ثقافة العمل المفرط Hustle Culture

ما مفهوم ثقافة العمل المفرط؟

ثقافة العمل المفرط (Hustle Culture): تشير إلى العقلية التي تفرض على الموظفين العمل يومياً على مدار الوقت لتحقيق أهدافهم المهنية.

أصبحت ثقافة العمل المفرط شائعة في القرن الحادي والعشرين، عندما دفعت الأزمة المالية العالمية جيل الألفية وجيل زد إلى الحاجة للعمل لساعات طويلة وبدء عمل تجاري جانبي لتحقيق النجاح في ظل مناخ اقتصادي صعب.

أساس ثقافة العمل المفرط

تعد ثقافة العمل المفرط أسلوب حياة أصبحت فيه المهنة أولوية في حياة الأفراد أو في البيئة التي يعملون فيها على حساب احتياجاتهم الشخصية مثل الهوايات والرعاية الذاتية، وجوهرها أن العمل الجاد لساعات طويلة سيؤدي إلى النجاح، والنجاح سيؤدي إلى مزيد من القوة.

تُحفز بعض الشركات على العمل المفرط بالترقيات أو العلاوات، ما يضع الموظفين تحت ضغط شديد للعمل لساعات أطول كي يحصلوا على لقب “الموظف المثالي”، أو يتجنبوا التسريح، أو ليتمكنوا من تسلق سلم الشركة في مجال تنافسي، أو حتى لتحقيق الأهداف المالية مثل شراء منزل أو الادخار لإرسال أطفالهم إلى الكلية.

من جهة أخرى تُهيئ ثقافة العمل المفرط بيئة من الخوف والشعور بالذنب عند عدم الرغبة بالعمل لساعات أطول واللحاق بوتيرة إنجاز الموظفين الآخرين.

تبرز ثقافة العمل المفرط لدى العديد من المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، ورجال الأعمال، مثل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، إيلون ماسك، الذي اشتهر بقوله: “لم يغير أحد العالم على الإطلاق في 40 ساعة في الأسبوع”.

سلبيات ثقافة العمل المفرط

بيّن تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية أن العمل لمدة 55 ساعة على الأقل أسبوعياً يقتل أكثر من 745 ألف شخص سنوياً. ويزيد من خطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 35% وأمراض القلب بنسبة 17%، وتشير أبحاث أخرى إلى أن العمل المفرط يؤثر سلباً على الشركات؛ فالموظفون الذين يعملون لساعات طويلة يميلون إلى النوم بشكل أقل، وبالتالي ارتكاب المزيد من الأخطاء، ما يزيد من معدل دوران العمالة وتكاليف التأمين الصحي.

كيفية الابتعاد عن ثقافة العمل المفرط

يمكن اتباع بعض الممارسات لتجنب ثقافة العمل المفرط، أبرزها:

  • إعادة تعريف النجاح: ترتكز ثقافة العمل المفرط على ملاحقة عناصر النجاح التي يعتبرها الآخرون صحيحة، لذا يجب على الموظف أو رائد الأعمال تحديد النجاح من منظوره هو، والذي قد يتمثل في الاستقلال المالي أو حرية العمل وفقاً لجدول زمني خاص.
  • وضع الحدود الدنيا والعليا: يجب وضع نقطة محددة للوقوف عندها وتجنب الوقوع في ثقافة العمل المفرط. استعرض الكاتب والصحفي الأميركي جيم كولينز (Jim Collins)، في كتابه: أن تكون رائعاً عن طريق اختياراتك (Great by Choice)، فصلاً لمسيرة العشرين ميلاً؛ التي تشير إلى تحديد أهداف مستدامة تقرب الفرد باستمرار إلى المكان الذي يريد أن يكون فيه، وتعني تحديد معدل للنمو لفترة زمنية محددة، على سبيل المثال، زيادة الدخل السنوي بنسبة 10% لكن ليس أكثر من 20%.
  • تقييم العادات: في حين أن الصباح الباكر يمكن أن يكون وقتاً محفزاً على الإبداع للبعض، لكنه ليس كذلك بالنسبة للآخرين، إذ لا يوجد جدول يومي قاطع يمكن أن يدفع الأفراد إلى النجاح، بل يجب على كل فرد التفكير فيما إذا كانت الأشياء التي يفعلها تقرّبه أكثر من هدفه، والطريقة التي يريد أن يشعر بها.

 اقرأ أيضاً: