تمت عملية الاشتراك بنجاح
إغلاق
عذراً،
أنت مشترك مسبقاً بالنشرة البريدية
إغلاق
تنويه: يمكنكم مشاركة أي مقال من هارفارد بزنس ريفيو من خلال نشر رابط المقال أو الفيديو على أي من شبكات التواصل أو إعادة نشر تغريداتنا، لكن لا يمكن نسخ نص المقال نفسه ونشر النص في مكان آخر نظراً لأنه محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً.
جميع الحقوق محفوظة لشركة هارفارد بزنس ببليشنغ، بوسطن، الولايات المتحدة الاميركية 2022
الأكثر قراءة اليوم
تقرير خاص
ربما يكون استعراضاً لأدائك، أو "تقرير ملاحظات شامل" عنك، أو نصيحة لم تطلبها من زميل. ربما كانت توبيخاً من عميل غاضب، أو لقباً يناديك به فريقك من ورائك. أياً كان السبب، إنهم مخطئون وغير منصفين لأنهم لا يعرفون حقاً ما تفعله وملاحظاتهم ليست مفيدة أيضاً.
في البداية، ليس عليك فعل أي شيء! لا تقل إنك موافق أو غير موافق على ما قيل، على الأقل في البداية. ليس الأمر بهذه السهولة، لكن عليك إعطاء نفسك بعض الوقت لفهم هذه الملاحظات بشكل أفضل قبل قبولها أو رفضها.
لنأخذ منيرة (اسم المستعار) المديرة الإبداعية المميزة في مجال الإعلام الرقمي، التي مضى على استلامها وظفيتها الجديدة 3 أشهر. قال لها الرئيس التنفيذي معاتباً ذات يوم: "أريدك أن تكوني أكثر إبداعاً".
تصارعت الأفكار في رأس منيرة التي كانت تعبّر عن غضبها الشديد مما يجري: "أنا المديرة الإبداعية لهذه الشركة. مسماي الوظيفي (إبداعية)! ما يقوله يعاكس أي ملاحظة تلقيتها في حياتي المهنية بأكملها. إذا كنت لا تعرف الإبداعية، فلا تلمني. أنا أكثر شخص مبدع قد تراه على الإطلاق".
ابتسمت منيرة ظاهرياً أمام المدير بهدوء، شكرت رئيسها ومضت لتبحث في هاتفها عن رقم هاتف وكيل توظيف.
كان رد فعل منيرة طبيعياً، إذ إنه خلال تحديدك إن كنت ستقبل ما قيل لك أو سترفضه، فستفتش تلقائياً عن الخطأ في هذه الملاحظة: من أعطاها لك والسبب ومتى وأين وكيف تم إعطاؤها. لا تُعتبر هذه الطريقة صحيحة أو ناجحة وذلك لوجود مشكلتين أساسيتين فيها، الأولى، هي أنك ستتمكن دائماً من العثور على شيء خاطئ مع ما يقدم إليك، والثانية، أنك ستتجاهلها بسرعة كبيرة وذلك قبل حتى أن تفهم فعلياً ما يحاول مقدم تلك الملاحظات قوله لك.
يجب عليك النظر إلى ما هو أعمق من مجرد العبارات المقدمة لك. إذ عالباً ما تكون معظم الملاحظات مصاغة بأسلوب غامض وفضفاض على غرار: "تحتاج إلى التطور"، أو "أظهر المزيد من القيادة"، أو "فكر بشكل استراتيجي"، أو "زد الإبداع". ستفهم تلك العبارات وفقاً لما تعنيه لك أنت، وستفترض أن الأمر هو ذاته لمن قدمها، إلا أن الحقيقة تكمن في أن تلك العبارات تمثل –في أحسن الأحوال– تقريبات فضفاضة لما يحاول مقدم تلك الملاحظات قوله.
تملك الملاحظات التي نتلقاها دائماً ماضٍ خلفها: إذا نظرنا بشكل أوسع قليلاً، فسنجد أن رئيس منيرة يحاول وصف مجموعة ملاحظات وأمثلة وتوقعات لما كان أو ينبغي لها فعله، أو ربما فرصاً شعر أنها غابت عنها وأثرت على إبداعها. كما تملك الملاحظات أيضاً مستقبلاً: لا بد أن الرئيس التنفيذي يملك بعض الطرق المحددة التي يرغب في أن تراها منيرة من وجهة نظر مختلفة. بالتالي، وقبل أن تقرر منيرة إن كان ما تلقته خاطئاً أو صائباً، عليها فهم سبب تلك الملاحظات في المقام الأول. عليها طرح أسئلة على غرار:
عندما تقول "إبداعياً"، هل يمكنك أن توضح ما تعنيه أكثر؟
هل يمكنك أن تكون أكثر تحديداً حول فترات معينة أو حالات لم أكن فيها مبدعة؟
هل يمكن أن تعطيني أمثلة عن "الإبداعية" كما تراها؟ ما الذي تقترحه على وجه التحديد؟
بعد أن أخذت منيرة بضعة أنفاس عميقة أمام مرآة الحمام، وألقت على نفسها حديثاً تحفيزياً، عادت إلى مديرها لتطرح عليه بعض الأسئلة. علمت أن مديرها لم يكن يشير إلى عملائها مطلقاً، بل كان يريد منها إعادة التفكير في كيفية إدارتها لاجتماعاتها مع فريقها. لاحظ مديرها أنها تتحدث كثيراً في تلك الاجتماعات، وهو ما يترك وقتاً قليلاً لبعض أعضاء أفراد الفريق الأكثر هدوءاً، إنما الأشد موهبة، للحديث. كانت لديه أفكار جيدة بشكل مدهش حول كيفية جعل بعض الأشخاص الصامتين في الغرفة يتحدثون أكثر، وكانت ملاحظاته أكثر قيمة مما ظنته هي في البداية.
من السهل انتقاد الرئيس التنفيذي لعدم وضوح ما يقصده، فهناك فرق شاسع بين ما قصده بكلمة "مبدعة" وبين ما يمكن لأي شخص أن يتصور معناها. لكن يجب معرفة أن أي تسمية تُستخدم بحاجة إلى بعض الاستكشاف لتوضيح مكامن القلق أو التوصيات. لذلك افترض دائماً أن من يقدم ملاحظاته بحاجة إلى أن تطرح عليه بضعة أسئلة للتعبير عما يعنيه. لذا، فإن أفضل طريقة لمساعدته، ومساعدتك أيضاً، هي طرح أسئلة واضحة دون استخدام لهجة دفاعية.
تحقق من مكامن الغموض عبر طرح أسئلة مثل، "ما الخطأ؟" أو "ما الصواب؟"، قد تبدو الملاحظات أحياناً لنا "غير صائبة" فقط لأننا لا ندرك ما تعنيه نظراً لتطرقها إلى أمر غامض لدينا. اطلب فكرة أوضح عن الحلقة المفقودة، وإن لم تستطع، فاسأل صديقاً.
لنأخذ جميل مثلاً (أيضاً اسم مستعار)، الذي تلقى ملاحظة تفيد بأن عليه "مراقبة مواقفه". في عقل جميل، كان هذا منافياً للمنطق. كانت مواقفه واضحة وكان يعمل طوال الوقت ومخلصاً لعمله.
ذهب جميل إلى زميلة له لينفث عن غضبه والتي قدمت له دعماً سريعاً، حيث قالت "هذا جنون! لا أحد يعمل عدة ساعات في الأسبوع كما تفعل. أنت دائماً هنا". قدمت ما طلبه جميل ضمنياً: دعم صديق من خلال المصادقة على ما رآه "خاطئاً" في الملاحظات الموجهة له.
يحصل الأمر نفسه مع معظمنا، وها قد حصل جميل بدوره على التطمين الذي يريده. لكن إذا كنت ترغب في التحقق مما لم تفهمه، فعليك طرح سؤال آخر: "هل هناك أي شيء قد يكون صحيحاً في تلك الملاحظات عني؟".
عندما سأل جميل زميلته هذا السؤال، قالت بعد لحظة، "أنت تعمل لساعات كثيرة، لكن في كل مرة يُطلب منك فيها البقاء حتى وقت متأخر، كنت تتنهد وتشكو. أنت فعلياً لا تقدم موقفاً جدياً من العمل".
صحيح أنه سيكون هناك دائماً شيء خاطئ في الملاحظات التي نتلقاها، قد يصل إلى 90% منها، سيبقى هناك جزء صائب فيها يمكنك التعلم منه. يمكنك دائماً اللجوء إلى الأصدقاء والزملاء للمساعدة في رؤية 10% المتبقية، لكنهم لن يفعلوا ذلك إلا إذا طلبت منهم ذلك صراحة، وأظهرت لهم أنك لن تحزن أو تغضب إن فعلوا ذلك.
لا يعني تلقيك الملاحظات بشكل جيد "قبولك" لها، بل يعني "فهمك" لما تعنيه. بمعنى آخر، سماعك لها، وفهمك لها وحديثك عنها وتأملك لها وتفكيرك بها ورؤيتك لوجود جزء منها "قد" يكون صائباً، ثم تقرير إن كنت ستتصرف تجاه تلك الملاحظات أم لا.
أياً كان قرارك، عُد لمن قدم لك تلك الملاحظات لتشاركه رأيك. إن لم تفعل ذلك، فسيعتقد بأنك لم تستمع له أو لم تهتم بما قاله. سيعزز معرفتهم بأخذك ما قالوا على محمل الجد من علاقتك معهم حتى لو قررت في نهاية المطاف سلك طريق مختلف.
يمكن أن يكون تلقي ملاحظات خاطئة مؤلماً ويسبب الانعزال وحتى الغضب. لكن ماذا عليك أن تفعل عندما يحدث معك هذا؟
في البداية، ليس عليك فعل أي شيء! لا تقل إنك موافق أو غير موافق على ما قيل، على الأقل في البداية. ليس الأمر بهذه السهولة، لكن عليك إعطاء نفسك بعض الوقت لفهم هذه الملاحظات بشكل أفضل قبل قبولها أو رفضها.
لنأخذ منيرة (اسم المستعار) المديرة الإبداعية المميزة في مجال الإعلام الرقمي، التي مضى على استلامها وظفيتها الجديدة 3 أشهر. قال لها الرئيس التنفيذي معاتباً ذات يوم: "أريدك أن تكوني أكثر إبداعاً".
تصارعت الأفكار في رأس منيرة التي كانت تعبّر عن غضبها الشديد مما يجري: "أنا المديرة الإبداعية لهذه الشركة. مسماي الوظيفي (إبداعية)! ما يقوله يعاكس أي ملاحظة تلقيتها في حياتي المهنية بأكملها. إذا كنت لا تعرف الإبداعية، فلا تلمني. أنا أكثر شخص مبدع قد تراه على الإطلاق".
ابتسمت منيرة ظاهرياً أمام المدير بهدوء، شكرت رئيسها ومضت لتبحث في هاتفها عن رقم هاتف وكيل توظيف.
كان رد فعل منيرة طبيعياً، إذ إنه خلال تحديدك إن كنت ستقبل ما قيل لك أو سترفضه، فستفتش
أهلاً بك في مجرة! أنت الآن تقف على أعتاب أفضل محتوى عربي ستجده أبداً على الإنترنت.
أنشئ حساباً واستمتع بقراءة مقالتين مجاناً كل شهر من أوسع تشكيلة محتوى أنتجته ألمع العقول العربية والعالمية.