الاقتصاد الكلاسيكي Classical Economics

ما هو الاقتصاد الكلاسيكي؟

الاقتصاد الكلاسيكي (Classical Economics): هو مدرسة من مدارس الاقتصاد يعرف بالمدرسة الكلاسيكية، التي ساهمت في تطوير الفكر الاقتصادي في الفترة الزمنية بين القرنين الثامن عشر والتاسع عشر للميلاد. كما يعرف أيضاً بالاقتصاد الليبرالي.

مؤسس علم الاقتصاد الكلاسيكي

يعد عالم الاقتصاد الاسكتلندي آدم سميث مؤسس الاقتصاد الكلاسيكي، كما يعتبر كتابه ثروة الأمم (The Wealth of Nations) الذي نشره في العام 1776 أساساً لبناء الأسس النظرية لما يعرف بالاقتصاد الكلاسيكي. وإلى جانب آدم سميث، كان هناك العديد من العلماء الذين أسهموا في تكوين نظام الاقتصاد الكلاسيكي وأهمهم: وليم بيتي وجيري بانثام وجين باتيست ساي وديفيد ريكاردو وجون ستيوارت ميل. 

ظهور الاقتصاد الكلاسيكي الجديد

تطور مصطلح الاقتصاد الكلاسيكي الجديد في أواخر القرن التاسع عشر، على يد الاقتصاديين ويليام ستانلي جيفونز (من مدرسة كمبريدج) وكارل مينجر (من المدرسة النمساوية)، وليون والراس (من مدرسة لوزان)، الذين لم يكونوا على معرفة ببعضهم البعض، لكنهم كتبوا عن هذا الموضوع، وبعد ذلك، تمت صياغة المفهوم في أوائل القرن العشرين.

جاء الاقتصاد الكلاسيكي الجديد (Neoclassical economics)، أو المدرسة الكلاسيكية الجديدة في الاقتصاد، بصفته امتداداً للمدرسة الكلاسيكية، لأنه يعتمد مبدأ الليبرالية، ولكنه يختلف عنها لأنها تربط العرض والطلب بعقلانية المستهلك أو الفرد، وقدرته على تقييم المنتجات، وإجراء التحليلات قبل اتخاذ القرارات الاقتصادية، كما أنه يعير اهتماماً كبيراً للتوازن في السوق ويعتبر نقيضاً للمدرسة الكينزية (Keynesian economics)، وقد مثل فكراً اقتصادياً جديداً من حيث المضمون والمنهج، وتقوم مبادئ الاقتصاد الكلاسيكي الحديث على أن الفرد يعد قاعدة للتحليل الكلاسيكي الحديث، إضافة إلى النظرية القائلة بأن الأفراد سوف يسعون جاهدين لتحقيق أقصى قدر من المنفعة وأن الأعمال التجارية ستحصل القدر الأقصى من الأرباح في السوق عندما يكون الأفراد كائنات عقلانية لديهم إمكانية الوصول الكامل إلى جميع المعلومات. كانت نظرية الاقتصاد الكلاسيكي الحديث وأفكار الاقتصاديين الذين يتبعونه، أحد أسباب الأزمة العالمية في العام 2008.

خصائص الاقتصاد الكلاسيكي

طور الاقتصاديون الكلاسيكيون الأوائل نظريات القيمة والسعر والعرض والطلب والتوزيع. ودعا الاقتصاد الكلاسيكي إلى عدم تدخل الدولة بالنشاط الاقتصادي وإلى تشجيع المنافسة وترك القوى الاقتصادية حرة لتصل إلى حالة التوازن، ويعد الاقتصاد الكلاسيكي نظاماً يطالب بالمرونة بأسعار السلع والأجور كما يقوم على تطوير التعاون بين الإدارة والموظفين في الشركات وتقسيم العمل، ويركز على النمو الاقتصادي.

ساعدت النظرية الاقتصادية الكلاسيكية البلدان على الانتقال من الحكم الملكي إلى الديمقراطيات الرأسمالية مع التنظيم الذاتي.

تتميز المدرسة الكلاسيكيّة أنها تعتمد التسلسل الهرمي في المناصب الإدارية، كما تهتم بتطبيق وتنفيذ القوانين، وتدعو إلى الاعتماد على التحليل في كل قرار اقتصادي أو إداري قبل تنفيذه والاستعانة بآراء المتخصصين في المجالات الاقتصادية والإدارية.

الفرق بين الاقتصاد الكلاسيكي والاقتصاد الحديث

يتمثّل الاختلاف الأبرز في أنه بينما تفترض النظرية الاقتصادية الكلاسيكية أن قيمة المنتج تنبع من تكلفة المواد بالإضافة إلى تكلفة العمالة، يفترض الاقتصاد الحديث أن تصورات المستهلك لقيمة المنتج تؤثر في سعره وطلبه. وفي حين يهدف الاقتصاد الكلاسيكي إلى شرح نظام الإنتاج الرأسمالي من خلال التحليل الاجتماعي والتاريخي، يعتمد الاقتصاد الحديث على النهج الرياضي في دراسة الاقتصاد. من جهة أخرى، يحدث التوازن في الاقتصاد الكلاسيكي عندما تساوي المدخرات الاستثمار، أما في الاقتصاد الحديث فإن التوازن يحدث عند النقطة التي يتقاطع فيها منحنى العرض والطلب.

اقرأ أيضاً: