الاقتصاد الكلي (Macroeconomics): أحد فروع علم الاقتصاد، وهو مجموعة من الحلول النظرية التي تتعاطى مع الاقتصاد ككتلة واحدة، أي أنه لا يُعنى بدراسة شركات محددة وإنما اقتصاد بلد ما في مجمله، آخذاً بعين الاعتبار الناتج المحلي الإجمالي ومعدل البطالة ومستوى الأسعار وطبيعة السلع والخدمات ومعدل التضخم وغيرها من المؤشرات الاقتصادية الكلّية. من أهم مجالات تخصص الاقتصاد الكلي دراسة أسباب تغيّر معدلات النمو الاقتصادي والتوظيف من فترة لأخرى.
ذُكر المصطلح لأول مرة عام 1933 من قبل الاقتصادي النرويجي "ركنر فرش"، ويشمل الاقتصاد الكلي دراسة موضوعين أساسيين هما التقلبات قصيرة الأجل في الاقتصاد، أو ما يُعرف بمصطلح "دورة الأعمال" (Business Cycle)، والثاني هو التقلبات طويلة الأجل والتي تعرف باسم النمو الاقتصادي.
بعد أزمة الكساد العظيم بين عامي 1929 و1933، عرف الاقتصاد الكلي تطوراً كبيراً كان هدفه تفادي الأزمات الاقتصادية المستقبلية وتحفيز النمو الاقتصادي طويل الأجل، وفي ذلك الوقت، ساعدت نظرية الاقتصادي "جون مينارد كينز" في تفسير عوامل التقلبات الاقتصادية، كما ساعدت في سيطرة الحكومات على الأزمات الاقتصادية، وساهمت في تقديم آليات للنمو الاقتصادي طويل الأجل.
يمكن تلخيص أهداف الاقتصاد الكلي؛ وهي أهداف تعبّر بصفة عامة عن تنافسية اقتصاد بلد ما، في ثلاث نقاط رئيسية هي:
ينظر الاقتصاد الكلي إلى سيناريو الصورة الكبيرة الشاملة للاقتصاد. إذ يركز على الطريقة التي يعمل بها الاقتصاد ككل ثم يحلل كيفية ارتباط مختلف قطاعات الاقتصاد ببعضها البعض لفهم كيفية عمل الوظائف الإجمالية. يتضمن ذلك النظر في متغيرات مثل البطالة والناتج المحلي الإجمالي والتضخم. كما يطور علماء الاقتصاد الكلي نماذج تشرح العلاقات بين هذه العوامل. تُستخدم نماذج الاقتصاد الكلي والتنبؤات التي تنتجها من قبل الكيانات الحكومية للمساعدة في بناء وتقييم السياسات الاقتصادية والنقدية والمالية؛ ومن قبل الشركات لوضع الاستراتيجيات في الأسواق المحلية والعالمية، ومن قبل المستثمرين للتنبؤ والتخطيط للحركات في فئات الأصول المختلفة.
يمكن تصنيف مبادئ الاقتصاد الكلي على نطاق واسع في مجالين من مجالات الاهتمام؛ أولاً، آثار دورة الأعمال على الاقتصاد الأوسع، وثانياً، ما الذي يتسبب في نمو الاقتصاد على مدى فترة طويلة من الزمن.
تهدف مبادئ الاقتصاد الكلي إلى تحليل العديد من العوامل المختلفة التي تتعلق بأداء وهيكل الاقتصادات الكبيرة، مثل اقتصاد الدولة أو اقتصاد العالم بأسره. وتتلخص فيما يلي:
تتنوع مؤشرات الاقتصاد الكلي، وتعد بمثابة إحصاءات أو قراءات تعكس إنتاج أو ناتج اقتصاد أو حكومة أو قطاع، وتختلف في التردد والتأثير والمعنى. من أهم هذه المؤشرات:
اقرأ أيضاً: