الرجاء تفعيل الجافاسكربت في متصفحك ليعمل الموقع بشكل صحيح.

أثر ناقل الرسالة The Effect of Messenger

2 دقيقة

ما هو أثر ناقل الرسالة؟

أثر ناقل الرسالة (The Effect of Messenger): هو تحيز معرفي يدفع الأشخاص إلى الحكم على صحة المعلومات أو أهميتها بناءً على مصدرها. فبدلاً من تحليل محتوى الرسالة بموضوعية، فإن رأيهم في الشخص الذي يقدم المعلومات يؤثر في تفسيرهم لها.

تناولت الدراسات تأثير ناقل الرسالة منذ منتصف القرن العشرين، عندما أجرى عالما النفس كارل هوفلاند ووالتر فايس بحثاً لكشف مدى تأثير مؤلف مقال الرأي على القراء، وفحص كيفية تذكّر الأشخاص للمعلومات مع مرور الوقت، وتبين أن ناقل الرسالة يؤدي دوراً مهماً في كيفية تفسير الناس للمعلومات.

إذا كان الأفراد يؤمنون بمصداقية ناقل الرسالة، فمن المرجح أن يقبلوا المعلومات دون القدرة على تقييمها بطريقة نقدية، ما يقودهم إلى اتخاذ قرارات سيئة، والعكس صحيح، يمكن أن يؤدي انعدام الثقة بناقل الرسالة إلى رفض الأشخاص للنصائح أو التوصيات، حتى لو كانت ستحسن نتائجهم.

تطبيقات أثر ناقل الرسالة

يشيع استخدام أثر ناقل الرسالة في السياسات العامة لتوجيه الأفراد نحو اتباع تصرفات تعود بالنفع عليهم وعلى مجتمعاتهم، مثل تشجيع الناس على الادخار واتباع سلوكيات مستدامة بيئياً والالتزام بقوانين المرور، كما يُستخدم في سياق الصحة العامة لتقديم نموذج يُحتذى به لاتباع نمط حياة صحي وتشجيع السلوكيات التي تهدف إلى الحفاظ على الصحة، على سبيل المثال، خلال المرحلة الأخيرة من جائحة كوفيد-19 بادر الكثير من رؤساء الحكومات والمؤسسات ليكونوا أول مَن يتلقى اللقاح في محاولة لتشجيع الناس على تلقيه وتبديد الإشاعات حول آثاره السلبية المحتملة.

يمكن توظيف أثر ناقل الرسالة لتوجيه سلوك الأشخاص وصنع القرار في تصميم المنتجات وتسويقها، فقد تلجأ الشركات إلى شخص مؤثر يحظى بثقة العملاء لعرض المنتج الجديد، وهو ما اعتمدته منصة إف تي إكس (FTX) لتبادل العملات المشفرة، التي استعانت بقادة أعمال ومشاهير لطمأنة العملاء المحتملين بشأن أمان التعاملات المالية واستقرارها.

القائد باعتباره ناقل رسالة موثوقاً

يضطر قادة المؤسسات إلى اتخاذ تدابير صعبة لاحتواء الأزمات مثل خفض الراتب، لكن بناء علاقة وطيدة بين الإدارة والموظفين ستعزِّز قدرتهم على تحمل قرارات قد يعتبرونها انتهاكاً لحقوقهم.

فيما يلي ما يمكن للقائد فعله عندما يضطر إلى إبلاغ موظفي مؤسسته أو أعضاء فريقه أن عليهم تقديم تضحيات صعبة:

  • تحديد التضحيات المشتركة التي تُبدي استعداده لتقديمها أو تقديم تضحيات أكبر بصفته قائداً. على سبيل المثال: إذا طُلب من الموظفين العودة إلى المقرات المكتبية يومين في الأسبوع، فعلى القائد الحضور إليها 3 أيام أو أكثر.
  • التفكير في القادة الذين يجب أن يتأثروا بالتضحية المطروحة ومقدار التضحيات المطلوبة من كل واحد منهم. قد يلتزم مدراء الإدارة الوسطى بالحضور 3 أيام في الأسبوع فقط، في المقابل يتعين على كبار المسؤولين التنفيذيين الالتزام بالحضور إلى المقرات المكتبية 4 أيام في الأسبوع.
  • تحديد القائد المناسب لتوصيل الرسالة بصدق إلى عموم الموظفين وتحقيق التأثير المنشود.
  • تجهيز القادة على مختلف مستويات المؤسسة لتوصيل الرسالة بأسلوب فعّال وذي مصداقية.

اقرأ أيضاً:

المحتوى محمي