شارك
الرئيسية
2 دقيقةما هو فصل الاندماج المعرفي؟
فصل الاندماج المعرفي (Cognitive Defusion): مصطلح يُستخدم في علم النفس ويشير إلى التقنيات التي تُستخدم للتعامل مع الأفكار السلبية وتخفيف مشكلة الاندماج المعرفي؛ وهي الحالة التي يندمج الفرد فيها مع أفكاره على الرغم من أنها غير واقعية.
تفيد تقنيات فصل الاندماج المعرفي في العلاج السلوكي المعرفي؛ الذي يُستخدم لحالات معاناة القلق الاجتماعي وتدني احترام الذات وغيرها. ويُعد عالم النفس إدوارد تيتشنر (Edward Titchener)، أول مَن وصف تقنية لفصل الاندماج المعرفي منذ نحو 90 عاماً؛ إذ وجد أن التكرار السريع لكلمة واحدة يساعد على إفقاد الكلمة معناها. على سبيل المثال؛ يمكن لشخص يشعر بأنه فاشل أن يكرر الكلمة على مسمعه عدة مرات حتى تفقد الكلمة معناها.
يساعد فصل الاندماج المعرفي على تخفيف أثر الاندماج المعرفي؛ إذ يدفع الفرد الذي يعانيه إلى أن يرى العالم من خلال أفكاره التي لا تستند إلى الحقائق وبذلك يصبح تفسيره للأحداث خاطئ نظراً إلى استناده إلى أفكار غير منطقية.
عناصر عملية فصل الاندماج المعرفي
تتكون عملية فصل الاندماج المعرفي من عدة عناصر؛ تتمثل في الآتي:
- المراقبة الواعية للأفكار مع عدم السماح باجترارها أو الانجراف معها.
- منع تشابك الأفكار وخلق مسافة بعيداً عن الأفكار السلبية. على سبيل المثال؛ تخيل أنك تكتب مقالاً وتركز فيه، في الخلفية توجد موسيقا ولكنك لا تعيرها تركيزاً كما تفعل بالنسبة إلى الكتابة.
- تجاهل الأفكار غير الواقعية والسلبية والسماح لها بالذهاب دون أخذها على محمل الجد ومحاولة تحليلها وتفسيرها أو التمسك بها.
- التركيز على ما يُستخلَص من التجارب الحقيقية من ملاحظات أو مشاعر وغيرها.
مثال لفصل الاندماج المعرفي
على سبيل المثال؛ تظهر لدى الشخص فكرة مفادها “أنه لا يستطيع التعلم”، ويُبدي هذا الشخص اهتمامه كله بالفكرة ويقتنع بها تماماً ويتصرف على أساسها، حتى دون أن يعتمد على أي حقائق لتبنيه هذه الفكرة؛ ولكن إذا ما اعتمد إحدى تقنيات فصل الاندماج المعرفي فإن هذه الفكرة لن تسيطر على تفكيره وتؤثر في تفاعله مع المواقف والعالم الخارجي.
تقنيات فصل الاندماج المعرفي
يوجد العديد من التقنيات التي تساعد على فصل الاندماج المعرفي؛ تتمثل في الآتي:
- مراقبة الأفكار كما لو أنها أفكار شخص آخر.
- صياغة عبارة عن الفكرة مع التركيز على أنها ملاحظة. على سبيل المثال: “لاحظت أن لديّ فكرة بأنني غير جدير بمنصبي”.
- تكرار الفكرة المراد التخلص منها بصوت مسموع عدة مرات؛ ممكن نحو 30 مرة حتى تفقد الفكرة معناها.
- تصنيف الفكرة التي تراود الذهن على أنها وهم أو استفسار أو تأنيب ولوم للذات وغير ذلك. على سبيل المثال: “ألاحظ أن ذهني ينتج وهماً”.
- وصف الفكرة بدقة أكثر بالاعتماد معرفتك بأنواع التفكير مثل الشخصنة أو السعي نحو الكمال أو غير ذلك. على سبيل المثال؛ تُمكنك صياغة عبارة: “ألاحظ أن عقلي يميل في أفكاره إلى الكمال”.
- ابتكر عبارة تخفف من أهمية الأفكار المتكررة وتجعلها تبدو سخيفة. على سبيل المثال: “هذه فكرتي غير المجدية”.
- ترك الفكرة تمضي من خلال عدم إعارتها الكثير من الاهتمام أو الصراع معها أو محاولة قمعها، وشكر العقل على إنشائها كما لو أنه عقل شخص آخر.
- ممارسة اليقظة الذهنية؛ وتُسمى أيضاً “الوعي الذاتي” و”التأمل الواعي”، وتُستخدم في بعض الأحيان كمرادف للتأمل (Meditation)، وتُقصد بها الممارسة التي يخصص فيها الفرد قدراً من الوقت والجهد ليكون يقظاً وواعياً قدر الإمكان.
اقرأ أيضاً: