الاستثمار الأخلاقي Ethical Investing

مفهوم الاستثمار الأخلاقي

الاستثمار الأخلاقي (Ethical Investing): ويُعرف أيضاً باسم “الاستثمار المسؤول اجتماعياً”، وهو عملية استثمارية تكون مبينة على أساس المبادئ الأخلاقية للمستثمر، والذي يقوم باختيار أنواع الاستثمارات والاوراق المالية المتوافقة مع مبادئه الأخلاقية.

يقوم الفرد من خلال الاستثمار الأخلاقي بتخصيص أمواله واستثمارها في الشركات التي تتوافق أنشطتها وقيمها مع معتقداته الشخصية، وتكون هذه المبادئ إما بيئية أو دينية أو سياسية، فقد يختار الكثير من المستثمرين عدم التعامل والاستثمار في صناعات محددة، مثل تجنب الأنشطة غير الأخلاقية كالقمار، أو صناعة الكحول، أو صناعة الأسلحة.

يعد الدافع الدين أحد أهم المؤثرات على الاستثمار الأخلاقي، حيث يتجنب المستثمر كل ما هو مخالف للشرائع الدينية، كما هو الحال في البنوك الإسلامية التي لا تستثمر بما يخالف الشريعة الإسلامية مثل الكحول والقمار.

آلية الاستثمار أخلاقياً

على المستثمر أن لا يكتفي بتحليل الاستثمارات وفقاً للمعايير الأخلاقية فحسب، بل عليه أن يقيم الأداء التاريخي والحالي والمستقبلي للشركات التي يرغب الاستثمار بها، وذلك لمعرفة إن كانت هذه الشركات قوية ويمكن أن يحقق الاستثمار فيها عائداً كبيراً، كما عليه مراجعة القوائم المالية جيداً والتأكد من التزام الشركة بالمبادئ الأخلاقية.

إن “رسالة الشركة” تعكس القيم والمعتقدات القائمة عليها، ولكن هذا لا يعد دليلاً على أن ممارسات الشركة ملتزمة بالمبادئ الأخلاقية الواردة ضمن رسالتها أثناء القيام بأنشطتها، فعلى سبيل المثال فإن شركة “إنرون” (Enron) قامت بنشر وتوزيع وثيقة مدونة تحدد فيها سلوكيات العمل مؤلفة من 63 صفحة على موظفيها، شددت فيها على الالتزام بمبادئ النزاهة والأخلاقيات العامة، إلا أن مع مرور الوقت ثبت عدم التزام الموظفين بالسياسات الأخلاقية في العمل، وخرقهم للعديد من القوانين.

تاريخ الاستثمار الأخلاقي

يعود الاستخدام الأول لهذا النوع من الاستثمار للقرن الثامن عشر في الولايات المتحدة الأميركية، وذلك من قبل جماعة دينية تسمى “الكويكرز” (Quakers)، والتي منعت أعضائها من الاستثمار في تجارة العبيد لمنافاتها للقيم الأخلاقية والإنسانية، وفي ذات الفترة دعا “جون ويسلي” (John Wesley) مؤسس الطائفة الميثودية (Methodism) في الولايات المتحدة الأميركية لضرورة الامتناع عن الاستثمار بكل ما هو مضر في البيئة والمجتمع وينتهك حق الجوار.

في بداية القرن العشرين أصبح الاستثمار الأخلاقي أحد الأسس المهمة للعمليات الاقتصادية، وذلك بسبب نمو الفكر والتطور الاجتماعي، حيث أصبحت الاستثمارات تركز على الاتجاهات الاجتماعية السائدة في كل فترة، فعلى سبيل المثال في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي ركز المستثمرون الأخلاقيون في الولايات المتحدة الأميركية على الاستثمار في الشركات التي تدعم المساواة وحقوق العمال، وتجنبوا الاستثمار في الشركات التي دعمت حرب فيتنام، وفي بداية التسعينيات من القرن نفسه ركزت الاستثمارات الأخلاقية بشكل أساسي على القضايا البيئية وأصبحت هذه القضايا أساساً لهذا الاستثمار، حيث دعم المستثمرون الشركات التي تركز على الطاقة النظيفة والمستدامة.

مفاهيم ذات صلة: