الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

مفارقة جيفونز Jevons paradox

1 دقيقة

ما هي مفارقة جيفونز؟

مفارقة جيفونز (Jevons paradox): أو تأثير جيفونز (Jevons Effect)، هي نظرية اقتصادية تشير إلى أن تحسّن الكفاءة التكنولوجية في استخدام مورد معين، قد يؤدي إلى زيادة استهلاك هذا المورد بدلاً من تقليله.

سُميت هذه المفارقة على اسم الاقتصادي الإنجليزي ويليام ستانلي جيفونز، الذي لاحظ في عام 1865 أن اختراع المحركات البخارية التي تعمل بالفحم بكفاءة أكبر، أدى إلى زيادة استهلاك الفحم في مجموعة واسعة من الصناعات، وذلك لأن زيادة الكفاءة جعلت تقنيات استخدام الفحم أرخص وأكثر انتشاراً، ما زاد الطلب عليه.

عند استخدام مورد ما بكفاءة أعلى، ستقل تكلفته غالباً، ما يجعله أكثر جاذبية للاستخدام في تطبيقات مختلفة، سواء الحالية أو الجديدة، وبالتالي سيزداد إجمالي الطلب عليه. تُعرف هذه الزيادة في الطلب باسم تأثير الارتداد (rebound effects)، حيث تحدث مفارقة جيفونز عندما يكون تأثير الارتداد أكبر من 100%، وهو ما يتجاوز مكاسب الكفاءة الأصلية.

مثال على مفارقة جيفونز

نجحت الشركة الصينية ديب سيك (DeepSeek) في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي في وقت قصير وبتكلفة منخفضة. وقالت إنها درّبت نموذجها المشابه لجي بي تي (GPT-4) بتكلفة 5.6 ملايين دولار مقارنة بأكثر من 100 مليون دولار أنفقتها أوبن أيه آي (OpenAI).

تسبب نجاح ديب سيك في إحراج وخسائر كبيرة لشركات التكنولوجيا الكبرى مثل مايكروسوفت وأمازون وميتا، ما وضعها تحت ضغط هائل لتبرير نفقاتها الضخمة على نماذج الذكاء الاصطناعي التي تركز على الحجم بدلاً من الكفاءة.

تساعد كفاءة التكلفة على توسيع نطاق استخدامات الذكاء الاصطناعي لتصبح في متناول عدد أكبر من الشركات والقطاعات، إذ يسهم انخفاض تكاليف النماذج وتدريبها في دمج الذكاء الاصطناعي في تطبيقات متعددة تشمل المؤسسات الخاصة والعامة.

وقد يفتح هذا الانتشار أسواقاً جديدة لشركات تصنيع الرقائق ويمكن أن يؤدي إلى زيادة الطلب على مراكز البيانات ومعالجتها.

من خلال خفض التكلفة وزيادة الكفاءة، ستتغير قواعد اللعبة وستزداد المنافسة بين شركات الذكاء الاصطناعي، ما يؤدي إلى تسريع الابتكار وزيادة الاستثمار في القطاع.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي