هل ترغب في الانتقال إلى مدينة جديدة والاحتفاظ بوظيفتك في الوقت نفسه؟

5 دقائق
الاحتفاظ بالوظيفة الحالية
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

ملخص: تزايد منذ بداية الجائحة عدد الأشخاص الراغبين في مغادرة المدن المكلفة والعيش بالقرب من أُسرهم أو في مدن ذات تكاليف معيشية أقل، لكن لا يستطيع كل أصحاب العمل الاستجابة لطلبات الانتقال تلك. وعندما يرفض قادة الشركات طلبات موظفيهم في الانتقال، فلا يمكن وصف قراراهم ذلك أنه غير عقلاني؛ إذ لا يستطيع الكثير منهم استبقاء موظفيهم في المدن التي اختاروا الانتقال إليها، وقد لا يستطيعون حتى تقبّل فكرة أداء بعض المناصب عن بُعد فترة طويلة، حتى لو نجح موظفوهم في أدائها عن بُعد بالفعل خلال الأشهر الـ 18 الماضية. وإذا كنت تفكر في الانتقال إلى مدينة أخرى، فمن المهم أن يتواءم قرارك مع سياسات شركتك ومع وضعك الشخصي. وتعرض المؤلفة 5 مجالات محددة يجب على كل من يفكر في الانتقال مراعاتها قبل اتخاذ أي خطوة من أجل الاحتفاظ بالوظيفة الحالية تحديداً

 

رغب أحد عملائي وسأدعوه ستيف وزوجته في مغادرة مدينة نيويورك منذ سنوات، بعد أن أدركا أن البقاء فيها لا يتناسب مع وضعهما المالي. وعندما انتشرت جائحة “كوفيد”، انتقلا أخيراً إلى مدينة أوستن في ولاية تكساس الأميركية. قال لي ستيف: “اخترنا مدينة أوستن لأن أسرة [زوجتي] تقطن هناك، ولدى شركتي فرع في المدينة أيضاً، وأردنا الانتقال إلى ولاية لا توجد فيها ضرائب على الدخل/أرباح رأس المال”.

يشغل ستيف منصب مدير المشاريع وكان يؤدي عمله على أكمل وجه عن بُعد خلال جائحة “كوفيد”. وقال إن أهم شيء فعله قبل الانتقال إلى تكساس هو طلب الإذن من صاحب عمله أولاً. “لقد انتقل بعض موظفينا إلى هاواي أو إلى ولايات أخرى دون الحصول على إذن، وهو ما وضع الشركة والموظفين في موقف حرج تماماً. في حين أخبر موظفون آخرون صاحب العمل بعد انتقالهم بالفعل، لكنه لم يسمح لهم بالعمل من هناك، وهو ما اضطرهم إلى الاستقالة أو تسبّب في طردهم”.

وبصفتي مسؤولة تنفيذية في إدارة الموارد البشرية، لاحظت تزايد عدد الأشخاص الراغبين في مغادرة المدن ذات التكاليف المعيشية المرتفعة للعيش بالقرب من أسرهم أو في مدن ذات تكاليف معيشية منخفضة. وانتقلت شخصياً من مدينة لوس غاتوس في كاليفورنيا، التي تصنّف ضمن أغلى المدن في البلد إلى مدينة سكوتسديل في ولاية أريزونا في أثناء الجائحة. أخبرت قيادة شركتي مسبقاً بشأن حاجتي إلى الانتقال وكنت على استعداد لتحمّل أي عواقب محتملة.

عندما يرفض قادة الشركات طلبات موظفيهم في الانتقال، فلا يمكن وصف قراراهم ذلك أنه غير عقلاني؛ إذ لا يستطيع الكثير منهم استبقاء موظفيهم في المدن التي اختاروا الانتقال إليها، وقد لا يستطيعون حتى تقبّل فكرة أداء بعض المناصب عن بُعد فترة طويلة، حتى لو نجح موظفوهم في أدائها عن بُعد بالفعل خلال الأشهر الـ 18 الماضية. وإذا كنت تفكر في الانتقال إلى مدينة أخرى، فمن المهم أن يتواءم قرارك مع سياسات شركتك ومع وضعك الشخصي. ضع في اعتبارك هذه الأمور الخمسة المحددة قبل اتخاذك تلك الخطوة.

المخاطر على الشركة

لكل شركة فلسفتها الخاصة حول مكان ممارسة الأعمال التجارية والالتزامات الضريبية التي ستكون على استعداد لتحملها. فإذا لم تكن الشركة مسجلة ومرخّصاً لها بممارسة أعمال تجارية في ولاية معينة، فقد يتسبب وجود موظف يعمل في تلك الولاية في تحمّل الشركة مسؤولية ضريبية إضافية تتعارض مع فلسفة أعمالها التجارية. وحتى إذا حصلت الشركة على ترخيص بمزاولة أعمالها التجارية بالفعل في تلك الولاية، فقد لا يكون مرخصاً لها بدفع تعويضات الموظفين هناك.

وقد تتحمّل الشركة مسؤوليات ضريبية إضافية حتى لو كان موظفها سيعمل مؤقتاً في ولاية ما. إضافة إلى ذلك، قد يترتب على الانتقال إلى دول أخرى تعقيدات إضافية، كالحاجة إلى استصدار تأشيرات وتصاريح عمل للموظفين والالتزام بدفع ضريبة على الدخل الدولي ودفع الضرائب المفروضة على المبيعات، وهي التزامات قد لا يكون القادة على استعداد لتلبيتها.

المخاطر على الموظف

ليس من المستغرب أن يُطلب منك دفع ضرائب على الدخل عندما تنتقل إلى ولاية جديدة للعمل فيها بشكل دائم. لكن ماذا لو قررت الانتقال والعمل عن بُعد معظم الأوقات، والعودة إلى المكتب الرئيسي عند الحاجة فقط؟ تسري ضرائب الدخل على غير المقيمين بعد فترة زمنية معينة من إقامتهم في معظم الولايات. على سبيل المثال، إذا انتقلت إلى مدينة نيويورك أو سافرت إليها لأكثر من 184 يوماً، ستخضع لضريبة الدخل. في حين أنك ستخضع لتلك الضريبة بعد 45 يوماً من إقامتك في كاليفورنيا. ولدى بعض الولايات قانون اليوم الأول، وهو ما يعني أنه إذا عملت فيها ليوم واحد فقط، فأنت مدين بدفع ضريبة الدخل للولاية. وبالتالي، قد يجعلك العمل عن بُعد من منزلك الجديد في إحدى المدن والسفر للعمل من مكتبك في المدينة الأخرى تتحمّل المسؤولية الضريبية في كلتا المدينتين. وستحتاج على أقل تقدير إلى دفع ضرائب على الدخل في كلتا المدينتين، وإذا كنت تستخدم محاسباً للقيام بذلك، فقد تضطر إلى تكبّد تكاليف إضافية لإعداد الضرائب لعدة مدن.

التفاوت في الأجور

تدفع الشركات أجوراً لموظفيها على أساس تكلفة العمالة، وليس على أساس تكلفة المعيشة. على سبيل المثال، إذا كنت تعيش في مدينة سان فرانسيسكو، فستكون تكلفة العمالة أعلى مما لو كنت تعيش في مدينة تالاهاسي في فلوريدا. وبالتالي، سيتقاضى الموظف الذي يعمل في مدينة سان فرانسيسكو أجراً أعلى لقاء أدائه نفس الوظيفة التي يؤديها الموظف في مدينة تالاهاسي. وإذا اخترت الانتقال إلى مدينة كانت تكاليف اليد العاملة فيها منخفضة، سينخفض راتبك على أساس سياسة تعويضات شركتك. ومن المهم أن تتحقق مع مديرك أو ممثل الموارد البشرية لمعرفة ما إذا كان سيسري مثل ذلك القانون عليك أم لا، لأنك إذا كنت تخطط لتوفير المال في الموقع الجديد، فقد لا يغير انتقالك فعلياً تكلفة المعيشة الإجمالية.

تحديد الدور الوظيفي

لقد وظّفتك شركتك لملء شاغر معين لدعم الأعمال التجارية أو تنميتها. فإذا تطلّب ذلك المنصب منك العمل من المكتب قبل الجائحة، فقد تضطر إلى مواصلة أداء مهام محددة من المكتب بمجرد عودة موظفي الشركة إلى مكاتبهم، مثل العمل باستخدام معدات متخصصة لا يمكنك اصطحابها إلى المنزل أو جمع التواقيع الشخصية من مصادر متعددة. قد يشتمل عملك أيضاً على التعاون متعدد التخصصات في مشاريع معينة أو إلقاء العروض التقديمية أمام القيادة العليا شخصياً. اسأل نفسك: “هل تمكنتُ عند العمل عن بُعد من تلبية كل متطلبات وظيفتي تماماً كما كنت أؤديها قبل جائحة “كوفيد”؟” إذا كنتَ قادراً على أداء معظم المهام، فذلك يعني أنك تكيفت بالفعل مع متطلبات العمل من المنزل التي فرضتها جائحة “كوفيد” ونجحت بذلك بالفعل. ومع ذلك، لا يعني هذا تغيير الوصف الوظيفي لذلك المنصب بصفته وظيفة عن بُعد، ولا يعني أن يقبل صاحب العمل أن تؤدي عملك عن بُعد على المدى الطويل. وإذا لم تتمكن من أداء جميع المهام أو دعم العمل التجاري بالكامل، فأنت تطلب بذلك من شركتك تقليل نطاق منصبك أو تغييره تماماً، وهو ما قد يسفر عن تغيير في الراتب أيضاً.

المسار المهني

كما يقول المثل القديم، “البعيد عن العين بعيد عن القلب”. يحدث انحياز التقارب اللا إرادي عندما ينجذب الناس إلى آخرين مشابهين لأنفسهم. قد يشعر المدراء الموجودون في المكتب أنهم أكثر ارتباطاً بالموظفين الموجودين في المكتب وقد يميلون إلى تخصيص مشاريع مهمة أو أعمالاً أكثر متعة لهم. علاوة على ذلك، قد يؤدي ذلك الانحياز اللا إرادي إلى مزيد من الفرص للترقية أو المكافآت الأخرى للموظفين العاملين من المكتب، وهو ما قد يؤثر على طموحاتك المهنية. تتمثل إحدى طرق مكافحة انحياز التقارب إذا واصلت العمل بدوام كامل عن بُعد في بذل جهدك للبقاء في أذهان مديرك والقيادة العليا. فكر في عدد المرات التي تتواصل فيها معهم، أو فكر في الانتقال إلى مدينة تضم فرعاً آخر لشركتك يمكنك فيها مواصلة العمل بشكل شخصي.

وفي نهاية الحديث عن الاحتفاظ بالوظيفة الحالية تحديداً، من المهم أن تتذكر أن منصبك يخدم شركتك؛ فقد تم استحداثه، ومن ثم تعيينك، لدعم الأعمال التجارية وتنميتها. لذلك، استفسر عما إذا وضعت شركتك بالفعل سياسات للعمل عن بُعد عقب جائحة “كوفيد”، أو عن ماهية السياسات المستقبلية التي قد تؤثر على وضع عملك بدوام كامل عن بُعد. ماذا لو قبِل مديرك أن تعمل عن بُعد اليوم ولكن كان منصبك يدعم جزءاً آخر من العمل التجاري ويفرض عليك أن تعمل من المكتب بانتظام؟ من المهم أن تنظر إلى وظيفتك من منظور دورك في دعم الشركة. فالأمر ليس شخصياً، بل كهذا تسير الأعمال.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2024 .