن تعلم أنه من واجبها في الشركة الناشئة أن تطالب بزيادة راتبها باستمرار. طالما أنها تنجز ما يطلب منها، وعلمت أنها حصلت على ترقية، فيجب عليها طلب هذه الزيادة. هذا السيناريو كلاسيكي، ولن ينطبق عليها لو كانت فترة عملها في هذا الدور لم تتجاوز الأشهر، لكن بما أنها أمضت عاماً كاملاً فيه وقد طرأت تغييرات على العمل، والتوقيت مناسب، فمن الضروري أن تطلب الزيادة، وإذا لم تطلبها فلن تحصل عليها.

دان ماغين: مع كل ما يجري في الاقتصاد العالمي الآن، يبدو أن الوقت غير مناسب لطلب زيادة في الراتب. هل يجب أن تفكر من منطلق الامتنان لقدرتها على تجاوز عملية اندماج الشركة وتقسيمها والاستمرار بالعمل بينما يخسر ملايين الناس حول العالم وظائفهم؟

ديف بولتر: لا شك في أنه من الضروري أن تشعر بالامتنان، لكن إذا طلبت زيادة في راتبها وخسرت عملها نتيجة لذلك سيكون ذلك دليلاً على وجود مشكلات ثقافية كبيرة في الشركة. لذا يمكن أن تبدي امتنانها، وأن تقر بصعوبة هذه الفترة مقدماً، وأن تطلب إجراء محادثة صريحة مع مديرها بأسلوب لطيف لا هجومي، يمكنها أن تقول مثلاً: “هل بإمكاني التحدث إليك صراحة؟ أعرف أن هذه الفترة غريبة وصعبة في العالم كله، وأن كثيراً من الأمور تجري من حولنا، وأنا ممتنة لعملي في هذا الدور. لكني أشعر بالارتباك أيضاً، لأنني أعتقد أني أديت عملاً جيداً، وأستحق أن أحصل على زيادة في الراتب. لكن قبل أن أطلب هذه الزيادة أود فهم وجهة نظركم حول هذا الأمر”. يمكنها أن تبدأ الحديث بلطف مع مراقبة رد فعل مديرها الفوري ولغة جسده والتعابير التي ترتسم على وجهه، وسماع أول شيء يقوله، هل يتذرع بالظروف الحالية وعدم إمكانية زيادة الراتب، أم يقول شيئاً مثل: “لست واثقاً مما يمكنني فعله، لكني أود سماع ما لديكِ ومعرفة شعورك”، وعندئذ يمكنها المتابعة في الحوار بسلاسة وقد تفتح أمامها عدة أبواب. وربما سيقابل طلبها بالرفض، لكنها على الأقل ستكون قد طالبت بما تريده.

أليسون بيرد: لا مشكلة في المطالبة بما أن مسؤولياتها ازدادت. وعلى الرغم من اضطرابات هذه الفترة فإنها أثبتت جدارتها، ويشكرها زملاؤها على العمل الذي قامت به بعد عملية الاندماج. يتعين عليها إجراء هذه المحادثة.

ديف بولتر: منذ عام تقريباً، عينت موظفاً تخرج من الجامعة للتو، وأتاني يفاوض على زيادة راتبه بنحو 10 آلاف دولار على ما أعتقد، وقلت له: “هذا غير ممكن، فقد تخرجت وعُينت للتو”، فقال “حسناً”. فتعجبت من استسلامه السريع، فقال إنه لم يتوقع أن أوافق على طلبه لكن كان عليه أن يطلب على كل الأحوال. والآن يكاد يتم عاماً كاملاً من العمل في الشركة، وأتى إليّ منذ بضعة أشهر وقال: “أتذكر عندما أتيت إليك منذ عام وطلبت زيادة الراتب؟ أود أن أعرف رأيك في عملي وإذا كنت قد أنجزت ما يفترض بي إنجازه، وأن أعرف مسار النمو الذي سيحقق لي الزيادة التي أطلبها”، احترمت موقفه كثيراً، وقلت له: “لا أعتقد أنك وصلت إلى نقطة تتيح لك الحصول على تلك الزيادة، بسبب كذا وكذا، لكنك محق، فأنت تكاد تتم عاماً من العمل في الشركة ويجب أن نتناقش في هذا الموضوع”. ومع تمهيده للأمر بهذه الطريقة، تمكن من دفعي لوضعه على رأس القائمة في حديثي مع التنفيذيين الآخرين حول من يستحق زيادة في راتبه من الموظفين ومن سيحصل عليها في الدورة المقبلة. لذا، من الضروري المطالبة بالزيادة، وإلا فلن يعطّل أحد نفسه كي يساهم في نجاحك التالي.

أليسون بيرد: ثمة مشكلة تتمثل في مواجهة النساء عموماً ردود فعل سلبية أكثر من الرجال عند المطالبة بزيادة الراتب. وقد نشرنا بحثاً يبين أن طلبهن غالباً ما يقابَل بالرفض. الأمر الجيد هو أن صاحبة السؤال تملك بيانات تؤيدها بالفعل، وهذا يطابق النصيحة التي نقدمها للموظفين الذين يرغبون بالتفاوض على زيادة رواتبهم، إذ نقول لهم إنه من الضروري معرفة مستوى الرواتب في السوق، وإن عليهم معرفة قيمتهم الحقيقية. وصاحبة السؤال لديها بيانات نوعية من زملائها الذين أشادوا بعملها وربما يمكنها الحصول على تزكية أو شهادة إلى جانب رسائل الشكر التي وجهها زملاؤها لها، أو أن يقوم أحد ما بالإشادة بعملها علناً. صاحبة السؤال تملك كل ما يلزم لإجراء هذه المحادثة، وليست بحاجة إلا لامتلاك الثقة الكافية للإقدام على هذه الخطوة.

اقرأ أيضاً: تقبل النقد

دان ماغين: غالباً ما يتمثل أصعب جزء في فهم السوق الحقيقي، وتقول صاحبة السؤال إن ثمة موقع إلكتروني في سويسرا يمكن للناس استخدامه لمعرفة هذه الأمور. وهذا ما يزودها بالمعلومات اللازمة التي يعاني الموظفون في بلدان أخرى من صعوبة في الحصول عليها. لذا فهي تتمتع بامتياز أكبر من الموظف العادي لدينا.

ديف بولتر: كل ما في هذه السؤال يخبرني أن صاحبتها مرشحة قوية للحصول على زيادة في الراتب والترقيات بصورة مستمرة. فقد حصلت على ترقية في اللقب الوظيفي، وقد اجتازت عملية الاستحواذ وتم تعيينها في الشركة الناشئة الجديدة مرة ثانية، إذن فالشركة تقر بمساهماتها. ولربما آن الأوان لتتطابق التعويضات المالية مع هذه الترقية، وهي تتمتع بفرصة قوية لإجراء محادثة صريحة حول الحصول على زيادة في راتبها.

اقرأ أيضاً: كيف أتفاوض على الراتب؟

أليسون بيرد: هل من الممكن أن تفاوض على الحصول على مزيد من حقوق الملكية أو خيارات الأسهم بما أنها تعمل في شركة ناشئة؟

ديف بولتر: هذا ممكن، فكل شخص يهتم بأحد أنواع التعويضات، فالبعض يفضل حزم الإجازات أكثر، في حين يفضل البعض الآخر الحصول على حقوق ملكية في الشركة، وإذا كانت الشركة مؤسسة عامة، فمن الممكن أن يرغب البعض بامتلاك الأسهم. وإذا كانت مؤسسة خاصة، فقد يفضل الموظفون خيارات الأسهم. ولهذا خُلق الحوار، فمن الممكن ألا تتاح الأموال النقدية لزيادة الراتب، في حين تكون الخيارات المربحة الأخرى متوفرة، ويمكن مناقشتها مع الموظف ومعرفة ما يهمه منها إذا كانت الشركة راغبة بالحفاظ عليه. أو قد تكون زيادة الراتب ممكنة في الدورة المالية التالية، أي بعد أربعة أشهر مثلاً، وقد تلجأ الشركة للخيارات الأخرى كحلّ مؤقت ريثما يصبح بالإمكان زيادة الراتب نقداً.

أليسون بيرد: أولاً، نشجع صاحبة السؤال على التفكير من منطلق الامتنان لامتلاك هذه الوظيفة واجتياز عملية الاندماج. ويبدو أنها موظفة ناجحة جداً في الشركة الناشئة الجديدة التي تم إنشاؤها من تقسيم شركتها القديمة. نرى أن عليها طلب إجراء محادثة صريحة حول إمكانية زيادة راتبها نظراً لزيادة مسؤولياتها. ونرى أنه لا ضير إطلاقاً من الاستفسار عن قدرة الشركة على دفع مزيد من المال لها، ويسرنا أنها مزودة بالمعلومات اللازمة حول قيمتها السوقية وتمتعها بسمعة طيبة بين زملائها، ويمكنها الاستفادة من كل ذلك أمام مدرائها. ونود تذكيرها بإمكانية التفاوض على خيارات أخرى للتعويضات غير الزيادة النقدية، كالإجازات أو حقوق الملكية أو خيارات الأسهم أو المرونة في أوقات العمل. الخلاصة، يجب على صاحبة السؤال خوض هذه المحادثة من أجل التفاوض على الراتب دون الاضرار بمستقبل العمل.

اقرأ أيضاً: كيف تدير جلسة نقاش

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .