ما هو الابتكار المزعزع؟
الابتكار المزعزع (Disruptive innovation): هي عملية ثورية في الابتكار تؤدي إلى تغييرات جوهرية في الصناعات القائمة، ويكون ذلك عبر تقديم الخدمة بطريقة جديدة كلياً، وكنتيجة لذلك، يتم الاستغناء عن الشركات أو المنتجات "التقليدية" والحصول على نفس المنتجات والخدمات من الشركات التي تبتكر قيمة مزعزِعة.
ليس كل الابتكارات هي "مزعزِعة"، بل بحسب الأثر الذي تتركه في الأسواق والمنافسة وتغيير سلوكيات المستهلكين. مثلاً، لم يعتبر اختراع السيارة ابتكاراً مزعزعاً لسوق النقل بالعربات التي تجرها الأحصنة، ذلك أن السيارة كانت منتجاً كمالياً تم توجيهه إلى الأثرياء فقط، لكن مع إطلاق سيارة فورد "موديل تي" (Model T)، اعتُبرت ابتكاراً مزعزعاً نظراً لسعرها التنافسي وإنتاجها بكميات كبيرة، ومن بعد إنتاج هذه السيارة، تغيرت صناعة النقل وكذلك صناعة السيارات إلى الأبد.
تأتي فكرة "الزعزعة" من أن شركة صغيرة بإمكانيات محدودة تخدث تغييراً عميقاً في صناعة قائمة وراسخة فيها لاعبين كبار، وذلك عبر تغيير طريقة تقديم القيمة، لذا فإن الابتكارات المزعزعة تأتي عادة من الشركات الناشئة ورواد الأعمال وليس من الشركات الكبيرة "التقليدية".
أسس الابتكار المزعزع
تقوم الشركات الناشئة بابتكارات مزعزعة عبر طريقين هما:
- استهداف شرائح العملاء التي تهملها الشركات الراسخة في السوق بتقديم منتجات وخدمات تلبي طلبهم؛
- خلق أسواق جديدة من خلال الاعتماد على نماذج العمل الجديدة التكنولوجيا التي تحوّل المشترين المحتملين إلى عملاء.
مع انتشار استخدام هذا المفهوم، نلاحظ استخدامه في كثير من الأحيان في غير موضع، فالابتكار المزعزع هو عملية قائمة ومستمرة ومتطورة، وليس مجرد منتج أو خدمة، ويبدأ الابتكار المزعزع بإنشاء أسواق جديدة وعلى نطاق صغير، وليس منتج أو خدمة مبتكرة في سوق قائمة وتباع للجمهور بالحجم التجاري الكبير. بالإضافة إلى ذلك، لا يُشترط أن تنجح كل الابتكارات المزعزعة.
وضع المفهوم الأستاذ "كلايتون كريستنسن"، وذلك في مقال نشره عام 1995، لكنه توسع في شرحه بكتابه "معضلة المبتكر" (The Innovator’s Dilemma) الذي نشره عام 1997.
اقرأ أيضاً: