أنواع المعرفة الثلاثة لأرسطو Aristotle’s Three Types of Knowledge

ما هي أنواع المعرفة الثلاثة لأرسطو؟

أنواع المعرفة الثلاثة لأرسطو (Aristotle’s Three Types of Knowledge): هي المعرفة التي حددها أرسطو منذ أكثر من ألفيْ عام، واعتبرها ضرورية لحل المشكلات التي تواجهنا، وتمثل النوع الأول في”معرفة المهن أو الحرف” (Techne)، أي تعلّم استخدام الأدوات والأساليب في ابتكار شيء جديد؛ في حين تمثّل النوع الثاني في “المعرفة العلمية أو النظرية” (Episteme)، بمعنى الكشف عن قوانين الطبيعة وغيرها من الحقائق التي لا يمكن نقضها والتي “لا تحتمل أي وجه آخر للصحة” على الرغم من سوء فهم الأفراد لأها في الوقت الحالي؛ وينطوي التوع الأخير على “معرفة الحكمة العملية” (Phronesis) التي تُعنى بإطلاق أحكام أخلاقية، بمعنى تبنّي وجهات النظر والحكمة اللازمتين لاتخاذ القرارات عندما تكون القيم متنافسة بالفعل، أي عندما لا تكون الإجابة مطلقة، وتكون الخيارات المتعددة ممكنة، وعندما تحتمل القضية المعنية وجهات نظر مختلفة. فإذا كنت مزارعاً يصمم نظاماً للري أو مهندس برمجيات يثبّت برنامجاً جديداً مرناً، فأنت تندرج ضمن فئة المعرفة الحرفية؛ أما إذا كنت عالم فلك تتساءل عن الأسلوب الذي تتبعه المجرات في الدوران، فأنت تندرج ضمن فئة المعرفة العلمية؛ أما إذا كنت صانع سياسات تتخذ قرارات حول كيفية تخصيص أموال محدودة، فأنت تندرج ضمن فئة الحكمة العملية.

إن السبب الذي جعل أرسطو يكلّف نفسه عناء تحديد هذه الأنواع الثلاثة من المعرفة هو أنها تتطلب أنماطاً مختلفة من التفكير، وعادة ما يميل الأفراد المدركين لتلك الفئات الثلاث إلى تبني عادات التفكير التي تعود عليهم بالنفع وتميزهم عن الآخرين. وانطوت وجهة نظر أرسطو على أنه لا يجب أن تعتمد على مفكر مختص بالمعرفة العلمية في حال واجهتك مشكلة في أحد جوانب الحكمة العملية.

على سبيل المثال، في حال واجهت شركة كبرى أزمة سيولة، فيحتاج قادة تلك الشركة إلى حشد خبرة أصحاب المعرفة العلمية لاكتشاف الحل الأمثل لشروط القروض والقيود المفروضة على إصدار تلك القروض والأدوات المالية المعقدة، إضافة إلى ضرورة تمتعهم بالحكمة العملية بشأن المجالات التي ستقود فيها التخفيضات على المدى القصير إلى أقل ضرر على المدى الطويل.

اقرأ أيضاً: