بحكم عملي كمدربة تنفيذية لأكثر من 30 عاماً، عملت مع العديد من القياديين المتألقين الذين تبدو عليهم مظاهر النجاح الباهر خارجياً، غير أنهم يعانون في تقديرهم لذواتهم. ويتبادر إلى ذهني اسم أحدهم وهو "خلدون" على وجه الخصوص، الذي يُعد قيادياً صاحب صيت محترم في شركته. فقد كان مخلصاً ومتفانياً ويؤدي عمله بجد لسنوات.
واكتشف عبر أحاديث المكتب الجانبية أنّ من تم توظيفهم حديثاً في مناصب عدد من زملائه القدامى الذين تركوا الشركة جميعهم يتقاضون رواتب أعلى من راتبه. في البدء تجاهل الأمر، غير أنّ ما سمعه حول ذلك صار يزعجه. فهو يدير فريقاً يتكون من 140 فرداً في الوقت الذي يتقاضى فيه راتباً أقل بكثير من أولئك الجدد الذين لا يتجاوز تعداد فرقهم 20 إلى 30، أو حتى خمسة في إحدى الحالات.
بدأ الضيق ينتابه وأصبح يشعر بانعدام الأمان. لماذا لم يعرضوا عليه زيادة في راتبه؟ هل هم غير مقدرين لعمله؟ ألم يلاحظوا الجهد الكبير الذي يبذله؟
لقد فقد حماسته لوظيفته. وفي حين كان مصدراً للطاقة الإيجابية في العمل، فقد أضحى يجد نفسه الآن
اترك تعليق