الإقالة الصامتة: ماذا تفعل عندما تدفعك شركتك للاستقالة؟

5 دقائق
الإقالة الصامتة
فريق هارفارد بزنس ريفيو/بيتر دازيلي/ ليولينتانغ/غيتي إميدجيز
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: قد تفكر شركات كثيرة في تقليص قوتها العاملة نظراً إلى ميزانياتها المحدودة. ولكن بالطبع يُعد التسريح المباشر مكلفاً ومحفوفاً بالمخاطر. لهذا السبب لجأت بعض الشركات إلى استراتيجية أكثر دهاءً: الإقالة الصامتة؛ ما يعني خلق بيئة عمل عدائية عن قصد بحيث تدفع الموظفين إلى المغادرة “طواعية”. يسلط البحث الجديد الذي أجراه المؤلفان الضوء على الكيفية التي يمكن بها للموظفين معرفة إن كانوا يتعرضون للإقالة الصامتة، بما في ذلك كيفية ملاحظة التغيرات في مسؤوليات العمل والتعويضات والتواصل، ويقدم 10 خطوات تكتيكية يمكن للموظفين اتخاذها قبل الاستسلام.

سرّحت الشركات الأميركية أكثر من 8 ملايين عامل بين عامي 2008 و2010. واليوم، بينما يلوح ركود آخر في الأفق، يعيد العديد من أصحاب العمل النظر في تخفيض قوتهم العاملة. ولكن بدلاً من فصل العاملين أو تسريحهم مباشرة، تشير البحوث إلى أن الشركات قد تتبع نهجاً آخر أكثر دهاءً: الإقالة الصامتة.

لتجنب التكاليف المالية والنفسية والقانونية المقترنة بفصل الموظفين، قد تخلق بعض الشركات عمداً بيئة عمل عدائية تدفع الموظفين إلى المغادرة طواعية. على المستوى الفردي هذه ليست فكرة جديدة بالطبع؛ فلطالما استخدم المدراء أساليب مماثلة لدفع ذوي الأداء الضعيف إلى المغادرة دون دفع تعويضات إنهاء الخدمة أو المخاطرة بتعرضهم للانتقام. ولكن في الآونة الأخيرة، يبدو أن شركات مثل ميتا وتيسلا أصبحت تستخدم على نحو متزايد نهج الإقالة الصامتة كاستراتيجية لتقليص قوة العمل على نطاق أوسع.

في الواقع، أظهرت دراسة أن غالبية العاملين الذين تركوا وظائفهم في عام 2021 فعلوا ذلك بسبب انخفاض الأجور أو انعدام فرص النمو أو الشعور بعدم الاحترام. قد يجد الموظفون أنهم أصبحوا يعملون بموجب سياسات جديدة أو يُتوقَّع منهم الاضطلاع بمسؤوليات جديدة، وتتحول وظائفهم ببطء إلى وظائف بعيدة كل البعد عما اتفقوا عليه، إلى أن تبدو الاستقالة الخيار الوحيد. والأسوأ من ذلك أن العديد من الموظفين لا يفهمون حتى ما هي الإقالة الصامتة، فما بالك بكيفية توقعها أو ما يجب فعله إذا تعرضوا لها.

لهذا السبب، في وقت سابق من هذا العام، طلبنا من أكثر من 1,000 عامل أميركي يعملون في مجموعة متنوعة من القطاعات والأدوار مشاركة تجاربهم مع الإقالة الصامتة. وبناءً على ردودهم، حددنا العديد من المؤشرات العامة التي قد تدل على أن صاحب العمل يحاول “دفع” العاملين للمغادرة.

الإشارات التحذيرية

التغيرات المتعلقة بمسؤوليات العمل

  • إعادة توزيع مسؤوليات وظيفية مهمة على موظفين آخرين.
  • خفض رتبة الموظف أو تغيير وصفه الوظيفي.
  • عدم التكليف بالفرص الجديدة الواعدة.
  • وضع أهداف أداء غير منطقية.
  • منح الموظف مسؤوليات غير مرغوب فيها أو غير متوافقة مع دوره.
  • عدم منح الموظف الترقية التي يستحقها.

التغيرات المتعلقة بالتعويضات

  • خفض الأجور.
  • منع الموظف من كسب المزيد نظير قيامه بأعمال إضافية أو وقت العمل الإضافي.
  • عدم تقديم المكافآت أو الزيادات السنوية المتوقعة.

التغيرات المتعلقة بظروف العمل

  • تغيير ساعات أو ورديات العمل المعتادة.
  • زيادة حجم العمل بمستويات غير منطقية أو لا يمكن التعامل معها.
  • إجبار الموظف على الانتقال.
  • سحب “الامتيازات الإضافية” مثل المكتب أو مكان ركن السيارة.

التغيرات المتعلقة بالتواصل مع المدير

  • عدم مناقشة المسار الوظيفي أو تقديم ملاحظات على الأداء.
  • عدم تقييم الموظف بإنصاف أو تقديم ملاحظات قاسية للغاية أو انتقاد عمله باستمرار.
  • “الاختفاء” أو إلغاء الاجتماعات بصورة متكررة.
  • عدم تقديم معلومات مهمة تتعلق بعمل الموظف ومسؤولياته.
  • عدم الإشادة بعمل الموظف، أو الأسوأ من ذلك نسب الفضل في هذا العمل لآخرين.

يمكن أن يكون المرور بهذه التغييرات محبطاً للغاية. إذا كان مكان عملك أو مديرك يجعلك تشعر بعدم الكفاءة أو عدم التقدير أو الحرمان من حقوقك أو الاكتئاب أو العزلة، فمن الطبيعي أن ترغب في المغادرة. في الواقع، أفاد أكثر من ربع الأشخاص في استطلاعنا أنهم، استجابة لهذه العلامات على الإقالة الصامتة، بدؤوا البحث عن وظيفة جديدة (وأوضحوا أن هذه يمكن أن تكون في الواقع استراتيجية فعالة، وإن كانت غير أخلاقية، لتقليل عدد الموظفين في مكان العمل).

ولكن شارك العديد من الأشخاص الآخرين الطرق التي اتبعوها لمعالجة المشكلة والمضي قدماً. نعرض أدناه حصيلة تجاربهم في 10 خطوات تكتيكية يمكنك اتخاذها إذا كنت قلقاً من احتمال تعرضك للإقالة الصامتة، قبل أن تستسلم.

ما الذي يمكنك فعله إذا علمت أنك تتعرض للإقالة الصامتة؟

1. حلل الموقف بعقلانية.

هل تتعرض حقاً للإقالة الصامتة؟ أم أنك تبالغ في تحليل الموقف؟ هل هناك ظروف موضوعية يمكن أن تفسر القرارات التي يتخذها مديرك؟ هل هذه التغييرات السلبية تستهدفك أنت فقط أم يتأثر بها الجميع بالقدر نفسه؟ إذ إنه من السهل إساءة تفسير تصرفات الآخرين في المواقف الحساسة وغير المريحة. إذا أصبح مكان عملك لا يطاق حقاً ويضر بصحتك النفسية، فقد يكون الوقت قد حان للاستقالة، ولكن من المهم التأكد من أنك تفهم موقفك بشكل صحيح قبل القيام بأي رد فعل.

2. تذكر أن المعرفة قوة.

لتتمكن من تحديد أي من التغيرات التي تطرأ على ظروف عملك تُعد مقبولة وأيها ليست كذلك، من المهم أن تكون على عِلم بقواعد شركتك ولوائحها. يجب أيضاً أن تكون على دراية بمعايير الترقية والزيادة في الراتب، والأمور المتعارف عليها في مهنتك، لا سيما عندما يتعلق الأمر بجداول الأجور وهياكل التعويضات. إذ يمكن أن يساعدك هذا الإطار المرجعي على تحديد إن كانت التجارب التي تمُر بها معتادة في شركتك وقطاعك، أم أنك في الواقع تتعرض للإقالة الصامتة.

3. وثِّق كل ما هو جيد.

دوِّن إنجازاتك ونجاحاتك واحتفظ بها. وتأكد من أن بإمكانك إثبات القيمة التي أضفتها إلى الشركة من حيث النتائج الملموسة والقابلة للقياس.

4. وثِّق كل ما هو سيئ.

ومن المهم أيضاً الاحتفاظ بسجلات مكتوبة لأي دليل على تَعرُّضك لسوء المعاملة. ويتضمن ذلك رسائل البريد الإلكتروني وتقارير التقييم والملاحظات المكتوبة، وما إلى ذلك. احرص أيضاً على توثيق الحوادث المختلفة التي جعلتك تشعر بعدم التقدير أو الاستبعاد.

5. تحدث بصراحة وكن مبادراً.

إذا كنت قلقاً بشأن وضعك، فتواصل مع مديرك وتحدث معه بصراحة وصدق حول ما تشعر به. كن محدداً قدر الإمكان، وحاول التركيز على الطرق التكتيكية التي يمكن لمديرك من خلالها تحسين الأوضاع، وليس على الشكوى فقط.

6. التمس المساعدة القانونية.

قد يساعدك أحياناً التشاور مع محامٍ أو ممثل نقابي في تقييم مدى خطورة الموقف وتحديد أفضل طريقة للتعامل معه. بالإضافة إلى ذلك، في بعض الأحيان مجرد معرفة مديرك أنك استشرت محامياً أو ممثلاً نقابياً تكون كافية لردعه عن الاستمرار في طريق الإقالة الصامتة.

7. احرص على حماية صحتك النفسية.

يمكن أن يؤثر التوتر الناجم عن تعرضك للإقالة الصامتة سلباً على صحتك النفسية. للتغلب على هذه التحديات، فكر في التحدث مع معالج نفسي أو مرشد أو أي متخصص آخر. يمكنك أيضاً التواصل مع الأصدقاء والعائلة والزملاء الذين يمكنهم تقديم الدعم والنصائح التكتيكية.

8. استَقِل في صمت.

لهذا النهج جوانب سلبية، ولكن يمكن أن تكون “الاستقالة الصامتة” (أي الانفصال عن عملك وإنجاز الحد الأدنى من مهماتك فقط) خياراً فعالاً للتخفيف من بعض التوتر المقترن بتعرضك للإقالة الصامتة، لا سيما في الوقت الذي تتخذ فيه قراراً بشأن أفضل طريقة للمضي قدماً.

9. اتخذ إجراءات قانونية.

من بين أسباب لجوء الشركات إلى نهج الإقالة الصامتة هو أنه يُصعّب على الموظفين اتخاذ إجراءات قانونية، لكن هذا لا يعني أنه لا سبيل للتظلم على الإطلاق. لرفع دعوى قانونية، ستحتاج على الأرجح إلى إثبات أن الشركة غيرت ظروف عملك بشكل جذري وجائر، وأن هذه التغييرات تسببت في أضرار حقيقية وملموسة فيما يتعلق بدخلك أو رفاهك.

10. تفاوض قبل تقديم استقالتك.

أخيراً، إذا كان من الواضح لك أن الشركة تريد دفعك إلى المغادرة، وقررتَ أن الأمر لا يستحق البقاء، فلا تقدم استقالتك فحسب. بدلاً من ذلك، تحدث مع مديرك بصراحة مشيراً إلى اعتقادك أن الشركة تتطلع إلى تقليص قوتها العاملة مع عرض الشروط التي ستوافق بموجبها على المغادرة. على سبيل المثال، يمكنك عرض المغادرة طوعاً مقابل الحصول على تعويض إنهاء خدمة يعادل راتب 6 أشهر أو توصية إيجابية أو دعم للتعيين في وظيفة أخرى أو أي مزايا أخرى تهمك. لن تحصل بالضرورة على كل ما ستطلبه، ولكن إذا كانت شركتك تريدك أن تغادر ولا تريد فصلك، فهذا يعني أنك في موقف جيد. لذا، حاول تحقيق أقصى استفادة عند مغادرتك.

من المؤكد أن الحديث عن هذه التوصيات يمكن أن يكون أسهل من تنفيذها في بعض الأحيان. فقد وجدنا في دراستنا أن أكثر من 40% من المشاركين الذين تعرضوا للإقالة الصامتة حاولوا تجاهل المشكلة ببساطة لأنهم لم يرغبوا في إثارة مشكلات أو صراعات. ولكن عندما تعرف الإشارات التحذيرية التي يجب الانتباه إليها والخطوات التي يمكنك اتخاذها للتعامل معها، ستكون لديك الأدوات التي تحتاج إليها للتغلب على هذه المشكلة. وسواء قررت الاستقالة أو البقاء، تذكر أنك تستحق أن تحظى بالتقدير سواء في وظيفتك الحالية أو التي تليها.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .