التسويق الحسي Sensory Marketing

ما هو التسويق الحسي؟

التسويق الحسي (Sensory Marketing): أحد أنواع التسويق، وهو نهج يركّز على إنشاء محتوى جذاب يُشرك من خلاله حواس البصر واللمس والصوت والشم والتذوق عند العملاء، الأمر الذي يحفز الحواس ويولد المشاعر ويرسّخ العلامة التجارية في أذهانهم، ويؤثر في سلوكهم الاستهلاكي.

مجالات النشاط في التسويق الحسي

تطورت ثلاثة مجالات رئيسية للنشاط في التسويق الحسي؛ يركز المجال الأول على إنشاء تجارب المشتري والمستخدم من خلال ما يُعرف باسم “التسويق الحسي 360 درجة” (360° Sensory Marketing)، بهدف التأثير في كل مرحلة من مراحل سلوك المشتري. فيما يتضمن المجال الثاني تسخير جميع الحواس الخمس بطريقة متكاملة، ومواءمة التجربة الحسية بأكملها نحو هدف واحد؛ وهو المنتج. أما المجال الثالث فيشمل استخدام الحواس لترسيخ العلامة التجارية، مع التركيز على إحساس واحد مهيمن لتشكيل الهوية؛ وهو التوقيع الحسي.

أهمية التسويق الحسي

يوفر التسويق الحسي تجربة أكثر خصوصية ولا تُنسى للسوق المستهدف، ويتيح للمسوقين الفرصة لاستخدام الخبرات الحسية المتعددة في التواصل على نحو أفضل مع المستهلكين في عالم مليء بالإعلانات الأساسية المرئية والمسموعة وحملات التسويق. ويمتلك القدرة على زيادة وتكثيف تصورات العلامات التجارية وتوسيع مدى وصولها.

كيف يمكن استخدام التسويق الحسي في الأعمال

تؤدي الحواس الخمس دوراً رئيسياً في تكوين ارتباط عاطفي، ومن الضروري اختيار أنواع الحواس التي تتوافق مع العلامة التجارية، وهي على النحو التالي:

  • التسويق المرئي: أكثر أنواع التسويق الحسي تقليدية، وينطوي على استخدام الصور ومقاطع الفيديو وأنواع أخرى من الترتيبات المرئية لتعزيز هوية العلامة التجارية والتواصل على نحو مباشر أكثر مع العملاء.
  • التسويق الصوتي: يعد استخدام الصوت ضمن استراتيجية التسويق الحسية طريقة رائعة لتأسيس العلامة التجارية، إذ يكتسب البعد الصوتي للتجربة أهمية متزايدة، ويمكن أن يكون للموسيقى الخلفية المناسبة لتجربة المستهلك تأثير غير مسبوق، ومن الأمثلة عليها المؤثرات الصوتية والبودكاست.
  • التسويق عن طريق اللمس: يشمل التسويق اللمسي التجربة المادية الكاملة داخل المتجر، إذ أنه على مستوى اللاوعي، تتأثر كل عملية شراء بالملمس والشكل والوزن وحتى درجة الحرارة، مما يمنح العملاء مزيداً من الطمأنينة على سبيل المثال عند لمس القماش في متجر الملابس لاتخاذ قرار فيما إذا كان عالي الجودة أو ارتداء الملابس لتجربتها.
  • التسويق عن طريق التذوق: على الرغم من أن تسويق التذوق يقتصر إلى حد ما على مجال الأغذية والمشروبات، فإنه على صلة وثيقة مع الرائحة أيضاً، ويمكن أن تختلف فعاليته بناءً على الحواس الأخرى المحيطة بذوق معين. ويُستخدم لجذب الجمهور من خلال تقديم عينات مجانية من الأطعمة أو المشروبات لتجربتها، الأمر الذي يخفف من شعور المستهلكين بالقلق إزاء شراء منتجات جديدة، وفي حال أعجبهم الطعم، سيكونون أكثر ميلاً للشراء.
  • التسويق عن طريق الرائحة: تجذب الرائحة على المستوى العملي المزيد من الأشخاص إلى المتاجر وتدفعهم إلى إنفاق المزيد من المال، إذ يمكن للروائح إحياء الذاكرة، وإثارة المشاعر الإيجابية لدى العملاء عندما يجرون عمليات شراء في متجر. على سبيل المثال، يمكن عند بيع الطعام التركيز على الرائحة، والتأكد من أنها جذابة ومغرية عندما يسير أحد العملاء بجوار المطعم.

أمثلة على شركات استخدمت التسويق الحسي

استخدمت العديد من الشركات التسويق الحسي بصفته طريقة فورية تُشعر العملاء بالراحة في أثناء تلبية احتياجاتهم، ومن هذه الشركات نذكر:

  • آبل: على الرغم من كونها شركة رائدة في مجال التكنولوجيا الرقمية، إلا أنها ترفض بيع منتجاتها حصرياً عبر الإنترنت. وتمنح عملائها تجربة رائعة للغاية ضمن المتجر؛ إذ يسود اللون الأبيض، وينقل نفس الإحساس بالنظافة والنضارة مثل موقع الويب، ويمكن لمس جميع الأجهزة وتجربتها على نحو مباشر.
  • ستاربكس: لا تعد مقاهي ستاربكس مجرد مكان لشرب القهوة، بل تتعدى إلى مراكز للإبداع مصممة لتوفير تجربة حسية كاملة، حيث تتوافق نكهات القهوة المميزة مع موسيقى الخلفية التي تظل ملائمة لأجواء كل متجر.

 اقرأ أيضاً: