الحرباء الثقافية Cultural Chameleon

ما هي الحرباء الثقافية؟

الحرباء الثقافية (Cultural Chameleon): مصطلح يُطلق على الأفراد الذين يمتلكون القدرة على التكيف مع أي مجتمعات جديدة ينتقلون إليها وفهمها، وقد استُخدم وصف الحرباء بسبب قدرتها على تغيير لونها تماشياً مع البيئة المحيطة بها.

أجرى العالمان ومؤسّسا منظمة غلوبال كوغنشن للأبحاث (Global Cognition)، وينستون سيك (Winston Sieck) ولويز راسموسن (Louise Rasmussen) دراسة تضمنت إجراء عشرات المقابلات مع أشخاص يتمتعون بكفاءة عالية في التكيف بين الثقافات، وقُدِّمت النتائج في مؤتمر جمعية الأنثروبولوجيا التطبيقية لعام 2012 الذي عُقد في بالتيمور في ماريلاند.

سمات الحرباء الثقافية

توصَّل سيك وراسموسن في مقابلاتهما إلى أن الأشخاص الذين يمكن أن يُطلق عليهم وصف “الحرباء الثقافية” يتمتعون بمجموعة من الصفات تتمثل في الآتي:

  • الكفاءة والحيوية في التعلم والتعامل مع التحديات الثقافية: يبنون علاقاتهم الاجتماعية بالاعتماد على تعلُّم أشياء صغيرة عن الثقافات الجديدة سواء عن لغتها وتاريخها أو غير ذلك، ويستخدمون هذه المعلومات لإظهار اهتمامهم بثقافة الأشخاص الذين يتعاملون معهم.
  • يفضلون التعرف إلى الثقافات الجديدة بالاعتماد على اهتماماتهم الشخصية: على سبيل المثال؛ يفضل الشخص المهتم بالأدب قراءة روايات من تأليف الكتّاب الذين يعيشون فيها، على قراءة الأبحاث.

مقالات قد تهمك:

بصفة عامة، يمكن لأي شخص تعلّم الأساليب التي تساعده على التكيف مع الثقافات؛ إذ لا تُعد هذه الأساليب حكراً على نمط محدد من الشخصيات.

ويُعد اتباع الأساليب التي يستخدمها الأشخاص الذين يوصفون بالحرباء الثقافية أمراً مفيداً يمكن أن يتعلمه الموظفون وبخاصة مع انتشار التنوع السياقيّ في الشركات حول العالم؛ والذي يُقصد به أن يضم فريق العمل في الشركة أفراداً من دول تختلف فيما بينها في مؤسساتها وأنظمتها السياسية والاقتصادية.

وبصفة خاصة، يُعد التمتع بسمات الحرباء الثقافية من المزايا التي تساعد القادة على معرفة كيفية كسب القبول في الثقافات الاجتماعية والشركات القوية وكيفية استخدام عناصر تلك الثقافات كأساس للتغيير الجذري.

ويذكر مقال “إدارة الفرق متعددة الثقافات” المنشور في هارفارد بزنس ريفيو التحديات التي تواجه الفرق متعددة الثقافات؛ ومنها: مشكلات اللهجات والطلاقة في الكلام، واختلاف المواقف تجاه التسلسل الهرمي والسلطة، وتعارض معايير اتخاذ القرارات، ويقدم أربع استراتيجيات يمكن استخدامها من أجل قيادة الفرق المتعددة الثقافات وهي:

  • التكيف: تجد الفرق طرائقَ للتعامل مع التحديات التي تواجهونها أو العمل على الرغم من وجودها؛ حيث تتكيف من ناحية السلوك أو المواقف دون إحداث تغييرات في عضوية المجموعة أو مهمات الأعضاء.
  • التدخل الهيكلي من أجل إدارة الفرق متعددة الثقافات: وهو إعادة تنظيم متعمَّدة أو إعادة توزيع الواجبات المصممة لتقليل الاحتكاك بين الأشخاص أو لإزالة مصدر النزاع لمجموعة واحدة أو أكثر.
  • التدخل الإداري من أجل إدارة الفرق متعددة الثقافات: عندما يتصرف مدير ما كمحكّم أو قاضٍ؛ أي أنه يتخذ القرار النهائي دون تدخل الفريق، فلن يمتلك المدير أو الفريق الكثير من البصيرة لمعرفة سبب توقف الفريق؛ ولكن يمكن لأعضاء الفريق استخدام التدخل الإداري بفعالية لحل المشكلات.
  • الخروج: تنطوي الاستراتيجية الأخيرة على خروج عضو واحد أو أكثر من الفريق كسبيل أخير لإدارة التحديات، ويمكن أن يتم ذلك إما بشكل طوعي أو بعد طلب رسمي من الإدارة.

اقرأ أيضاً: