إدارة المعرفة Knowledge management

مفهوم إدارة المعرفة

إدارة المعرفة (Knowledge management): هي عملية إنشاء ومشاركة واستخدام المعرفة والمعلومات الخاصة بالشركة لتحقيق الأهداف المسطرة. تتضمن إدارة المعرفة إنشاء معارف جديدة ومشاركتها مع جميع العاملين، والهدف العام هو خلق قيمة معرفية للشركة مما يساعد في عملية تحقيق الأهداف.

استخدم “إدارة المعرفة” المفكر الإداري الشهير “بيتر دراكر” (Peter Drucker) كمصطلح لأول مرة في ثمانينيات القرن الماضي، وتطور المفهوم ليصبح نظاماً في بداية التسعينيات.

خصائص إدارة المعرفة

تعد إدارة المعرفة جزءاً من عملية التعلم التنظيمي، على الرغم من أنها تركز أكثر على الإدارة الإستراتيجية للمعرفة كأصل عمل قابل للمشاركة، وهي استراتيجية متعددة الأوجه لتحقيق أفضل استخدام لأصول المعرفة التنظيمية. ويعتمد نجاح إدارة المعرفة غالباً على إرادة الموظفين في التقبّل وقدرة الشركة على استخدام وسائل جذابة ومحفزة للبحث عن المعرفة والاستفادة منها.

أبعاد إدارة المعرفة

يمكن حصر أبعاد إدارة المعرفة فيما يلي:

  1. الاستراتيجية: يجب أن تبنى عملية إدارة المعرفة على استراتيجية الشركة. الهدف من ذلك هو إدارة ومشاركة وإنشاء أصول المعرفة ذات الصلة التي ستساعد على تلبية المتطلبات التكتيكية والاستراتيجية.
  2. الثقافة التنظيمية: تؤثر الثقافة التنظيمية على الطريقة التي يتفاعل بها الأشخاص، والسياق الذي يتم فيه إنشاء المعرفة، والمقاومة التي سيبدونها تجاه بعض التغييرات، والطريقة التي يتشاركون بها (أو الطريقة التي لا يشاركون بها) المعرفة.
  3. العمليات التنظيمية: وهي العمليات والبيئات والأنظمة الصحيحة التي يمكن من خلالها تطبيق إدارة المعرفة في الشركة.
  4. الإدارة والقيادة: إدارة المعرفة تتطلب دعماً وإسناداً مباشراً من القيادة المختصة وذوي الخبرة على جميع المستويات. هناك مجموعة واسعة من الأدوار المرتبطة بأمور المعرفة والتي قد تحتاجها الشركة أو لا تحتاج إلى تنفيذها.
  5. التكنولوجيا: الأنظمة والأدوات والتقنيات التي تناسب متطلبات الشركة، والتي يجب أن تكون مصممة وتُنفذ بشكل صحيح.
  6. السياسة: الدعم طويل الأجل لتنفيذ ودعم المبادرات التي تنطوي على جميع الوظائف التنظيمية تقريباً، والتي قد يكون تنفيذها مكلفاً (من ناحية الوقت والمال)، والتي غالباً لا يكون لها عائد مباشر على الاستثمار.

أنواع إدارة المعرفة

إن معنى إدارة المعرفة يشمل العملية التي تساعد في اكتساب وتنظيم ومشاركة ثلاثة أشكال أساسية للمعرفة وهي:

  • المعرفة الصريحة: هي المهارات أو المعلومات التي يمكن فهمها بسهولة والتعبير عنها ومشاركتها مع الآخرين.
  • المعرفة الضمنية: هي المعرفة التطبيقية، وتتضمن أشياء مثل التفكير الابتكاري، والقدرة على الحدس وفهم ما تعنيه لغة الجسد الخاصة بالصناعة.
  • المعرفة الضمنية الهجينة: المعرفة المكتسبة من التجربة الشخصية والتي يصعب التعبير عنها.

وهناك طريقة أخرى في تصنيف أنواع المعرفة إلى أربع لتعريف إدارة المعرفة بشكل أفضل؛ قد تكون المعرفة مفاهيمية تصف الأنظمة ووجهات النظر، أو توقعية ترتبط بالفرضيات أو التوقعات أو الأحكام حول الأشياء، أما المعرفة الواقعية هي بيانات يمكن ملاحظتها وقياسها والتحقق منها، وتتعلق المعرفة المنهجية بحل المشكلات واتخاذ القرار.

استراتيجيات إدارة المعرفة

استراتيجية إدارة المعرفة هي خطة عمل تحدد كيفية إدارة الشركة، وتركّز معلوماتها وبياناتها ومعرفتها بهدف تحسين الإنتاجية والكفاءة، وهناك عشر فئات أساسية لاستراتيجية إدارة المعرفة وهي:

  1. التحفيز: لتمكين الإجراءات المتعلقة بالمعرفة، من الضروري عادةً تقديم الحوافز والمكافآت للمستخدمين المستهدفين لتشجيع السلوكيات المرغوبة، وتكون الخطوة الأولى هي إدارة برنامج التغيير لمواءمة ثقافة وقيم الشركة مع إدارة المعرفة.
  2. شبكة الاتصال المباشر: الطريقة الأساسية لتقاسم المعرفة هي من خلال الاتصال المباشر بين الناس، ويعد الاتصال بالآخرين طريقة فعالة للاستفادة من المعرفة الفردية لكل شخص، وتبادل الأفكار الجيدة بين المجموعات التي قد تكون غير مدركة لبعضها البعض.
  3. توريد المعرفة: تتضمن إدارة المعرفة من جانب العرض جمع المستندات والملفات، والتقاط المعلومات ومنتجات العمل، وتخزين هذه الأشكال من المعرفة الصريحة في المستودعات، كما يمكن أيضاً التقاط المعرفة الضمنية وتحويلها إلى معرفة صريحة عن طريق تسجيل المحادثات والعروض التقديمية، وكتابة ما يفعله الناس ويقولونه، وجمع القصص.
  4. تحليل المعرفة: تكشف مراجعة المعلومات التي جرى جمعها عن أنماط  أو اتجاهات يمكن استغلالها أو توسيعها أو تصحيحها، واكتشاف أفكار جديدة وتعلم كيفية التحسين.
  5. ترميز المعرفة: يمكن تفنين المعرفة التي جُمعت وحُلِّلت لإنتاج منهجيات قياسية ومواد قابلة لإعادة الاستخدام وعمليات قابلة للتكرار. يمكن دمج البيانات، وتجميع المحتوى، ودمج العمليات لتحقيق نتائج أعمال محسنة. كذلك يتضمن تحديد قيمة الملكية الفكرية، وإضافة البيانات الوصفية إلى المستندات المخزنة في المستودعات لتسهيل العثور عليها، ووضع علامات على المحتوى حتى يتمكن المستخدمون من اكتشاف طرق عرض واتصالات ومجموعات مفيدة.
  6. نشر وجود المعرفة: وذلك على نطاق واسع لإعلام جميع المستخدمين المحتملين وإبلاغ المستهلكين المستهدفين على نحو ضيق، وذلك باستخدام مجموعة متنوعة من وسائل الاتصال مثل الرسائل الإخبارية ومواقع الويب ورسائل البريد الإلكتروني لنشر الوعي.
  7. الطلب: هو الجانب الآخر من العرض، ويتضمن البحث عن الأشخاص والمحتوى واسترداد المعلومات وطرح الأسئلة وتقديم الاستفسارات. تستفيد إدارة المعرفة القائمة على الطلب من الشبكات والإمداد والتحليل والتدوين، ويجري تحفيزها عن طريق النشر وتمكينها من خلال تسهيل العثور على الموارد.
  8. التنفيذ: يجري دعم اتخاذ قرارات أفضل من خلال الشبكات والتحليل، وكذلك يُمكّن تنفيذ التغييرات لتكرار الممارسات التي أثبتت جدواها وتحسين العمليات بناءً على الخبرة السابقة عن طريق التحليل. إذ إن المكافأة على التحفيز، والتواصل، والتزويد، والتحليل، والتدوين، والنشر، والمطالبة بالمعرفة هي النتائج من خلال العمل.
  9. الاختراع: يساعد إنشاء منتجات وخدمات جديدة، والتوصل إلى أفكار جديدة لتجربتها، وتطوير أساليب وعمليات مبتكرة في تطوير الشركة وازدهارها واستمراريتها. يمكن لإدارة المعرفة أن تساعد في إطلاق الخيال من خلال توفير مصدر متجدد باستمرار للأفكار والخبرات، إذ يساعد الناس في إخراج أفضل الأفكار في بعضهم البعض من خلال تفاعلهم كجزء من الشبكات.
  10. الحوسبة المعرفية: يمكن للحوسبة المعرفية محاكاة عمليات التفكير البشري وتقليد طريقة عمل الدماغ البشري ، ومعالجة المواقف المعقدة التي تتميز بالغموض وعدم اليقين. يؤدي استخدام هذه الأساليب إلى تعزيز قدرات البشر من خلال زيادة صلاحياتهم في المراقبة والتحليل واتخاذ القرار والمعالجة والاستجابة لأشخاص آخرين والمواقف الروتينية أو الصعبة.

اقرأ أيضاً: