5 عادات يومية تساعدك على تجديد طاقتك في العمل

8 دقائق
مصادر الطاقة
shutterstock.com/sommart sombutwanitkul

في عالم العمل السريع الإيقاع والتغير، نحتاج للعديد من مصادر الطاقة التي تُبقي حماسنا مُتقداً تجاه عملنا، فطاقة الإنسان تُعد محدودة ويمكن أن تستنزف بسهولة بسبب التوتر أو المشاعر السلبية أو المشاكل الصحية أو الصراعات الشخصية. تشير دراسة نُشرت في مجلة الاستدامة (Sustainability) في سبتمبر/أيلول 2023 إلى أنه عندما تكون مستويات الطاقة البشرية منخفضة، فإن ذلك يؤدي إلى آثار سلبية في بيئة العمل مثل الحضور إلى مقر العمل مع غياب الإنتاجية، وحالات التغيّب والتشتت وارتفاع التكاليف الصحية؛ وكلها عوامل تؤثر في نهاية المطاف على نجاح المؤسسة.

هنا، تبرز رسالة أساسية واضحة: عندما تُستنزف طاقة الموظف، فإن التأثير لا يقتصر عليه فقط، بل يمتد إلى المؤسسة بأكملها. ولكن الجانب الإيجابي في هذه المسألة هو أن ذلك ليس قدَراً حتمياً، إذ إن هناك استراتيجيات عملية يمكنها كبح هذا الاستنزاف وهناك طرق للحفاظ على طاقتك وتجديدها، وخصوصاً بالنسبة للقادة الذين يُتوقع منهم إلهام الآخرين وتحفيزهم يومياً.

بعد أكثر من 25 عاماً من الخبرة في تدريب المدراء والقادة، وجدت أن أفضل طريقة لدعم الإنتاجية والرفاهية تكمن في ممارسات بسيطة ولكنها فعالة. إليك خمس طرق عملية للحفاظ على طاقتك وتعزيزها لك ولمن تقودهم.

1. الخطوة الأولى

الخطوة الأولى في إدارة طاقتك هي أن تدرك أين تذهب هذه الطاقة. خذ لحظة للتفكير في كيفية توزيع الطاقة خلال يومك. قسّمها إلى خمس "بطاريات" رئيسية تسهم في رفاهيتك العامة:

  • البدنية – الكمية: حيويتك وصحتك الجسدية.
  • الذهنية – التركيز: مرونتك الفكرية، صفاء ذهنك، وقدرتك على معالجة المعلومات.
  • العاطفية – الجودة: مرونتك العاطفية، إبداعك، وقدرتك على ضبط النفس.
  • الروحية – الغرض: دافعك الداخلي، قيمك، وإحساسك بالمعنى والهدف.
  • الاجتماعية – السياق: محيطك، علاقاتك، وبيئتك المهنية.

من خلال إدراكك هذه الجوانب، ستتمكن بسرعة من تحديد أين تذهب طاقتك وأين قد تكون عاداتك إما داعمة أو مُعيقة لجهودك. على سبيل المثال، إذا كنت بصحة بدنية جيدة لكنك مرهق عاطفياً، فقد حان الوقت للتركيز على "بطاريتك العاطفية".

2. البطاريات كاستعارة: تحرّك بسرعة وفعالية

تعمل استعارة "البطاريات" بشكل جيد في مختلف الثقافات، خاصة وأننا نعتمد كثيراً على الأجهزة التي تحتاج إلى شحن. ولكن من المهم أن نتذكر أن الطاقة البشرية ليست ثنائية – بل متعددة الأبعاد. فطاقتنا نظام معقد من التفاعلات بين الحالات البدنية، الذهنية، العاطفية، الروحية والاجتماعية.

وقد يكون تشبيه الطاقة البشرية بخمسة جداول مياه تتدفق معاً في نهر واحد تشبيهاً أفضل للحالة، إذ يؤثر كل جدول على تدفق النهر ككل. فهم هذا الموضوع يتيح اتباع نهج شمولي للحفاظ على الطاقة.

3. مستنزِفو الطاقة يؤثرون أكثر من مُعززيها

من خلال تجربتي، غالباً ما يكون لمستنزفي الطاقة تأثير أكبر على رفاهيتنا من معززيها. هذه الظاهرة، المعروفة باسم "التحيّز السلبي"، تجعل من الصعب علينا ملاحظة الجوانب الإيجابية في حياتنا. يشبه الأمر محاولة ملء دلو مليء بالثقوب – مهما أضفنا، فإنه يتسرب. الخطوة الأولى هنا هي تقليل حجم هذه الثقوب، عبر إجراء تغييرات عملية في بيئتنا أو طريقة تفكيرنا. وأحياناً، يكون أقوى تغيير هو تعديل موقفنا تجاه التحديات الحياتية.

لا تنسَ تقدير الأمور الإيجابية الصغيرة – صحتك، سلامة أحبائك، وراحة الحياة اليومية – فهي مصادر طاقة نغفلها لكنها ضرورية.

4. العادات الصغيرة تصنع تغييرات كبيرة مع الوقت

أظهرت الأبحاث في العقد الأخير أن الأفعال الصغيرة والهادفة تؤدي إلى تغييرات طويلة الأمد. هذه "العادات الصغيرة" هي أفعال بسيطة قابلة للتكرار تتماشى مع قيمك ويمكنك القيام بها باستمرار حتى في أيامك المزدحمة أو المرهقة.

لماذا تنجح العادات الصغيرة؟ هي تنجح لأنها:

  • تتناسب مع جدولك: لا تتطلب وقتاً كبيراً ويمكن تنفيذها حتى في أكثر الأيام ازدحاماً.
  • تُظهر تقدماً مرئياً: الانتصارات الصغيرة تبني الزخم.
  • ذات معنى وتحت سيطرتك: تهمك شخصياً ولا تعتمد على الآخرين.

على سبيل المثال، الوقوف لدقيقتين كل ساعة من أجل التمدد يمكن أن يحسن التركيز، يعزز طاقتك البدنية، ويجعلك أكثر حضوراً أثناء الاجتماعات.

5. حدد نقاط قوتك واحتفل بما يسير على ما يرام

جزء أساسي من الحفاظ على الطاقة هو التركيز على ما يسير بشكل جيد بالفعل. في عالم سريع ومرتكز على الإنجاز، من السهل أن ننشغل بما لا يعمل. لكن من الضروري أن نعترف بنقاط قوتنا والعادات الإيجابية التي بنيناها بالفعل.

لقد طورتُ أداة باسم "فحص الطاقة" لمساعدة الأفراد على تقييم مستويات طاقتهم عبر المحاور الخمسة. فمن خلال التركيز على النقاط التي تدير فيها طاقتك بشكل جيد، يمكنك بناء أساس قوي لتنمية عادات إيجابية إضافية. سواء من خلال تخصيص وقت للعناية الذاتية، أو الانخراط في عمل هادف، أو ممارسة التأمل الذهني، فإن هذه النقاط تشكل مصدر طاقتك المستدامة.

دور البيئة الاجتماعية

بالإضافة إلى الاستراتيجيات الخمس، من المهم أيضاً أن نتذكر تأثير بيئتنا الاجتماعية. خلال جائحة كوفيد-19، أضفت "البطارية الاجتماعية" إلى إطاري المفاهيمي، لأن السياق – سواء مكان سكنك، أو الوضع في بلدك، أو بيئتك المهنية، أو رفاهية من حولك – يؤثر بشكل كبير في مستويات طاقتك.

وبالتالي، من المفيد تخصيص وقت للتأمل الذاتي، ويفضل أن يكون ذلك في الطبيعة أو مكان هادئ، للتفكر في عاداتك وطريقة تفكيرك. تذكّر، نحن جميعاً جزء من نظام بيئي أكبر – كأننا أسماك في شعاب مرجانية – ندعم ونُدعَم من قبل بعضنا البعض.

في النهاية، إدارة الطاقة هي مسألة ممارسات يومية صغيرة تتراكم مع الوقت. وعندما تكون في أفضل حالاتك، ستكون قادراً على تقديم أفضل ما لديك للآخرين، ما يخلق تأثيراً إيجابياً في حياتك الشخصية والمهنية.

تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.

جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الأميركية 2025.

المحتوى محمي